السبت، 30 أكتوبر 2010

قضية للمناقشة : هل الأخلاق بلا تدين أفضل من التدين بلا أخلاق ؟

هل تعلم
أكثر الانواع سمية فى العالم هو سمك الحجر
**************
نفتح اليوم قضية جديدة للمناقشة حول الاخلاق :
فما دور الاخلاق فى حياة المؤمن فهل للاخلاق علاقة بالتدين والالتزام بتعاليم الشرع ؟
وهل على المؤمن ان تكون اخلاقه ذات إطار معين تميزه عن غيره ؟
وهل اذا ساءت اخلاق المؤمن نقص إيمانه ؟
كلها اسئلة نطرحها فى
قضية للمناقشة
Case Of The Week
هل الأخلاق بلا تدين أفضل من التدين بلا أخلاق ؟

ودعونا نقرأ هذا المقال الذى ورد على لسان أحد الأطباء عبر البريد الالكترونى وذلك قبل ان نناقش الموضوع حيث نراه يقول :

"على مدى سنوات، عملت طبيبا للأسنان فى هيئة حكومية كبرى تضم آلاف العاملين. وفى اليوم الأول بينما كنت أعالج أحد المرضى، انفتح باب العيادة وظهر شخص، قدم نفسه باسم الدكتور حسين الصيدلى، ثم دعانى لأداء صلاة الظهر جماعة، فاعتذرت حتى أنتهى من عملى ثم أؤدى الصلاة…. ودخلنا فى مناقشة كادت تتحول إلى مشادة، لأنه أصر على أن أترك المريض لألحق بالصلاة، وأصررت على استئناف العمل.

أفكار الدكتور حسين

اكتشفت بعد ذلك أن أفكار الدكتور حسين شائعة بين كل العاملين فى الهيئة. كانت حالة التدين على أشدها بينهم. العاملات كلهن محجبات، وقبل أذان الظهر بنصف ساعة على الأقل ينقطع العاملون جميعا تماما عن العمل، ويشرعون فى الوضوء وفرش الحصير فى الطرقات، استعدادا لأداء صلاة الجماعة. بالإضافة طبعا إلى اشتراكهم فى رحلات الحج والعمرة التى تنظمها الهيئة سنويا.

كل هذا لم أكن لأعترض عليه، فما أجمل أن يكون الإنسان متدينا، على أننى سرعان ما اكتشفت أن كثيرا من العاملين بالرغم من التزامهم الصارم بأداء الفرائض، يرتكبون انحرافات جسيمة كثيرة بدءا من إساءة معاملة الناس والكذب والنفاق وظلم المرؤوسين وحتى الرشوة ونهب المال العام. بل إن الدكتور حسين الصيدلى الذى ألح فى دعوتى للصلاة، تبين فيما بعد أنه يتلاعب فى الفواتير ويبيع أدوية لحسابه.. إن ما حدث فى تلك الهيئة يحدث الآن فى مصر كلها… مظاهر التدين تنتشر فى كل مكان، لدرجة جعلت معهد جالوب الأمريكى، فى دراسة حديثة له، يعتبر المصريين أكثر الشعوب تدينا على وجه الأرض.. وفى نفس الوقت، فإن مصر تحتل مركزا متقدما فى الفساد والرشوة والتحرش الجنسى والغش والنصب والتزوير..
شخصية تارتوف
لابد هنا أن نسأل: كيف يمكن أن نكون الأكثر تدينا والأكثر انحرافا فى نفس الوقت..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. فى عام 1664، كتب الكاتب الفرنسى الكبير موليير مسرحية اسمها تارتوف، رسم فيها شخصية رجل دين فاسد يسمى تارتوف، يسعى إلى إشباع شهواته الخسيسة وهو يتظاهر بالتقوى.. وقد ثارت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك بشدة ضد موليير ومنعت المسرحية من العرض خمسة أعوام كاملة.. وبرغم المنع، فقد تحولت تارتوف إلى واحدة من كلاسيكيات المسرح، حتى صارت كلمة تارتوف فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، تستعمل للإشارة إلى رجل الدين المنافق. والسؤال هنا: هل تحول ملايين المصريين إلى نماذج من تارتوف.؟.
قضية الضمير الدينى

أعتقد أن المشكلة فى مصر أعمق من ذلك.. فالمصريون متدينون فعلا عن إيمان صادق.. لكن كثيرا منهم يمارسون انحرافات بغير أن يؤلمهم ضميرهم الدينى. لا يجب التعميم بالطبع، ففى مصر متدينون كثيرون يراقبون ضمائرهم فى كل ما يفعلونه:القضاة العظام الذين يخوضون معركة استقلال القضاء دفاعا عن كرامة المصريين وحريتهم، والمستشارة نهى الزينى التى فضحت تزوير الحكومة للانتخابات، والمهندس يحيى حسين الذى خاض معركة ضارية ليحمى المال العام من النهب فى صفقة عمر أفندى.وغيرهم كثيرون. كل هؤلاء متدينون بالمعنى الصحيح..

ولكن بالمقابل، فإن مئات الشبان الذين يتحرشون بالسيدات فى الشوارع صباح يوم العيد، قد صاموا وصلوا فى رمضان.. ضباط الشرطة الذين يعذبون الأبرياء، الأطباء والممرضات الذين يسيئون معاملة المرضى الفقراء فى المستشفيات العامة، والموظفون الذين يزورون بأيديهم نتائج الانتخابات لصالح الحكومة، والطلبة الذين يمارسون الغش الجماعى، معظم هؤلاء متدينون وحريصون على أداء الفرائض…. إن المجتمعات تمرض كما يمرض الإنسان.
مشكلة انفصال العقيدة عن السلوك
ومجتمعنا يعانى الآن من انفصال العقيدة عن السلوك.. انفصال التدين عن الأخلاق.. وهذا المرض له أسباب متعددة: أولها النظام الاستبدادى الذى يؤدى بالضرورة إلى شيوع الكذب والغش والنفاق وثانيا إن قراءة الدين المنتشرة الآن فى مصر إجرائية أكثر منها سلوكية. بمعنى أنها لا تقدم الدين باعتباره مرادفا للأخلاق وإنما تختصره فى مجموعة إجراءات إذا ما أتمها الإنسان صار متدينا. سيقول البعض إن الشكل والعبادات أركان مهمة فى الدين تماما مثل الأخلاق.. الحق أن الأديان جميعا قد وجدت أساسا للدفاع عن القيم الإنسانية: الحق والعدل والحرية.. وكل ما عدا ذلك أقل أهمية…المحزن أن التراث الإسلامى حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين. لكننا لا نفهم ذلك أو لا نريد أن نفهمه.
هناك قصة شهيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قابل رجلا ناسكا منقطعا للعبادة ليل نهار.. فسأله:
ـ من ينفق عليك.؟.
قال الرجل:
ـ أخى يعمل وينفق علىّ…
عندئذ قال صلى الله عليه وسلم:
أخوك أعبد منك…
والمعنى هنا قاطع وعظيم.. فالذى يعمل وينفق على أهله أفضل عند الله من الناسك المنقطع للعبادة لكنه لا يعمل. إن الفهم القاصر للدين سبب رئيسى فى تردى الأوضاع فى مصر. على مدى عشرين عاما، امتلأت شوارع مصر ومساجدها بملايين الملصقات تدعو المسلمات إلى الحجاب.. لو أننا تخيلنا أن هذه الملصقات كانت تدعو، بالإضافة للحجاب، إلى رفض الظلم الواقع على المصريين من الحاكم أو الدفاع عن حقوق المعتقلين أو منع تزوير الانتخابات..لو حدث ذلك لكانت الديمقراطية تحققت فى مصر ولانتزع المصريون حقوقهم من الاستبداد.. إن الفضيلة تتحقق بطريقتين لا ثالث لهما: إما تدين حقيقى مرادف تماما للأخلاق. وإما عن طريق الأخلاق وحدها حتى ولو لم تستند إلى الدين.
قصة الدكتور جارسيا جيرالت
… منذ أعوام مرضت والدتى رحمها الله بالسرطان..فاستدعينا لعلاجها واحدا من أهم أطباء الأورام فى العالم، الدكتور جارسيا جيرالت من معهد كورى فى باريس.. جاء هذا العالم الكبير إلى مصر عدة مرات لعلاج والدتى ثم رفض بشدة أن يتقاضى أى أتعاب ولما ألححت عليه قال:
ـ إن ضميرى المهنى لا يسمح بأن أتقاضى أتعابا مقابل علاج والدة طبيب زميلى.
هذا الرجل لم يكن يعتقد كثيرا فى الأديان، لكن تصرفه النبيل الشريف يضعه فى أعلى درجة من التدين الحقيقى.. وأتساءل: كم واحد من كبار أطبائنا المتدينين اليوم سيرد على ذهنه أصلا أن يمتنع عن تقاضى أجره من زميل له..؟.
جائزة القذافى للآداب
مثال آخر، فى عام 2007.. بغرض تجميل وجه النظام الليبى أمام العالم.. تم تنظيم جائزة أدبية عالمية سنوية، بقيمة حوالى مليون جنيه مصرى، باسم جائزة القذافى لحقوق الإنسان.. وتم تشكيل لجنة من مثقفين عرب كبار لاختيار كل عام كاتبا عالميا لمنحه الجائزة.. هذا العام قررت اللجنة منح الجائزة للكاتب الإسبانى الكبير خوان جويتيسولو البالغ من العمر 78 عاما..
مفاجأة غير متوقعة
ثم كانت المفاجأة: فقد أرسل جويتيسولو خطابا إلى أعضاء اللجنة يشكرهم فيه على اختياره للفوز بالجائزة، لكنه أكد فى نفس الوقت أنه لا يستطيع، أخلاقيا، أن يتسلم جائزة لحقوق الإنسان من نظام القذافى الذى استولى على الحكم فى بلاده بانقلاب عسكرى ونكل، اعتقالا وتعذيبا، بالآلاف من معارضيه.. رفض الكاتب جويتيسولو جائزة بحوالى مليون جنيه مصرى، لأنها لا تتفق مع ضميره الأخلاقى.. هل نسأل هنا: كم مثقف أو حتى عالم دين فى مصر كان سيرفض الجائزة..؟ ومن هو الأقرب إلى ربنا سبحانه وتعالى..؟!.. هذا الكاتب الشريف الذى أثق فى أن الدين لم يخطر على باله وهو يتخذ موقفه الشجاع النبيل، أم عشرات المتدينين المصريين، مسلمين ومسيحيين، الذين يتعاملون مع الأنظمة الاستبدادية ويضعون أنفسهم فى خدمتها متجاهلين تماما الجرائم التى ترتكبها تلك الأنظمة فى حق شعوبها.
إن التدين الحقيقى يجب أن يتطابق مع الأخلاق.. وإلا..
فإن الأخلاق بلا تدين أفضل بكثير من التدين بلا أخلاق.
هكذا خلص كاتب المقال إلى محور قضيتنا
فهل فعلا أن أكون انسانا ذا خلاق أفضل من أن أكون متدين بلا خلق ؟
سؤال اتمنى ان نجد سويا الاجابة عنه … وفى انتظار طرحكم ومناقشاتكم

