الاثنين، 24 يناير 2011

قضية للمناقشة : القراءة فى ظل المكتبات الالكترونية بين الكتب الورقية والاصدارات الرقمية

هل تعلم

تستطيع النملة البالغة ان تحمل مامقداره 200 ضعف وزنها

نلتقى اليوم مع موضوع جديد وقضية جديدة نطرحها للمناقشة بعد ان ناقشنا قضية الاسبوع الماضى عن اللغة العربية ، دعونا اليوم نفتح ملفا مرتبطا بنفس الموضوه وهو حول القراءة ومستقبل الكتاب الورقى والمكتبات الورقية فى عصر الكتب الالكترونية والمكتبات الرقمية فى

قضية للمناقشة

Case Of The Week

مستقبل الكتب الورقية فى عصر المكتبات الالكترونية

فهل اصبح للمكتبات الورقية وأهميتها الحضارية والتربوية بعدما تراجعت اهمية الكتب بل والصحف الورقية بعدما اصبحت تصدر رقميا بصورة يومية واحيانا لحظية ؟ هذا سؤال هام نحاول ان نبحث عن اجابات له هذا الاسبوع

في استطلاعات للرأي بين الكتاب والأدباء والعلميين تبين أهمية مكتبة الأسرة وألفة الكتب ورؤية الوالدين يقرأن أثر في حب الأبناء للكتب والقراءة والعلم والعلماء.
الكتب الورقية في المكتبة تتزين لك وتغازلك وتقول لك امدد يدك خذني اقرأني، فأنا خير جليس لك، لا أكلفك شيئاً خلاف ثمن طباعتي لا أستهلك كهرباء ولا أحتاج إلى صيانة دائمة، ولا افسد سريعاً وأحمل بين طياتي ذكرياتك، أما تلك الأقراص المرنة والمدمجة فهي لا تناديك ولا تتزين لك ولا ترى شيئا منها إلا بعد إدخالها في الجهاز ويستوي مظهر المفيد وغير المفيد منها وهي عرضة للتغيير والتبديل والفساد سريعا بالمؤثرات الفيزيائية والكيميائية، وتحميلها على الجهاز عرضة للتلف معتلف برمجة الجهاز، وكم من وثائق الكترونية فسدت وأنقذتها تلك النسخ الورقية!
هذه ليست دعوة إلى التخلف أو إهمال التوثيق الالكتروني ولكنها دعوة إلى الحفاظ على مكتباتنا الورقية، ووثائقنا التاريخية والعلمية فالكلمة المكتوبة على الورق أثبت وأعظم تأثيرا في الأجيال والنفوس.
الكتب الالكترونية تصلح للبحث والدراسة، أما الكتب الورقية فهي للقراءة الصحية الآمنة ولترويض النفس على القراءة المتأنية والتعليق على الصفحات والتربية للأبناء والحفر على سبورة الحياة والتاريخ.
إذا فقدنا تراثنا المطبوع فسوف نفقد ميزة كبرى، نعم نستطيع نقل هذا التراث الكتروني اليسهل حمله وتداوله والاستفادة منه ولكنه لا يربي أبناءنا على القراءة المتأنية والبحث المتأني وحب العلم والعلماء والارتباط بهم.
لقد أدت القراءة الالكترونية إلى نشر المعلومات ولكنها قضت على مهارات الكتابة اليدوية والتقليب والتمحيص وقللت من المتميزين والعلماء , وفي أحايين كثيرة تنشر الجهل والأخطاء العلمية بين القراء فكلمن يقرأ معلومة وتعجبه يسارع إلى نقلها من دون علم ودراية , وكم من أخطاء علمية سرت بين الناس سريان النار في الكحول والبنزين وأسرع من سريانها في الهشيم! والطامة الكبرى أن غير المختصين ينقلون المعلومات كحاطب ليل وينشرونها من دون علم ودراية.
المعلومات متوافرة والعلماء والعالمون قليل وقد شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه الحالة في الحديث الصحيح: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" رواه البخاري ومسلم.
العلم منتشر ولكن أين العلماء؟
الكل يدعي العلم ولكن أين العلميون الحقيقيون؟
لو كان الأمر بيدي لجعلت هناك حصصا إلزامية للقراءة في المكتبات الورقية والبحث فيها لأن المجهود في البحث عن المعلومة يجعلها عزيزة وتميز العالم من مدعي العلم ويرتبط الباحث بها ارتباطا نفسيا عجيبا.
عندما يكلف المعلم الطلاب بالبحث في موضوع يذهب الطالب إلى الانترنت ويكتب المطلوب ويأتيه سيل المعلومات التي لا يقرؤها ولا يمحصها ويصنع لها غلافا جميلا، ويكتب عليها اسمه واسم معلمه في دقائق وفي أحايين كثيرة تكون المعلومات نفسها ومن المصدر عينه في جميع أنشطة الطلاب والمعلم لا يقرأ لكثرة مشاغله وأعبائه المدرسية، وبذلك قتل التمايز، وخفتت القدرات، وضاع المتميزون في هذا الركام الإلكتروني المخيف وسيل المنقولات من الإنترنت.
ربوا أبناءكم على اقتناء الكتاب يشبوا على حب القراءة والله تعالى قال "اقرأ". القراءة في الكتاب اقلضررا على العين والصحة والبيئة والاقتصاد، والكتاب يتزين للقارئ وهو كالصناعةاليدوية الفريدة في سوق الكتابة الالكترونية الصناعية الرخيصة.
للكتب رائحة مازلت أشمها، وأتذكر الكتب في بداية العام الدراسي ونحن نحملها بحب عجيب ونجلدها ونزينها ونرتبها ونقرأ فيها في الحقول والقطارات وفي الطريق الزراعي ونحن ذاهبون إلى المدرسة وآيبون منها.
أنا أذهب إلى المطابع لأشم رائحة الورق ورائحة الأحبار وصوت المطابع والعمال يتشوقون لكل ورقة جديدة كأنها مولود جديد.
اهتموا بالتوثيق الالكتروني ولكن من الخطأ الفادح أن نهمل الكتاب الورقي وفعله العجيب في تربية الأجيال على التمايز والتميز وحب القراءة والبحث المميز والفرح بالحصول على المعلومة وكما قال الشاعر:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟

علموا أبناءكم الغوص في بحر الكتب والتنقيب عن الدرر المكنونة فيها تحافظوا على تميزهم وتعلموهم الصبر والمثابرة وتجعلوا منهم نواة علماء المستقبل العربي وباحثيه المتميزين والمميزين.

انتظرونا غدا

وإلى أن نلتقى لكم منى أطيب تحية

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 22 يناير 2011م

*******************

سرتنا زيارتكم

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010

مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون

Tarek_Gizawy@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...