السبت، 21 يونيو 2008


استكمالا لسلسلة الاتيكيت والدبلوماسية فى الحضارة الاسلامية نقدم ثانية حلقات هذه السلسلة وهى بعنوان

آداب الزيارة

بين

الحضارة الاسلامية والعصر الحديث




ايتكيت الزيارة بين الاسلام والعصر الحديث


أولا بروتوكول الزيارة فى الاسلام


الزيارات عادة هى احدى الوسائل الفعالة والهامة فى توثيق العلاقات بين الافراد وتعزيز اواصر الصلات ، وقد حض الاسلام عليها ، ولكنه فى نفس الوقت دعا لعدم الاكثار من الزيارات ، وكذلك ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم زر غبا تزداد حبا والحديث فيه ضعف أى كلما كانت الفترة بين زيارة وأخرى بعيدة ، كلما زاد الشوق بين الافراد ، اما المجتمع الحديث فقد اعطى الزيارة اهمية خاصة وجلع من مبدأ التبادل أو المعاملة بالمثل مبدأ راسخا خاصة فى الزيارات الرسمية بين الدول ولتنظيم الزيارات فى الشريعة الاسلامية وضع الاسلام قواعد للزيارة فى الاسلام نورد منها :


قواعد الزيارة فى الاسلام


أولا عدم زيارة الناس إلا بموافقتهم ويفضل تحديد موعد مسبق

ثانيا عند الزيارة يجب افشاء السلام على اصحاب النمزل اظهارا لحسن النية وان القصد من الزيارة كل الخير

ثالثا عدم دخول اى منزل الا بعد صدور موافقة من اصحابه واذا لم يعط صاحب المنزل الاذن فينبغى عودة الضيف من حيث أتى وقد قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتكم غير بيوتاً حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون . فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}


رابعا السماح بدخول المنازل التى لايسكنها احد اذا كانت هناك ضرورة لذلك مثل وجود املاك او امتعة او متعلقات للزائر او الضيف

خامسا اذا سمح للمسلم بزيارة اخيه فينبغى ان يلتزم باداب الزيارة من غض اللبص وعدم التلصص على اهل البيت فذلك اوجب للقناعة والعفة


اهداف الزيارة فى الاسلام


شرع الاسلام للزيارات بين الناس ووضع لها اهدافا محددة وليس مجرد ضياع الوقت ومن بين تلك الاهداف


أولا صلة الرحم فالمرء يجب ان يزور اقاربه وهذا مما يعزز العلاقات بين الاسرة الواحدة ويؤدى للترابط بين افرادها

ثانيا تعزيز الصداقات والعلاقات بين الافراد بوجه عام والاصدقاء بوجه خاص

ثالثا عيادة المريض والسؤال عنه وجعل ذلك من العبادات فزيارة المريض صدقة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

رابعا المشاركة فى الافراح والمواساة فى الاتراح وهذا ايضا تعبيرا ودلالة على ترابط افراد المجتمع وليس بالضرورة بين المسلمين فقط


ثانيا بروتوكول الزيارات فى المجتمع الحديث


طور المجتمع الحديث مراسم الزيارة وفقا لمقتضيات العصر ومن ابز معالم التطوير امران


الاول : تبادل الزيارات بين قادة الدول وملوك ورؤساء الوزراء وهى تتم عادة على اساس مبدأ المعاملة بالمثل وتلك الزيارات لها طقوس خاصة فى الاستقبال والضيافة ونحو ذلك

الثانى : استخدام البطاقات وهى تستخدم فى اطار المعاملات الدبلوماسية بصورة مكثفة والهدف منها اثبات حضور شخص الى دار شخص اخر او مكتبه للقيام بواجب وظيفى او اجتماعى كالتهنئة او التعزية وان كانت هذه العادة اخذة فى التلاشى مؤخرا