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 30 أكتوبر 2010ميلادية

***********************************

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010

الخميس، 28 أكتوبر 2010

خبر ورؤية : عاهرات صينيات تغزو العرب مثل فوانيس رمضان

هل تعلم

فترة حمل انثى الفيل من 22 الى 25 شهرا وانثى الحوت 12 شهرا
**********
فى زاويتى الاسبوعية " خبر ورؤية " وفى تطور أمنى خطيرعقب ضبط شبكة دعارة فى حى المعادى بمحافظة القاهرة المصرية استوقفنى هذا الخبر من موقع محيط الاخبارى تحت عنوان " ليلة حمراء برخص التراب " حول ضبط شبكة للاعمال المنافية للاداب فى مصر وتجدونه فى الرابط التالى :

عاهرات صينيات تغزو العرب مثل الفوانيس

عاهرات صينيات في قلب مصر

أثار السقوط الأخير لشبكة الدعارة الصينية التي اتخذت من أحد مراكز التجميل بالمعادي، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، كوكر لممارسة الرذيلة عدة مخاوف من أن تكون هذه أولى مراحل انفجار ماسورة الحريم الصيني لإغراق مصر وطبعا باقي الدول العربية في دوامة الجنس الحرام.

حيث نجحت أجهزة الأمن بمحافظة حلوان في الكشف عن وكر الدعارة الصيني، حيث دلت التحريات أن امرأة صينية حولت مركز الصحة والجمال لمكان للأعمال المنافية للآداب وممارسة الرذيلة مع راغبي المتعة الحرام مع عدد من الساقطات الصينيات التي نجحت في استقطابهن مقابل حصولهن على مبالغ مالية نظير ذلك.

وكانت معلومات قد وردت لأجهزة الأمن بمحافظة حلوان "20 كم جنوب القاهرة" تفيد قيام يانج هاي "30 سنة- صينية الجنسية" ومديرة مسئولة عن مركز الصحة والجمال بمنطقة المعادي باستغلال النسوة الساقطات للعمل بالمركز واستغلالهم في أعمال الدعارة نظير اجر مادي تتحصل عليها من راغبي المتعة الحرام.

وبمداهمة المركز تم ضبط أحد المهندسين متلبسا بممارسة الدعارة مع امرأة صينية كما تم ضبط 4 سيدات أخريات بخلاف صاحبة مركز التجميل، وتم إحالة جميع المتهمين للنيابة التي قررت حبسهم جميعا لحين انتهاء التحقيقات.

وكشفت التحقيقات أن زعيمة عصابة الداعرات اتخذت من هذا المركز كغطاء لعملها المشبوه في تسهيل ممارسة البغاء من خلال استقدام ساقطات روسيات تحت زعم العمل في المركز، ومن خلال العمل في المركز يتم تسهيل عمليات التواصل بين الساقطات الصينيات، واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين أوائل العشرينات وأواخر الثلاثينات، وبين زبائنهن من المصريين والخليجيين المقيمين في مصر.

الخطير في هذه الحادثة هو ما كشفته التقارير الأولية من أن الصين كعادتها مارست حرب إغراق ضد مصر عن طريق ضرب الأسعار وليس تحسين السلع حيث يتراوح ثمن الليلة الحمراء مع الساقطة تبدأ من 50 جنيه ولا تزيد عن 200 جنيه، وذلك حسب مواصفات الساقطة وعمرها وجمالها إضافة إلى ظروف راغب المتعة الحرام المالية.

فالخوف كل الخوف أن تستمر سياسة حرق الأسعار هذه حتى يصل سعر الليلة الحمراء لخمسة جنيهات، مثلما فعلت الصين مع جميع المنتجات المحلية من أول الإبر وبكرة الخيط وفانوس رمضان وبيجامة الصباحية ولمبة الوناسة وحتى السيارات الفارهة، وطبعا حتى لا يفهمنا أحد خطأ نحن لا نخلط الأمور ببعضها فالمقارنة غير واردة أصلا، فالكارثة في حالة البشر ستكون أفدح كثيرا.

شبكات صينية منظمة للدعارة

كما أن هناك محاذير من أن العالم العربي قد يواجه جريمة منظمة من صفقات الاتجار في البشر تهدر آدمية هؤلاء النساء عبر تحويلهن إلى سلع تباع وتشترى، فمنذ فترة انتشرت ظاهرة خطيرة على صفحات الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك الذي دأب على نشر إعلانات عن دخول العروسة الصينية لمصر لسد حاجة الشباب غير القادر على طلبات الزواج بأقل تكلفة ممكنه، حيث تصل العروسة بـ"الدليفرى" حتى باب المنزل بتكلفة تبلغ 1200 جنيه فقط.

وقالت الإعلانات، إن الزوج يستطيع أن يختار مواصفات العروسة الصينية من حيث الشكل والقدرات، مع العلم أن جميع العرائس الصينيات يجدن فنون الطهي والأعمال المنزلية المختلفة، وغالباً ما يكون حجم العروسة غير وقصيرة للتوفير على زوج المستقبل عند شراء الملابس.

وقالت هذه الإعلانات أن الزوجة الصينية تتميز بأنها لا تشترط سناً معيناً للزوج، كما أنها تقبل بأي رجل، وذلك لأنها زوجة مثالية ومطيعة ولا تناقش زوجها في أي شيء كما أن صوتها لا يعلو ولا تنطق إلا بأمر من زوجها على خلاف الزوجة المصرية التي تشتهر بارتفاع نبرة صوتها وبغضبها المتكرر، بسبب وبدون سبب.
كذلك لا تشترط الصينية شبكة ولا مهر ولا شقة ولا فرح، كما أنها سهلة الحمل فيستطيع الزوج أخذها معه في أي مكان، كما أن الزوج لن يشك في سلوكها فهي بـ"كرتونتها" على حد وصف الإعلانات، فلم يلمسها أحد كما أنها لا تملك حساب خاص على الفيس بوك لذا فهي لا تختلط بالرجال.

ولم يقتصر غزو العاهرات الصيني على مصر المحروسة، وإنما استشرت العدوى في كثير من البلدان العربية، حيث أثارت عاهرات صينيات قمن بجولة خليجية كانت محطتهن الأخيرة فيها الكويت حالة من الرعب في المجتمع الكويتي بعد شكوك حول احتمال إصابتهن بالايدز.

و كان رجال مباحث مخفر شرطة منطقة شرق في مدينة الكويت قد تمكنوا من ضبط 21 فتاة صينية يمارسن مهنة الدعارة المنظمة في شقق خاصة بمنطقتي حولي و السالمية، غير أن الموضوع لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى حد الاشتباه في حملهن لمرض الايدز بسبب قيامهن بجولة خليجية في إطار شبكة عالمية للدعارة.

العروس الصيني تغزو بلاد العرب

فالفتيات الصينيات الـ 21 دخلن الكويت ببطاقات زيارة على كفالة الفنادق و أثناء التحقيق معهن اعترفن أنهن يعملن ضمن شبكة عالمية للدعارة مركزها الصين، و أنهن في جولة خليجية لممارسة الدعارة و ان الكويت كانت آخر محطة لهن.

كما اعترفن بممارسة الدعارة يوميا في الكويت بمعدل خمسة رجال للفتاة الواحدة مقابل "40 دينار"، حوالي 150 دولارا، للفتاة حديثة السن و20 دينارا لمن تخطت الثلاثين وأن جميع زبائنهن كانوا من الجنسية الكويتية.

كما شاع الحديث أن عددا من بائعات الهوى الصينيات اللاتي يرتدن حانات فنادق العاصمة العمانية مسقط يقمن باصطياد الزبائن من راغبي المتعة الحرام الذين يكونون عادةً من جنسيات غربية أو آسيوية أو عُمانيين، وأن عددا كبيرا من العاهرات يحملن فيروس لايدز.

وفي العاصمة الأردنية عمان وبالتحديد في منطقة "إربد" اكتشفت السلطات بأحد الأحياء بالمدينة الصناعية شمال المملكة أكثر من 5 ألاف فتاة صينية يقمن بأعمال منافية للآداب، وكشفت التحريات أن الصينيات كن سجينات في بلادهن وتم تسريحهن لتنفيذ مهام جنسية في العديد من الدول العربية.

كما أشارت الأنباء لضبط عدة شبكات دعارة صينية في عدد آخر من البلدان العربية من بينها السعودية والبحرين وسوريا والإمارات، فهل يعتبر هذا إيذانا بحرب صينية جنسية ضد العرب، لعل هذا التساؤل ما ستجيب عنه الأيام القادمة.

رؤيتى للخبر
هل يأتى اليوم الذى تسيطر فيه الصين على العالم بنسائها ؟
هل تنبهت السلطات المختصة فى دول العالم لهذا الخطر المحدق بها ؟
هل من اجراءات لمنع الصينيات من دخول الدول العربية وخاصة للعمل فى مجال الدعارة والاعمال المشبوهة ؟
مجرد أسئلة بسيطة ؟!!
وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى الخميس 28 أكتوبر 2010ميلادية
***********************************

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

مزايا وعيوب العاب الاطفال الاكترونية

هل تعلم

الغزال لايشرب الماء إطلاقا

*******************

قصة بداية الالعاب الالكترونية

تشكل سوق الالعاب الالكترونية قطاعا هاما من صناعة برمجيات الحاسب الآلى فهو عبارة عن اقتصاد قائم بذاته فى الصناعات الحديثة فقد بدأ العمل في صناعة الألعاب الإلكترونية في القرن التاسع عشر وما أن حل عام 1981م حتى انتشرت الأجهزة الإلكترونية المشبعة بالألعاب المتنوعة في كثير من المنازل ومراكز الملاهي المختلفة وازداد عدد المستخدمين لها، وتعتمد هذه الألعاب على سرعة الانتباه والتركيز والتفكير وهي تلعب في أي وقت ولا تحتاج في كثير من الأحيان لأكثر من شخص واحد إلى جانب سهولة حملها وأسعارها المناسبة.

ثم انتشرت في السنوات الأخيرة محلات بيع الألعاب الإلكترونية ومراكز وصالات الألعاب بشكل كبير بمختلف أشكالها وأحجامها وأنواعها وقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الأطفال والمراهقين على اقتناء هذه الألعاب في المنازل أو الذهاب إلى مراكز الألعاب التي اكتسبت شهرة واسعة وقدرة على جذب الأطفال والمراهقين حيث أصبحت بالنسبة لهم هواية تستحوذ على معظم أوقاتهم.

العاب الكترونية بلا رقابة حقيقية

وفي ظل غياب أجهزة الرقابة الرسمية على محلات بيع الألعاب الإلكترونية ومراكز الألعاب وعدم مراقبة الأسرة لما يشاهده أبناؤهم من الألعاب وعدم الوعي بمخاطر ذلك، أدى إلى تسرب ألعاب وبرامج هدامة تروج لأفكار وعادات تتعارض مع تعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمع وتهدد الانتماء للوطن.

وعلى الرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية وتستخدم لفترات طويلة مما تؤثر في كل مراحل التطور والنمو لدى الطفل وتترك آثار سلبية جداً على الأطفال والمراهقين تتمثل في : -

1- الآثار الصحية:

حذر خبراء الصحة من أن تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها في الدراسة واللعب ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر والأطراف ،وأشاروا إلى أن هذه الإصابات قد تظهر في العادة عند البالغين بسبب استخدام تلك الأجهزة لفترات طويلة مترافقاً مع الجلوس بطريقة غير صحيحة أمامه،وعدم القيام بأي تمارين رياضية ولو خفيفة خلال أوقات الجلوس الطويلة أمام الكمبيوتر.

ومن ناحية أخرى كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.

كما حذر العلماء من الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف.

كما أشار العلماء أيضا إلى ظهور مجموعة من الإصابات الخاصة بالجهاز العظمي والعضلي نتيجة الحركة السريعة المتكررة في الألعاب ،كما أن كثرة حركة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضرارا بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لثنيهما بصورة مستمرة .

كما تشير الأبحاث العلمية إلى أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة العاب الكمبيوتر مما يزيد من فرص إجهادها إضافة إلى أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية والمنبعثة من شاشات الكمبيوتر تؤدي إلى حدوث الاحمرار بالعين والجفاف والحكة وكذلك الزغللة وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحيانا بالقلق والاكتئاب.

2- الآثار السلوكية تتمثل في : -

أ- تربية الأطفال والمراهقين على العنف والعدوان:

إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم بدون وجه حق، وتعلم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها وتنمي في عقولهم قدرات ومهارات آلتها العنف والعدوان ونتيجتها الجريمة وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.

حيث يقول الدكتور "كليفورد هيل" المشرف العلمي في اللجنة البرلمانية البريطانية لتقصي مشكلة الألعاب الإلكترونية في بريطانيا.

" لقد اغتصبت براءة أطفالنا أمام أعيننا وبمساعدتنا بل وبأموالنا أيضاً…. وحتى لو صودرت جميع هذه الأشرطة فإن الأمر سيكون متأخراً للغاية في منع نمو جيل يمارس أشد أنواع العنف تطرفاً في التاريخ المعاصر."

وفي دراسة في كندا لثلاثين ألف من هذه الألعاب الإلكترونية تم رصد اثنين وعشرين ألفاً منها تعتمد اعتماداً مباشراً على فكرة الجريمة والقتل والدماء.

وذكرت دراسة أمريكية حديثة أن ممارسة الأطفال لألعاب الكمبيوتر التي تعتمد على العنف يمكن أن تزيد من الأفكار والسلوكيات العدوانية عندهم.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الألعاب قد تكون أكثر ضرراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها.

ب. إشاعة الجنس والفاحشة بين الأطفال والمراهقين.

وذلك من خلال انتشار الألعاب التي تدعو إلى الرذيلة والترويج للأفكار الإباحية الرخيصة التي تفسد عقول الأطفال والمراهقين على حد سواء، تلك التي تتسلل إلى الأسواق عن طريق بعض ضعفاء النفوس الذين يجلبونها عن طريق الانترنت ومن ثم يقومون بترويجها.

ج. الإدمان على اللعب :

آدت هذه الألعاب الإلكترونية ببعض الأطفال والمراهقين إلى حد الإدمان المفرط مما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب في الأماكن العامة.

د. ضعف التحصيل الدراسي وإهمال الواجبات المدرسية والهروب من المدرسة أثناء الدوام المدرسي واضطرابات في التعلم.

هـ. اكتساب العادات السيئة وتكوين ثقافة مشوهة ومرجعية تربوية مستوردة.

و. حدوث الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال بالإضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.

كيفية تفادي مخاطر الألعاب الإلكترونية

أ- على صعيد الأسرة : -

بما أن الأسرة تشكل خط الدفاع الأول في الحفاظ على فلذات أكبادنا وعلى تقاليدنا المستمدة من القيم الإسلامية السمحة فلا بد للوالدين من إدراك مخاطر وسلبيات اقتناء أبنائها لبعض الألعاب الإلكترونية وفحص محتوياتها والتحكم في عرضها مع قيامهم قبل كل شيء بزرع القيم والمبادئ في نفوس وعقول أبنائهم من خلال تربيتهم تربية واعية ومراقبة مستمرة.

كما ينبغي للأهل أن يراعوا الموازنة بين أوقات الجد واللعب لأطفالهم وأن يعلموهم التوسط والاعتدال والتعود على أن لكل شيء وقت محدد خاص به، ولا مانع للأهل من شراء الألعاب التربوية شريطة أن يكون محتواها مفيد، ومدة عرضها ومشاهدتها محدودة والابتعاد عن شراء الألعاب التي تفسد العقل والبدن.

وعلى الأسرة أن تشارك طفلها في الألعاب كوسيلة أساسية للحد من أثر عنف الألعاب على سلوك الطفل، وأن تنمي الأسرة لدى أبناءها حب القراءة وخاصة القصص الهادفة التي تربط الأطفال بتاريخهم وبقضايا أمتهم، ومن ثم تشجيعهم على ممارسة هواياتهم كالرسم والخط والأشغال اليدوية والرياضة وألعاب التراكيب والصور المقطعة وغيرها. وأن تخصص أوقات محددة للأبناء للتسلية والترفيه كزيارة الحدائق والمنتزهات العامة أو زيارة الأقارب والأصدقاء.