هل تعلم

تضع أنثى الأخطبوط 60 ألف بيضة.. ثم تلزم مخبأها ولا تغادره حتى تموت جوعاً

الأحد، 15 يونيو 2008

الاتيكيت والدبلوماسية بين العصر الحديث والشريعة الاسلامية







هل أصبح العرب و المسلمون أجلافا لايعرفون عن أصول المعاملة والاتيكيت شيئا وهل عادوا يعانون من عيوب البداوة الأولى والمعاملة الصحراوية الجافة واتخذت الفظاظة والغلظة والجفوة والوحشية والانانية سبيلها إلى سلوكياتهم كما كانوا سابقا ؟


أسئلة نطرحها على أنفسنا


بعد أن اصبح امام كل شارع كومة هائلة من القمامة
وبعد أن اصبح الشكر سمة الاغبياء فقط والابتسامة لغة البلهاء
وبعد ان اصبح افساحك للطريق لجارك أو رفيقك أو مستخدم الطريق ضعفا وخضوعا
وبعد ان اصبح تعاملنا حتى فى وسائل المواصلات جافا عفنا فالركوب للاقوى والجلوس للاسبق
بعد ان فقدنا القدرة على التعامل مع غيرنا واصبحت لغة القوة والصوت المرتفع هى اللغة الوحيدة التى نجيدها للتعامل مع غيرنا و لإثبات وجودنا وسط الجماعة

كنوز الإتيكيت فى التراث الاسلامى

فمما لاشك فيه ان النظرة لأى شخص ولأى مجتمع وتقديره من قبل الآخرين ترجع الى طريقته فى السلوك والتصرف لذا فلابد من اعادة احياء هذه السلوكيات وذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال

أولا :- اهمية التعرف على تراثنا فيما يتعلق بجانب هام من جوانب السلوك
ثانيا :- التعرف على مالدى الحضارات اخرى وخاصة الاوروبية والتى لها باع طويل فى هذا المجال
ثالثا :- النظرة للمستقبل من خلال السعلى لبناء اطار سلوكى يحكم تصرفاتنا فى التعامل مع انفسنا ومع الأخرين


وللاعتبارات السابقة جميعا فلابد لنا جميعا كعرب وكمسلمين ان نولى الجانب الاخلاقى عناية تتناسب واهمية هذا الجانب فى حياتنا بما يتوافق مع

وليـــــس بعامر بنيان قـــوم إذا أخلاقهـــــــــم كانت خرابـــــــــــــا

ويقول السمؤال

إذا المــــــرء لم يدنس من اللوم عرضه فكـــــــل رداء يرتديه جمـــــــــــيل

مظاهر غريبة فى حياة المسلمين


ومن ابرز المظاهر التى تسربت الى بلادنا

أولا عدم نظافة الشوارع فى بعض بلادنا الاسلامية والعربية


ثانيا تعاملنا مع وسائل التكنولوجيا الحديث بما يزعج غيرنا ويقلق راحة الغير خلافا لاستخدامنا

الكمبيوتر والانترنت فى غير الغرض المخصص

ثالثا تسكع الشباب على قارعة الطرق ونواصيها


رابعا تعاملنا مع وسائل المواصلات سؤا كنا ركابا او قائدى مركبات


خامسا فن الحديث والتعارف والزيارة والذى افقدنا كيفية التواصل مع غيرنا بفقدانه


سادسا فن الطعام والمآدب واستخدام ادوات الطعامثقافتنا الاسلامية العريقة فان الالتزام بهذه المبادىء