2- على صعيد المدرسة : -

ويتمثل ذلك بتوعية المجتمع المدرسي بأضرار استخدام الألعاب الإلكترونية ذات المحتوى السلبي على الصعيد الصحي والسلوكي والنفسي والتربوي وإقناع الطلبة بعدم شراء تلك الألعاب التي يتعارض الكثير منها مع قيم وأخلاق المجتمع ومصادرة الألعاب التي يتم ضبطها مع الطلبة أثناء الدوام المدرسي وخاصة تلك التي تساعد على الانحراف الاجتماعي والأخلاقي واتخاذ إجراءات انضباطية رادعة، ومن ثم الإكثار من النشاطات المختلفة للطلبة التي تساعد على امتصاص طاقاتهم وتحويل المدارس إلى مراكز نشاطات ثقافية متنوعة أثناء العطل الصيفية.

3- على صعيد أجهزة الرقابة : -

يقع على عاتقها التحري المستمر عن أداء مراكز الألعاب ومراقبة ما تقدمه من ألعاب ضارة تتسم بالعنف وتساعد على الانحراف وتتعارض مع أخلاق وقيم المجتمع ،كما يستحسن تحديد سن الشخص المسموح له بدخول هذه المراكز واستخدام تلك الألعاب فلا يعقل أن يدخلها أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات.

لذا من الضروري سن قوانين وتعليمات تمنع دخول الأطفال دون سن (16) من الدخول إلى مراكز الألعاب وصالات الألعاب الإلكترونية واتخاذ إجراءات بحق المراكز التي تخالف ذلك.

4- على الصعيد الصحي : -

لتقليل الأضرار الصحية للألعاب الإلكترونية وحماية الأطفال ينصح خبراء الصحة بأن لا تزيد مدة اللعب عن ساعتين يومياً شريطة أن يأخذ الشخص فترات راحة كل (15) دقيقة وألا تقل المسافة بين الطفل وشاشة الكمبيوتر عن (70 سم ) وأن يتم إبعاد الأطفال عن ألعاب الكمبيوتر الاهتزازية حتى يتجنبوا الإصابة المبكرة بأمراض عضلية خطيرة كارتعاش الذراعين.

كما يجب استخدام الأدوات المطابقة للمواصفات العلمية كأن يكون حامل الكمبيوتر متناسباً مع حجم الطفل وكمية الإضاءة المناسبة ومقاعد الجلوس جيدة ومريحة.

المصدر/مقالات ودراسات عديدة حول الشخصية المصرية

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاربعاء 27 أكتوبر 2010ميلادية

***********************************

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

دولا ألعاب الاطفال فى تنمية مهاراتهم العلمية

هل تعلم

الفراش يتذوق رحيق الازهار بأرجله

*******************

اللعبة هى الوسيلة المثلى للتعرف على المحيط البيئى للطفل

منذ مولد الطفل, تعتبر اللعبة الوسيلة المثلى ليتعرف على الصفات العامة لما يحيط به. فعن طريق اللعب بالكرات الصغيرة الصوفية الملونة, ثم الكرات الكبيرة, ثم المكعبات, ثم المستطيلات, يتعرف الطفل على المادة والوزن واللون والمرونة والشكل والحجم والعدد والعلاقات بين الأشياء.
وكلما نما الطفل, كلما كان من الضروري أن نختار له من الألعاب ما يتناسب مع سنه.

ومن هنا يجب الحذر من الاقتصار على تزويد الطفل باللعب التي تتركه سلبيا. لا يفعل أكثر من وقوفه موقف المتفرج منها, إن مصانع اللعب كثيرا ما تنتج ألعابا يتصور الكبار الذين يدفعون ثمنها, أنها خير هدية للطفل, لا لشئ إلا لدقة مشابهة نموذجها للأشياء الحقيقية, أو لجمال شكلها الخارجي, في حين أن هدية بسيطة من مجموعة مكعبات, أو عدد من العصى الصغيرة الملونة, يمكن أن تكون أكثر فائدة وتسلية للطفل من قطار فاخر يسير بالكهرباء, أو عروسة كبيرة تقول بابا وماما.

ألعاب تنمية المهارات العلمية

وبالتالي فان الألعاب التي تنمي في الأطفال القدرة على التركيب والتفكيك, والبناء طبقا لنموذج, والتجريب للحصول على نتائج معينة, لاشك ستساعد الطفل عندما يبدأ في دراسة العلوم, إذ سيتعامل مع عالم كبير من القطع المعدنية ذات الثقوب والتي يمكن ربط أجزائها بعضها ببعض, لتكوين نماذج لآلات ميكانيكية كرافعة أو طائرة أو سيارة. أو مثل لعبة الكيميائي الصغير, وهي صندوق يتضمن عددا من ألآت معامل الكيمياء, ومعه المواد غير الخطرة , ليجري بها الطفل بعض التجارب.

وفي المؤتمر الذي نظمه اليونسكو في بون في الفترة من 5 إلى 11 أغسطس سنة 1971, والذي أشرفت عليه المنظمة العالمية لتربية الطفولة, كان أحد الموضوعات الرئيسية لأبحاث المؤتمر, هي كيف أصبحت الألعاب شرطا أساسيا لتقدم البشرية في مجال التكنولوجيا والعلوم.

وكما يقول التقرير الختامي لحلقة " النهوض بالتعليم قبل المدرسي في مصر" ( يونيو 1981) فإنه مع عدم إبهار التطورات المذهلة التي حدثت في مجال لعب الأطفال والوسائل التعليمية ومدى تأثيرها على جذب انتباه الأطفال وتحدي قدراتهم إلا أنه علينا أن ندرك بأنه ليس بالأدوات الكهربائية والالكترونية الحديثة وحدها يتعلم الأطفال, بل أنهم يتعلمون أيضا بأدوات وأجهزة ووسائل بسيطة, مثل الصور واللوحات وأدوات الرسم والألوان وغيرها, مما يمكن توفيره بنفقات ضئيلة. هذا إلى جانب اعتبار البيئة بمكوناتها المختلفة, بمثابة وسائل للتعليم, عن طريق الزيارات والرحلات والمعسكرات.

كما ينبغي تدريب المشرفات والمعلمات على صنع الوسائل والأدوات من خامات محلية, بل يجب أن يشارك الأطفال في هذا كجزء من أنشطتهم العملية والحركية والفنية.

إن المنهج العام في التربية يقوم على المبدأ القائل بأنه إذا أردنا أن يتعلم الطفل الكلام وجب على الكبار أن يكلموه بمجرد ولادته. وبعبارة أخرى يجب وضع الطفل في ظروف الحديث الشفهي قبل أن يتكلم هو نفسه بزمن طويل, فلماذا لا نهيئ نفس الطريقة, الظروف المناسبة لتنمية الملكات الأخرى؟
إن علينا, بقدر المستطاع, أن نبذل الجهود لنهيئ لأطفالنا الظروف التي تساعد على تنمية أكبر عدد ممكن من أوجه النشاط ألابتكاري الخلاق, وعلينا ألا نتردد في أن ندخل في بيئة أطفالنا, عددا كبيرا من الأشياء المعروفة في عالم الكبار, ليلعبوا بها. فإلى جانب اللعب والعرائس وكتب الأطفال, علينا إدخال طائفة كبيرة من المواد التعليمية , كخرائط, والكرة الأرضية, والكتب المدرسية, وسلسلة كاملة من الألعاب التعليمية.

وتبدأ الألعاب بأعمال بسيطة جدا, مثل تنفيذ نماذج بالمكعبات أو قطع البناء المصنوعة من البلاستيك أو الخشب أو العلب الفارغة. ثم ننتقل إلى أعمال تتطلب قدرا أكبر من الإبداع, مثل اختراع نماذج جديدة.

ولا يجب أن تكون هذه الأعمال ذات طابع تعليمي نظامي, فهي ليست " دروسا", يلقنها الكبار للصغار, ولكنها عبارة عن مباريات أو مسابقات خفيفة الظل , يشترك فيها الكبار مع الأطفال.

ويجب أن نشجع الأطفال على معرفة الجواب بأنفسهم, وألا نستعجلهم مهما طال الزمن, لأنه من الأفضل أن ننتظر ونصبر, وندرس طريقة تفكيرهم ولا نتدخل حتى وإن ضلوا الطريق, بل نتركهم حتى يكتشفوا الخطأ بأنفسهم, لأن كل ما نريده, هو أن يتعلموا الابتكار, وأن تكون لهم وجهة نظر خاصة, مع القدرة على الدفاع عن رأيهم.

كما يجب أن نتيح للأطفال حرية أكبر في اختبار ما يشغلون به وقتهم من ألعاب وأعمال, وترتيب الجدول الزمني لأدائها, لأن هذا يتيح الفرصة لاكتشاف ميولهم والتعبير عنها.

ونحن نعلم أن الأطفال يزداد ميلهم غالبا إلى القيام بلعبة ما, متى اشترك الكبار فيها بحماس, وبخاصة آباؤهم. ويجب على الكبار ألا يقفوا على الخطوط الجانبية, وأن يتجنبوا القيام بدور المراقبين غير المتحيزين, بل يجب أن يشتركوا في اللعبة بهمة ونشاط, وأن يظهروا البهجة عندما يصيب أحدهم, والأسى عندما يخطئ آخر.

والأطفال يختلفون في الأخلاق والميول. لكنهم سواء في حب الاستطلاع والقدرة على التذكر والرغبة في حل المسائل بأنفسهم.

وهم يحبون الاختراع وتمثيل المواقف, فيؤلفون ويؤدون تمثيليات قصيرة, يظهرون فيها " في حديقة الحيوان" أو " في المسرح" وإذا بدأ نمو الأطفال في وقت مبكر, وفي فترة مناسبة من حياتهم, فلن يرهقهم العمل في المدرسة فيما بعد, وبالتالي لن يتخلفوا.

وأهم شئ هو الطريقة التي نستطيع بها أن نجعل كل طفل ينمي قدرته على الخلق والإبداع, إذا تهيأت له الظروف الضرورية في الوقت المناسب.

وفي معظم الأحوال, يحاول صغار الأطفال أن يصنعوا الأشياء المألوفة في الحياة العادية, وعلى الأخص الأشياء التي يحبونها ولا يستطيعون أن يحصلوا عليها: مثل قطار أو طائرة أو سيارة أو هاتف أو عروسة أو بيت.
وابتكار الطفل في هذا المجال, إنما هو استجابة لحاجة معينة, لذلك فان هذا الإنتاج لا يكون نسخة مطابقة للأصل, لأن الطفل يجتهد بكل وسيلة أن يضيف إليه شيئا من عنده, حتى إذا انتهى من صنعه , استطاع أن يقول :" هذا ابتكاري".

إن المربيين يحاولون, عندما يلعب الأطفال, أن ينقلوا إليهم معارف ثقافية مناسبة. لكن إذا كان الطفل يلعب ليتعلم, فإنه أيضا يلعب لكي يبتكر ويكتشف نفسه.

المصدر/مقالات ودراسات عديدة حول الشخصية المصرية

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الثلاثاء 26 أكتوبر 2010ميلادية

***********************************

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

لعب الاطفال ودوره فى تنمية المعارف الحياتية

هل تعلم

للنحلة والفراشة نفس عدد الارجل وهو ستة أرجل

**************


هناك عدد كبير من الآباء والأمهات, يهتمون بأن تكون هناك لعب كثيرة حول أطفالهم الصغار. لكن لابد أن نسأل أنفسنا عما إذا كانت هذه اللعب التي تملأ البيت, تساهم أو لا تساهم في نمو الطفل.

لنتأمل أحد أطفالنا الصغار وهو يلعب, ثم دعونا نسأل أنفسنا عما إذا كان يتناول بيديه أشياء منها الكبير ومنها الصغير ؟ .. وهل يتحسس أشياء فيها الصلب وفيها اللين ؟ .. هل يعرف ملمس الورق أو المنسوجات أو الخشب أو المطاط ؟ .. هل يمسك كرة ليس لها حواف ولا أركان, ثم يمسك مكعبا له كثير من الحوافي والأركان ؟.. هل نترك أطفالنا الصغار يكتشفون أنه يمكن للماء أن يتشكل كما يريد الطفل بمجرد وضع أصابعه في طريقه وهو يتسرب من الصنبور؟ هل يستمتع طفلنا بقدرته على أن يملأ الأواني الفارغة بالماء, وأن يفرغ الأواني المملوءة؟ وهل يعرف طفلنا أنه يمكن أن يجمع الرمل وأن يفرقه. وأن يشكل منه ما يريد من تكوينات؟ وهل يعرف أنه يستطيع استخدام الرمل ليخفي فيه الأشياء, ثم يعود ليجد هذه الأشياء مرة ثانية ؟.

ألعاب غنية من أشياء بسيطة


إن كثيرا من أدوات المنزل العادية والفوارغ البسيطة, تعتبر مولدا جيدة للعب الأطفال, متى تم غسلها جيدا, ونزع الأجزاء المدببة أو التي يمكن أن يفضلها الطفل ويلعب بها , وبعد إزالة الدهان الذي يمكن أن يمصه الطفل أو يمضغه.
إننا إذا أحطنا الطفل بمجموعة من علب الكرتون أو الصناديق الفارغة, فإنه يمكن أن يبني بها مختلف التكوينات باعتبارها قطعا للبناء وعبوات البلاستيك الفارغة يمكن قصها وقطعها لتصبح أوعية صالحة للعب بالماء, أو لنجعل منها لعبا مناسبة إن هذه الأشياء التي نتصور نحن الكبار أنها بسيطة, تقدم للطفل إمكانيات غنية متنوعة تساعده على النمو. لكن هذا يتطلب أن نتمكن نحن الراشدون الذين حوله, من إدراك أهمية هذه المواد للطفل.

حتى في الشهور الأولى


إن الطفل, حتى في الشهور الثلاثة الأولى بعد ولادته, يمكن أن يكتسب خبرة عن طريق ما يحيط به من أشياء. فإذا علقنا فوق سرير الطفل بعض الأشياء البسيطة, مثل كور ملونة بالأحمر والأصفر والأزرق, وأسطوانات من البلاستيك أو الخشب, وحلقات, وجلاجل, وعلبة أو زجاجة مغلقة بها بعض الحبوب الجافة, فإن الطفل عندما يفتح عينيه, سيرى الألوان ويراقب الأشكال, يصغي إلى الأصوات. وعندما يحرك ساقيه, أو عندما نهز له سريره , سيرى هذه الأشياء تتحرك فتتخذ أوضاعا جديدة. وسيستمع للأصوات فيجد لها رنينا أقوى وأوضح. وهذه كلها خبرات يمكن أن يبدأ الطفل في اكتسابها منذ شهوره الثلاثة الأولى, فتجعل إدراكه للألوان والأحجام والأشكال والأصوات والتفرقة بينها عندما يكبر, أسرع وأسهل.
وكثيرا ما تغمرنا السعادة ونحن نتابع بشغف نمو إدراك الطفل خلال شهور حياته الأولى. إن هذه المتابعة تؤكد لنا أننا أمام شخصية متكاملة حقا , تنمو وتتطور, وتكتسب الكثير من الخبرات.
فعندما يبلغ الطفل الشهر الثالث من عمره , تطول فترات استيقاظه , ويصبح منتبها بشدة لكل صوت أو حركة تحدث حوله.

يرفع رأسه ويتطلع
وفي حوالي الشهر الرابع, يستطيع أن يرفع رأسه ويتطلع حوله, وعلى الأم أن تضع طفلها, أثناء عملها في البيت بحيث تستطيع أن تراه, وأن تتحدث إليه, وبحيث يستطيع الطفل أن يرى ماحوله من ألوان وحركات, وأنه يستطيع أن يراقب أشعة الشمس والظلال وهي تتحرك فوق الستائر المتماوجة, ويمكن أن يتأمل تطاير بعض الشرائط الملونة المثبتة في سريره أو غرفته, كما يمكن أن نعلق حوله بعض الأشكال المصنوعة من البلاستيك أو الورق, وبعض الصور الملونة ندليها حول الطفل من خيوط يتلاعب بها الهواء.

رحلة داخل البيت
وبين حين وآخر, يمكن للأم أن تحمل طفلها , وتتمشى في أرجاء المنزل, وتتحدث إليه وتتيح له أن يلمس الأشياء التي يراها, مثل الستائر وخشب النوافذ والحوائط والأثاثات والسجاجيد وصنابير الماء … أشياء ناعمة الملمس وأخرى خشنة .. أشياء دافئة وأخرى باردة .. أشياء صلبة وأخرى لينة .. لامعة أو براقة, تخشخش أو تزيق أو يصدر عنها رنين. إن إثارة الحوافز عن طريق رد فعل حواس الطفل بالنسبة لما يحيط به من أشياء, هو الطريق الأساسي لتكوين وتنمية حيوية الذكاء المتوقد.

يجلس ويفحص
وفي حوالي الشهر السابع, يستطيع الطفل أن يجلس دون مساعدة, كما يميل بشدة إلى فحص واختبار مختلف الأشياء بيديه. إنه ينقل الأشياء من يد إلى أخرى, ويتذوق بلسانه, ويتحسس الأشياء بلمسها, ويخبط على الأشياء ليستمع إلى أصواتها, ويسقط الأشياء من بين يديه ويتأملها وهي تسقط, ويستمع لما يصدر عنها من أصوات. ويجب أن نهيئ للطفل كل الإمكانيات ليستخدم هذه القدرات الجديدة جميعها, بأن نضع حوله وفي متناوله أشياء كثيرة مختلفة. وقد تكون هذه الأشياء أدوات منزلية أو فوارغ أو ألعاب نختارها بعناية.

بتصرف من دراسة للدكتور يعقوب الشارونى استاذ ادب الاطفال

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الأثنين 25 أكتوبر 2010ميلادية

***********************************

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010

الأحد، 24 أكتوبر 2010

سلسلة من قصص القرآن : (022) قصة ماشطة ابنة فرعون

هل تعلم

يستخرج المسك من غدة اسفل جلد غزال المسك والموجود بجبال التبت

************

قصة ماشطة بنت فرعون

فما قصة هذه المرأة المؤمنة مع فرعون وجبروته ؟
وماذا كان جزاء ثباتها على الحق واعترافها بايمانها امام مدعى الالوهية فرعون عليه لعنة الله ؟
وهل تحقق نصر الله بايمان هذه المرأة البسيطة وماذا كان جزائها فى الدنيا والاخرة ؟



تفاصيل القصة


لم يحفظ التاريخ اسمها، لكنه حفظ فعلها….
امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل ملك فرعون.
وجها مقرب منه.. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون، منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله، ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون.. وتنفق على أولادها الخمسة.. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها..

فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً.. إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك، فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك.. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره

فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلاوأوقفها أمام القدر.. فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة.. تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون.
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي.. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها.. وألقمته ثديها، فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود.. ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار.. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه.. وأمه تنظر إليه.. وتودّعه.
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني، فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها، ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه، والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت.

فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه.. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين.. وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة.. وهم لا يرحمونه.. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي.

وغاب الجسد

وانقطع الصوت

وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها، تنظر الأم إلى عظامه.. وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه، طالما ضمته إلى صدرها.. وأرضعته من ثديها، طالما سهرت لسهره.. وبكت لبكائه، كم ليلة بات في حجرها.. ولعب بشعرها

كم قربت منه ألعابه.. وألبسته ثيابه

جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك.. فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها.. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها.. وكان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده وقال لها:يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.

ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته.. ألقي في الزيت.. وفي فمه بقايا من حليبها، وفي يده شعرة من شعرها، وعلى أثوابه بقية من دمعها، وذهب الأولاد الخمسة.. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت.
تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرةعظام من؟

إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا.

إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها.. الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها.. طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها.. وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها.. ومسحت دموعهم بأصابعها، ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها.. ويُقتلون أمام ناظريها..

وتركوها وحيدة وتولوا عنها.. و عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.
ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر.. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت.. نظرت إلى عظام أولادها.. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة.. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر.. واحترق جسدها.. وطفت عظامها
لله درّها..
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها..
ولقد رأى النبي صلى الله عليه واله وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها

الله أكبــر

تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..

مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
وروى مسلم أنه صلى الله عليه واله وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا

ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.. قال صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات

فاتعبي اليوم وتصبَّري.. لترتاحي غداً
فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ‏

أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ .. صدق الله العلي العظيم

وإلى اللقاء يوم الأحد مع مقال جديد

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الأحد 24 اكتوبر2010 ميلادية

*******************

سرتنا زيارتكم

مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون

Tarek_Gizawy@yahoo.com

السبت، 23 أكتوبر 2010

قضية للمناقشة : الألعاب فى حياة الأبناء

هل تعلم

العضو الذى يفرز العرق عند الكلب هو اللسان

**************

نفتح هذا الاسبوع ملفا جديدا لنناقشه سويا حول لعب الاطفال فكثيرا مايهمل الاهل فى العالم العربى هذا الامر فى خضم بحث الاب عن لقمة العيش واهمال الام لهذا المطلب الطفولى فى تهيئة الطعام والشراب وتنظيف المنزل او النزول للعمل والانشغال بالمذاكرة او ماتتطلبه الحياة اليومية لذا دعونا نناقش فى

قضية للمناقشة

Case Of The Week

أهمية اللعب في حياة الطفل

مما لاشك فيه أن اللعبة تمثل مرحلة مهمة في تطور النمو النفسي والعاطفي للطفل عبر مراحل عمره المختلفة. فهي رافد أساسي في تكوين شخصيته النفسية وفي تشكل رؤاه وتصوراته حول العالم الذي يتموقع فيه.


من 0 إلى 8 أشهر : الرضيع في المرحلة الحسية

إلى الشهر الثالث يبدأ الطفل في اكتشاف الأصوات والألوان حتى ولو كان مستلقياً على ظهره وكثير النوم. وعندما يستيقظ يكون شديد الاهتمام بعالمه. وتكون رؤيته في هذا العمر غير مكتملة. ولذا وجب علينا أن نختار له ألوانا حية ( الأحمر/ الأخضر/ الأصفر) أو ألوانا متناقضة ( الأسود / الأبيض) حتى يتمكن من رؤيتها.

منذ الشهر الرابع : يبدأ في مسك الأشياء ووضعها في فمه كلما استطاع ذلك.

منذ الشهر السادس : يبدأ في مسك الأشياء بكل يد.

منذ الشهر الثامن : يلتقط الطفل لعبه بالإبهام والسبابة وتصبح يده مثل «الكماشة».

منذ الشهر السادس إلى الشهر الثامن : يكون الطفل في حاجة إلى ألعاب عائلية تشعره بالاطمئنان خاصة عند غياب الوالدين أثناء العمل.


اللعب المنتقاة لهذه المرحلة

يمكن أن نختار في هذه المرحلة لعبا حسية تثير حواسه مثل كتب ملونة لعب يلوكها بأسنانه لعب سهلة الضغط كرات صغيرة الحجم.

من 8 إلى 18 شهراً : الرضيع في المرحلة الحركية


يبدأ الرضيع في الجلوس ماسكا شيئا ما بين إبهامه وسبابته، يمشي على أربع محاولا الوقوف في بعض الأحيان ويحبذ في الغالب رمي الأشياء إلى أبعد ما يمكن.

بداية الشهر 10: يصبح قادرا على الوقوف ويمكن أن يصعد سلم البيت مستعملا قوائمه الأربعة ويعرف كيف يترك لعبة كي يمسك بأخرى.

بداية الشهر 12: تنطلق مرحلة المشي فيبدأ بلمس كل شيء حوله ثم يبدأ بالجري وينطلق في اكتشاف العالم الذي يحيط به.

اللعب المنتقاة لهذه المرحلة


لعب للجذب والدفع ( قطار خشبي حيوانات تصدر أصواتا عند الضغط عليها…) لعب خاصة بالحمام - علب للتركيب مكعبات للتجسيم كرات كتب( كرتونية بلاستيكية قماشية ).

في هذه المرحلة نتجنب اللعب الإلكترونية .


من الشهر18 إلى 3 سنوات : الطفل في المرحلة الوجدانية

يعرف الطفل من الآن فصاعدا أن الأشياء الغائبة عن عينيه هي موجودة بالفعل.

يعلن عصيانه لأوامر والديه وهو بذلك في مرحلة «لا».

من خلال تعلمه لقواعد النظافة يخطو خطوة جديدة نحو الاستقلالية .

هو في حاجة إلى ألعاب نشيطة وصاخبة للتنفيس. يحب الألعاب التي يمكن أن يرميها و«يعجنها» بين يديه.

يبدأ بقول جمل وحركيته العامة تصبح أكثر تهذيبا، ويقوم بخربشات وخطوط ودوائر، ويتعلم قص الورق بالمقص.

يصبح قادرا على تصفح كتاب ويعتمد على نفسه في ارتداء ملابسه، رغم ملاقاته لبعض الصعوبات مع أزرار الثياب .

اللعب المنتقاة لهذه المرحلة


لعب التركيب والتفكيك حيوانات من البلاستيك دمى صلصال أقلام للزينة لعب مائية.

في هذه المرحلة يوجد لعب للبنات والأولاد، وعلى الوالدين أن يختارا ما يناسب كلا منهما.


من 3 إلى 5 سنوات : الطفل يشكل هويته الجنسية

يعي الطفل بجنسه فيعرف إن كان ذكرا مثل أبيه أو أنثى مثل أمه. وفي هذا العمر يحب الطفل تقليد والديه.

يتطور تفكيره الرمزي ويتجسد من خلال التصوير واللعب الرمزية وتقدمه في مراحل النطق.

تصبح هويته أكثر صلابة عندما يلعب ويغير أدواره في الألعاب التنكرية.

حب اطلاعه على الجنس يستيقظ فيسأل الكثير من الأسئلة ويمثل دور الطبيب مع رفاقه من نفس العمر والتطور النفسي.

يحب التمارين الحركية مثل القفز، الجري، التسلق، الرمي.

اللعب المنتقاة لهذه المرحلة


شاحنة إطفاء طائرة هاتف دمى لعب التركيب والتفكيك حيوانات بلاستيكية وقطنية كرة - لعب الدومينو صور لشخصيات يحبها أقنعة للتنكر والتمثيل .

من 5 إلى 6 سنوات : الطفل في المرحلة العلائقية


من خلال اعتمادنا على العلاقات العاطفية التي بناها الطفل مع والديه والمقربين منه، يتمكن الطفل من إنشاء علاقات خارج محيطه الأسري.

يحبذ اللعب مع أقرانه ويكوّن علاقات مع أصدقاء جدد ويتقاسم معهم اللعب.

تتحول عقدة أوديب التي لديه شيئا فشيئا نحو أنشطة تحث على التفكير والاكتشاف.

يراوح بين اللعب الفردي الذي ينمي فيه الخيال ويغذي تفكيره واللعب الجماعي الذي يطور فيه اجتماعيته.


اللعب المنتقاة لهذه المرحلة


بيوت - دمى - قصر - مزرعة - فرسان - أميرات - مشخصات - سيارات - قصص وحكايات - لعب للتركيب والتفكيك - لعب للترفيه وللإبداع.