وسنخصص لكل منهم مقالا من منفصلا باذن الله

المفاهيم والمصطلحات الغربية





والان نقدم تعريفا للمفاهيم والمصطلحات المتداولة فى هذا الشأن فرغم تداولنا كلمات كالبروتوكول والاتيكيت والمجاملة والدبلوماسية إلا اننا أخرى عكست نفس المعنى قبل ذلك بآلاف السنين وفى ابسط وابلغ عبارة قرآنية يخاطب بها الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وفى أية أخرى يؤكد المولى بتعبير تأكيدى لرسوله الكريم وإنك لعلى خلق عظيم وهكذا وفى العصر الحديث هناك ثلاثة مصطلحات متداخلة تتردد على الالسنة باستخدامات تكاد تكون متشابهة وهى البروتوكول والاتيكيت والمجاملة له هو مايجعل من مجتمعنا مجتمعا متحضرا جديرا بان ينتمى لحضارة القرن الحادى والعشرين ، وليست مجرد طقوس وشعائر والتى رغم أهميتها إلا أنها عرقة فردية بين العبد وربه وينقصنا التفاعل مع المجتمع كافراد وتفاعل المجتمع مع الحياة ويقول الشاعر أحمد شوقى فى هذا الموقفتراثنا الاسلامى فيما اصبح يطلق عليه حديثا عبارات البروتوكول والأتيكيت والمجاملة وهو ماتعارفت عليه كتب الحضارة الاسلامية أنه آداب السلوك والأخلاق وسنوالى عرض تاريخنا الاسلامى وتراثنا الثقافى ونقارنه بما ابدعه الغرب فى هذا المجال وذلك لاعتبارات عدة منها


فالبروتوكول يمثل القواعد المتعارف عليها فى المعاملات الرسمية وخاصة فى الزيارات والمقابلات والاسبقية فى الحفلات العامة
أما الاتيكيت فهى القواعد غير المكتوبة وهى أقرب إلى حس الفرد بما يجعل تصرفه مقبولا اجتماعيا فهو آداب السلوك
و المجاملة هى تصرفات وسلوك غير مكتوب ايضا يأتيه الانسان بغرض إدخال السرور الى نفس غيره بما يشعره بالرضا


وفى اطار المصطلحات الاسلامية يمكن القول بان البروتوكول هو قواعد المعاملات بين الناس والاتيكيت هو اداب السلوك والمجاملة هى المودة ودليلنا على ذلك من الشرع قول الرسول صلى الله عليه وسلم تهادوا ، توادوا ، تحابوا ، لنعرف المقصد من وراء كل كلمة ففى الشريعة الحنيفة قواعد للاتيكيت وان لم تستخدم نفس التعبير الا انها استخدمت تعبيرات ومصطلحات

أمثلة توضيحية



فأنا اذا ارسلت باقة ورد لشخص فى عيد ميلاده فهذه مجاملة

، أما إذا سمحت لشخص اكبر منى او اعلى منى مكانة بدخول الباب قبلى فهذا بروتوكول

و اذا تكلمت بصور واضح وهادىء فهذا إتيكيت

وهذه القواعد يكتسبها الانسان من عمليات التنشئة الاجتماعية والتعليم النظامى والتعليم الذاتى ، وثالثهما الممارسة التى تساعد على تطبيق ماتعلمه المرء وتجعل حسه البروتوكولى ينمو ويصبح جزاء من عاداته وسلوكه

هل عرف المصريون القدماء الإتيكيت وآداب السلوك ؟

ومما يجدر بالذكر أن اقدم كتاب وضع فى آداب السلوك ظهر فى مصر القديمة عام 2560 ق م ألفه احدى الشخصيات فى عهد الفراعنة ليعلم ابنه قواعد التصرف السليم مع الاخرين ما عرفه الاكل بالشوكة والسكين والدليل على ذلك ماورد فى القرآن فى قصة سيدنا يوسف وحريم النبلاء ، وفى القرن السابع عشر الميلادى ظهرت الشوكة والسكين فى اوروبا مما أدى الى تطوير قواعد السلوك والمآدب بعد ذلك وهكذا يتضح ان مبادى المجاملة والاتيكيت هى من روح الشرائع السماوية التى لابد وان يحافظ عليها كل ذى عقل

وانتظروا المزيد حول الموضوع ... فى مقالات آخرى


ولكم خالص تحياتى

أخوكم طارق الجيزاوى

هل تعلم

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...