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 23 أكتوبر 2010ميلادية

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

التغيرات السلبية فى سمات الشخصية المصرية

هل تعلم

لسان القط هو سلاحه الدائم فهو مملوء بسائل مطهر يساعد على التئام جروحه

**********


اعترت الشخصية المصرية المزيد والمزيد من التغيرات وللاسف كلها فى كفة السلبيات فاصبحت الشخصية مزيدا من المتناقضات فلا تعرف هل هذا الملتحى المتدين صادقا ام مدعيا ، ولا تدرى هل هذا صاحب الزى المحترم الذى يرتدى افخر الثياب وافخم الساعات ويقود احدث موديلات السيارات ويدعى انه رجل أعمال أم نصاب محترف ، وهل تلك المرأة المحجبة او المنتقبة هى متدينة فعلا وهذا هو شعار تدينها ام انها مجرد ستارا تتخذه لتجارة مشبوهة او لمهنة ممجوجة ، وهكذا فحين شرعت فى الكتابة عن الشخصية المصرية شعرت بحيرة شديدة حيث وجدتنى أمام كم هائل من الصفات والجوانب المتعددة والمتناقضة فى نفس الوقت بحيث تجعل الصورة أشبه بمناطقنا العشوائية المنتشرة فى طول البلاد وعرضها ففيها الفقر المدقع والغنى الفاحش , وفيها الظلم وفيها العدل , وفيها القسوة فى أشد صورها( تعذيب حتى الموت ) وفيها الرحمة فى أجمل صورها ( جمعيات خيرية وتكافل اجتماعى ) وفيها العلم والعلماء ( أربعة جوائز نوبل فى بلد صغير نسبيا وفى فترة زمنية قصيرة ) وفيها الجهل المطبق على غالبية سكانها , وفيها الإستبداد السياسى وفيها فى ذات الوقت صحفا مستقلة وحزبية تتحدث بكامل الحرية وأحيانا تتجاوز كل الخطوط الحمراء ,

وفيها الأزهر والحسين والسيدة نفيسة والكاتدرائية المرقسية والجماعات الإسلامية والمسيحية , وفيها شارع الهرم واستديوهات إنتاج الفيديوكليب , فيها الطيبة والقسوة , فيها الشهامة والنذالة , فيها السماحة والتعصب , فيها الفن الجميل والقبح الفاحش , فيها …… وفيها , وفيها ……

*****

وربما يقول قائل : وما الغرابة فى ذلك أليست مصر مثل كل المجتمعات البشرية , والبشر فيهم كل هذا ؟ ….. وهذا تساؤل مشروع ومنطقى ولكن فى الشخصية المصرية وفى الحياة المصرية عموما تجد هذه التعددية وهذه المتناقضات صارخة إلى الدرجة التى جعلت عالما مثل موريس هيندوس ( Maurice Hindus 1949) يردد أن مصر أرض المتناقضات ( Land of paradox ) ربما – كما يقول جمال حمدان – تحت تأثير التباين الشديد بين الفروق الإجتماعية الصارخة من ناحية , أو من ناحية أخرى بين خلود الآثار القديمة وتفاهة المسكن القروى , أو بين الوادى والصحراء حيث يتجاوران جنبا إلى جنب , ولكن كما تتجاور الحياة والموت .

ولذلك سوف نجد أنفسنا أمام سمات قد تبدو متباعدة أحيانا ومتناقضة أحيانا أخرى , وهذا يستدعى منا الكثير من الصبر وسعة الصدر والإحتمال لما سنعرضه عن هذه الشخصية المثيرة للإعجاب فى لقطات والمثيرة للغضب والإستهجان فى لقطات أخرى .

وقد وضع الدكتور ميلاد حنا كتابه " الأعمدة السبعة للشخصية المصرية " ليوضح فيه روافد تعددية وثراء وأحيانا تناقض سمات هذه الشخصية .

ووضع أيضا جمال حمدان فصلا فى كتابه شخصية مصر تحدث فيه عن تعدد الأبعاد والجوانب ( شخصية مصر , كتاب الهلال , عدد 509 , 1993 ) وخلص إلى أن الأمة المصرية أمة متعددة الجوانب , متعددة الأبعاد والآفاق , مما يثرى الشخصية الإقليمية والتاريخية … فلها بعد آسيوى وبعد إفريقى وبعد نيلى وبعد متوسطى , وكل بعد من هذه الأبعاد يترك بصمته على الشخصية المصرية بشكل أو بآخر .

الشخصية المصرية بين التكيف والتشوه

يقول الكاتب سألنى يوما أحد أصدقائى الأجانب : كيف يعيش المصريون بمرتباتهم الهزيلة وكيف يدبرون حياتهم ونصفهم تحت خط الفقر دون أن يثوروا أو تنتشر بينهم الجريمة ؟ !!!……

وكان ردى وقتها أن المصريين لديهم قدرة هائلة على التكيف مع الظروف , ويبدو أن هذه القدرة اكتسبوها من تاريخهم الطويل فى التعامل مع أنماط متعددة من الحكام والحكومات , وتغير الظروف والأحوال التى يعيشون تحت وطأتها , فلديهم مرونة كبيرة فى التعامل , ولديهم قدرة على قبول الأمر الواقع والتكيف معه أيا كان هذا الأمر , ولديهم صبر طويل على الظروف الضاغطة والقاصمة , ولديهم أمل فى رحيل من يظلمهم بشكل قدرى لا دخل لهم فيه ( اصبر على جارك السو , يا يرحل يا تجيله داهية تاخده ) , فهم يراهنون دائما على الزمن يحل لهم المشكلات , أو تتحلل معه ( المشكلات وعزائمهم ) .

وعلى الرغم من بريق هذه القدرة العالية على التكيف فى الظاهر إلا أن عين الباحث الموضوعى يرى أنها ربما تكون عيبا كبيرا فى كثير من الأحوال , فالمصرى كثيرا ما يقبل الأمر الواقع ويغير فى نفسه وفى شخصيته وفى ظروف معيشته لكى يلائم هذا الواقع , وبالتالى لا يفكر كثيرا أو جديا فى تغيير الواقع بل يميل غالبا للإستسلام له والتسليم به إلى درجة الخضوع المذل , ولهذا عرف عن المصريين ميلهم للإستقرار وعدم التغيير , وخوفهم من الجديد ,

وابتعادهم عن المغامرة أو المخاطرة , ورضاهم بما هو كائن , وصبرهم السلبى على ظروف تستحق المواجهة أو التغيير أو الثورة . ويبدو أن هذه السمات مرتبطة بالطبيعة الزراعية التى ترى أن دورها فى الإنتاج الزراعى محدود ببذر البذرة وانتظار نموها دون تدخلات جذرية فى هذا النمو سوى الرعاية والإنتظار , وهذا يختلف عن المجتمع الصناعى الذى يشعر فيه الفرد ( والمجتمع ) بقدرته الكبيرة على التغيير والتوجيه والنمو .

وقد أدت محاولات التكيف المتكررة أو المستمرة مع ظروف ضاغطة وسيئة فى فترات متعاقبة إلى حدوث تشوهات فى سمات الشخصية لم ينج منها إلا قليل من الناس كانوا على وعى بهذا الأمر , أو قرروا الإمتناع عن التكيف المشوه مع ظروف مشوهة . وهذه القلة من الناس تعانى ظروفا صعبة حين تتعامل مع مجتمع وافق غالبيته على قبول الأمر الواقع – دون محاولة صادقة أو جادة لتغييره – وهذا الأمر يضع تلك الأقلية فى حالة غربة واغتراب وصعوبات حياتية كثيرة .

وإذا أخذنا مثلا لذلك موضوع الرشوة , فقد انتشرت بشكل وبائى فى المجتمع المصرى حتى أصبحت من القواعد الأساسية للتعامل مع موظفى الحكومة , ويقابلها البقشيش أو الإكرامية أو الدخان فى القطاع الخاص , فإذا وجدنا شخصا شريفا يرفض هذا الأمر من منطلق أخلاقى , فإننا يمكن أن نتوقع كم الصعوبات التى سيواجهها فى حياته اليومية مع أناس تعودوا لدرجة الإدمان على الرشوة بكافة صورها .

وقس على هذا الأمر كثير من الأمور . ومع هذا فقد بقى فى المصريين نماذج مشرفة فى كل مجال وفى كل مكان يقاومون هذا الإنحراف العام ويعطون الأمل بإمكانية تصحيحه يوما ما فى ظروف تصل فيه هذه النماذج إلى مراكز التأثير ( كيف ؟ ….. لا ندرى ؟ …… حيث الرموز والقوى الداعمة والراعية للفساد أو الساكتة عنه والمتساهلة فيه مازالت متشبسة بمواقعها ) .

*****

والشعب المصرى ليس شعبا ثوريا , لذلك تمر سنوات طويلة على أى ظروف غير مواتية يعيشها , وغالبا يتحرك بعوامل خارجية نحو التغيير تضغط عليه فلا يجد مناصا من الحركة , أما لو ترك لذاته فهو يميل إلى استقرار الأوضاع إلى درجة الجمود أحيانا طمعا فى الأمن وبقاء لقمة العيش حتى ولو كان أمنا ذليلا أو لقمة مرة .

ولكى يتمكن المصرى من مواصلة التكيف وتحمل ثقل الأمر الواقع ( الذى لا يسعى جديا لتغييره ) فإنه يستخدم النكتة والقفشة والسخرية سلاحا يواجه به من فرض عليه هذه الظروف , وهذه الوسائل تقوم بتفريغ طاقة الغضب , إن كان ثمة غضب , وتؤدى بالتالى إلى استقرار الأمور , أو بالأحرى إلى بقاء الوضع على ماهو عليه , رغم قسوته وضغطه وتشوهه . ولهذا نجد الحكام , أو على الأقل بعضهم , لا يضيقون بما يصدره الشعب من نكات سياسية تمسهم , لأنهم يعرفون أن فى ذلك تفريغ لطاقة الغضب الشعبى , وتأجيل لأى محاولة للتغيير .

"الفهلوة "مفتاح الشخصية المصرية

يقول الباحث : منذ سنوات عديدة وبالتحديد فى عام 1983 كنت أؤدى امتحان الجزء الأول من الماجستير فى الطب النفسى وتعرضت فى كلامى لتصنيف للشعوب المختلفة يعطى كل شعب سماتا مشتركة وأحيانا نمطا شخصيا عاما , ولكننى وجدت الممتحن (وهوأستاذ مصرى كبير و شهير فى الطب النفسى ) تظهر عليه علامات القلق والرفض ,

وحذرنى وقتها من الوقوع فى خطأ التعميم على الشعوب حيث أن كل فرد فى أى مجتمع له سماته الخاصة ونمط شخصيته , وأن هناك تفاوتات هائلة داخل كل مجتمع فيما يخص السمات والأنماط الشخصية , ولقد احترمت رؤيته واستجبت لتحذيره لعدة سنوات , ولكن مع التعامل مع مجتمعات متعددة وجنسيات مختلفة بشكل أكثر عمقا عاودنى هذا الخاطر مرة أخرى واكتشفت أن هناك الكثيرون يتفقون على أن للشعوب أنماطا وسمات مشتركة تميزها بشكل عام على الرغم من الإختلافات الفردية الكثيرة لأفرادها , وأن عوامل الجغرافية والتاريخ والسياسة والإقتصاد والدين , كل ذلك يشكل الشخصية العامة لمجتمع بعينه ,

وقد كتب عالمنا العظيم جمال حمدان عن " شخصية مصر " وكأن مصر نفسها ( وليس فقط المصريين ) كيان معنوى له سمات مميزة تفرقها عن أقطار أخرى لابد وأن لها هى الأخرى سماتها المختلفة .

النمط السائد فى المجتمع المصرى

وإذا كان هناك من علماء الإجتماع من ينكر وجود نمط سائد للشخصية فى مجتمع ما أو فى عصر ما إلا أن عالما مثل الدكتور حامد عمار قدم دراسة مستفيضة رجع فيها إلى العصور القديمة والمجتمعات البدائية وما كتب عنها من دراسات تؤيد أن كل مجتمع يسود فيه نمط معين للشخصية يغلب على أفراده ويظهر على السطح ويحظى بالفرض والأسبقية , وقد ضرب أمثلة لذلك من المجتمعات القديمة والحديثة نكتفى منها بذكر نماذج لمجتمعات حديثة لعلها تكون أقرب للر ؤية من غيرها .

فإذا أخذنا المجتمع الإنجليزى وجدنا أن المثل الأعلى للشخصية الإنجليزيةهو نمط " الجنتلمان " , ومن أهم سمات هذا النمط : ضبط النفس وعدم المبالغة أو الإسراف فى التعبير , والتحفظ الشديد فى السلوك أو إظهار المشاعر , والتمسك بالشكليات , والميل إلى التلميح أكثر من التصريح , والحرص على أن تكون هناك مسافة بين الفرد والآخرين , والإحتفاظ بخط الرجعة فى كل علاقة أو صداقة , والتوفيق بين الآراء , والحرص على إظهار الإستعداد للخسارة والتنازل فى الوقت الذى يكون قد حسب حساباته جيدا وتأكد أنه الرابح , ويحرص ال" جنتلمان " أيضا على مراعاة القانون والتقاليد الإجتماعية .

أما النمط الأمريكى فهو – على العكس – يمجد الرجل العادى , ويرى أن المساواة تسبق الحرية , وهو متفائل دائما ويرى أن الغد سيكون أفضل من اليوم , ولديه نزعة إلى الظهور , والنفوذ , والقوة , والعنف , والسيطرة , ويسعى دائما إلى النجاح , ويقبل التحدى والمنافسة والصراع , ويعتمد على جهده الفردى ليشق طريقه . والشخصية الأمريكية - كما هو معروف - لا تميل إلى التعمق فى التفكير والتحليل , وتفضل الطابع العملى , والسلوك والسعى إلى كل ما يحقق منفعة , وهذا هو جوهر الفلسفة " البراجماتية " التى تمثل جوهر الشخصية الأمريكية ( عن كتاب المصريون فى المرآة , رجب البنا , مكتبة الأسرة 2000 ) .

*****

إذن نستطيع القول – بدرجة معقولة من الصحة – أن مفتاح الشخصية الإنجليزية هو ال جنتلمان " فى حين أن مفتاح الشخصية الأمريكية هو " البراجماتى " ,

وهذه المفاتيح هى بمثابة الشفرة التى من خلالها نستطيع قراءة الكثير من أفكار وسلوكيات كل شخصية , وهى أيضا فلسفة حياة تكونت عبر ظروف جغرافية وتاريخية عميقة , فالشخصية الإنجليزية – على سبيل المثال – قد تأثرت بأخلاق طبقة الفرسان والنبلاء فى العصور الوسطى وتاثرت بطريقة حكم الملكة إليزابيث الأولى التى كانت تنتهج طريقة فى الحكم لاتتسامح فيها مع أى خطأ وتعلى من قيمة أخلاق طبقة النبلاء , وتأثرت أيضا بعصور الإستعمار وما يلزمها من حرص وحذر وتحفظ ودقة فى التعامل مع الآخر, أما الشخصية الأمريكية فقد تشكلت من مجموعة من المغامرين والمهاجرين وأحيانا المنبوذين من مجتمعاتهم التقليدية , وهؤلاء جميعا يجمعهم حلم التفوق والثروة والنجاح والنفوذ والسيطرة , وهم فى سبيل ذلك مستعدون للتضحية بأى قيمة ,

خاصة أن القيم فى نظرهم تنتمى إلى أخلاقيات المجتمعات التقليدية التى هجروها أو نبذتهم هى , وكأن بينهم وبين القيم التقليدية عداء خفى , وبهذا تصبح المنفعة عندهم هى الدين الأساسى وهى القيمة العليا التى تتشكل حولها كل تفصيلات السلوك وكل سمات الشخصية , ويشجعهم على ذلك ما حققته هذه الفلسفة البراجماتية من تفوق تكنولوجى ومن ثروة طائلة ومن نفوذ عالمى بصرف النظر ( نظرهم هم ) عن أى اعتبارات دينية أو أخلاقية أو قانونية .

إذن فمن المشروع أن نحاول اكتشاف مفتاح ( أومفاتيح) للشخصية المصرية يسهل علينا قراءتها وفهمها والتنبؤ بردود أفعالها , وطريقة التعامل معها وأخيرا – وهو الأهم – إصلاحها إن كان ثمة ضرورة ونية لذلك .

ومسألة مفتاح الشخصية قد استخدمها العقاد بنجاح فى عبقرياته لكى يوضح بها محور الشخصية الأساسى الذى تدور حوله ,أو تنبثق منه بقية عناصر الشخصية وتوجهاتها .

*****

وقد رأى المستشرق الفرنسى " جاك باركن " أن الفهلوة هى السلوك المميز للشخصية المصرية , وهو يرى " أن هذا السلوك مكن مصر من ألا تضيع أبدا لكنه جعلها تخسر كثيرا "

( حماده حسين , روزاليوسف 30/3/2001 -3798 ) . ويصدق دكتور حامد عمار عميد التربويين المصريين على مقولة المستشرق الفر نسى محاولا قطع شوط طويل فى المسافة الشائكة بين كون الفهلوة سلوكا أنقذ مصر على طول تاريخها من الضياع , والخسارة التى ما زالت مصر تتكبدها بسبب الفهلوة , ووصل دكتور عمار فى رحلته إلى عمق رأى فيه أن الفهلوة قد توحشت وأصيبت بالسعار .

يقول دكتور عمار : " عصور طويلة مرت لكل عصر منها سماته المميزة , وخصائصه الفريدة وألوانه الخاصة فى تلوين ملامح الفهلوة دون المساس بالأصل … والحقيقة أنه لم يكن هناك متسع من الوقت والجهد لأن يتغير الأساس …

إذا كانت الفهلوة الوسيلة المثالية لبناء جسد يتجاوز به المصرى المسافة الفاصلة بين قدرته اللامتناهية على الطاعة والقبول بأقل القليل .. وبين إحساسه بالبرودة والغربة تجاه السلطة فهو مثلا يخاف منها ويطيعها .. رهبته منها تمحو قدرته على الفعل والمشاركة .. يخادعها .. يتنكر لها .. ينتقدها سواء فى نكتة أو " قعدة فرفشة" ,

وغالبا ما يصل نقده إلى حد السخرية اللاذعة والتجريح . وطبقا لذلك فقد كونت خفة الظل والحداقة والشطارة والقدرة على المراوغة كوكتيل سعادة أعطى المصرى القدرة الفائقة على طى سنوات طويلة سكنها السواد والحزن .. ربما يكون هذا هو الجانب المشرق للفهلوة الذى قصده المستشرق الفرنسى " .

المصدر/مقالات وابحاث متعددة حول الشخصية المصرية

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاربعاء 20 أكتوبر 2010ميلادية

***********************************

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...