الأحد، 15 يونيو 2008

الاتيكيت والدبلوماسية بين العصر الحديث والشريعة الاسلامية







هل أصبح العرب و المسلمون أجلافا لايعرفون عن أصول المعاملة والاتيكيت شيئا وهل عادوا يعانون من عيوب البداوة الأولى والمعاملة الصحراوية الجافة واتخذت الفظاظة والغلظة والجفوة والوحشية والانانية سبيلها إلى سلوكياتهم كما كانوا سابقا ؟


أسئلة نطرحها على أنفسنا


بعد أن اصبح امام كل شارع كومة هائلة من القمامة
وبعد أن اصبح الشكر سمة الاغبياء فقط والابتسامة لغة البلهاء
وبعد ان اصبح افساحك للطريق لجارك أو رفيقك أو مستخدم الطريق ضعفا وخضوعا
وبعد ان اصبح تعاملنا حتى فى وسائل المواصلات جافا عفنا فالركوب للاقوى والجلوس للاسبق
بعد ان فقدنا القدرة على التعامل مع غيرنا واصبحت لغة القوة والصوت المرتفع هى اللغة الوحيدة التى نجيدها للتعامل مع غيرنا و لإثبات وجودنا وسط الجماعة

كنوز الإتيكيت فى التراث الاسلامى

فمما لاشك فيه ان النظرة لأى شخص ولأى مجتمع وتقديره من قبل الآخرين ترجع الى طريقته فى السلوك والتصرف لذا فلابد من اعادة احياء هذه السلوكيات وذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال

أولا :- اهمية التعرف على تراثنا فيما يتعلق بجانب هام من جوانب السلوك
ثانيا :- التعرف على مالدى الحضارات اخرى وخاصة الاوروبية والتى لها باع طويل فى هذا المجال
ثالثا :- النظرة للمستقبل من خلال السعلى لبناء اطار سلوكى يحكم تصرفاتنا فى التعامل مع انفسنا ومع الأخرين


وللاعتبارات السابقة جميعا فلابد لنا جميعا كعرب وكمسلمين ان نولى الجانب الاخلاقى عناية تتناسب واهمية هذا الجانب فى حياتنا بما يتوافق مع

وليـــــس بعامر بنيان قـــوم إذا أخلاقهـــــــــم كانت خرابـــــــــــــا

ويقول السمؤال

إذا المــــــرء لم يدنس من اللوم عرضه فكـــــــل رداء يرتديه جمـــــــــــيل

مظاهر غريبة فى حياة المسلمين


ومن ابرز المظاهر التى تسربت الى بلادنا

أولا عدم نظافة الشوارع فى بعض بلادنا الاسلامية والعربية


ثانيا تعاملنا مع وسائل التكنولوجيا الحديث بما يزعج غيرنا ويقلق راحة الغير خلافا لاستخدامنا

الكمبيوتر والانترنت فى غير الغرض المخصص

ثالثا تسكع الشباب على قارعة الطرق ونواصيها


رابعا تعاملنا مع وسائل المواصلات سؤا كنا ركابا او قائدى مركبات


خامسا فن الحديث والتعارف والزيارة والذى افقدنا كيفية التواصل مع غيرنا بفقدانه


سادسا فن الطعام والمآدب واستخدام ادوات الطعامثقافتنا الاسلامية العريقة فان الالتزام بهذه المبادىء

وسنخصص لكل منهم مقالا من منفصلا باذن الله

المفاهيم والمصطلحات الغربية





والان نقدم تعريفا للمفاهيم والمصطلحات المتداولة فى هذا الشأن فرغم تداولنا كلمات كالبروتوكول والاتيكيت والمجاملة والدبلوماسية إلا اننا أخرى عكست نفس المعنى قبل ذلك بآلاف السنين وفى ابسط وابلغ عبارة قرآنية يخاطب بها الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وفى أية أخرى يؤكد المولى بتعبير تأكيدى لرسوله الكريم وإنك لعلى خلق عظيم وهكذا وفى العصر الحديث هناك ثلاثة مصطلحات متداخلة تتردد على الالسنة باستخدامات تكاد تكون متشابهة وهى البروتوكول والاتيكيت والمجاملة له هو مايجعل من مجتمعنا مجتمعا متحضرا جديرا بان ينتمى لحضارة القرن الحادى والعشرين ، وليست مجرد طقوس وشعائر والتى رغم أهميتها إلا أنها عرقة فردية بين العبد وربه وينقصنا التفاعل مع المجتمع كافراد وتفاعل المجتمع مع الحياة ويقول الشاعر أحمد شوقى فى هذا الموقفتراثنا الاسلامى فيما اصبح يطلق عليه حديثا عبارات البروتوكول والأتيكيت والمجاملة وهو ماتعارفت عليه كتب الحضارة الاسلامية أنه آداب السلوك والأخلاق وسنوالى عرض تاريخنا الاسلامى وتراثنا الثقافى ونقارنه بما ابدعه الغرب فى هذا المجال وذلك لاعتبارات عدة منها


فالبروتوكول يمثل القواعد المتعارف عليها فى المعاملات الرسمية وخاصة فى الزيارات والمقابلات والاسبقية فى الحفلات العامة
أما الاتيكيت فهى القواعد غير المكتوبة وهى أقرب إلى حس الفرد بما يجعل تصرفه مقبولا اجتماعيا فهو آداب السلوك
و المجاملة هى تصرفات وسلوك غير مكتوب ايضا يأتيه الانسان بغرض إدخال السرور الى نفس غيره بما يشعره بالرضا


وفى اطار المصطلحات الاسلامية يمكن القول بان البروتوكول هو قواعد المعاملات بين الناس والاتيكيت هو اداب السلوك والمجاملة هى المودة ودليلنا على ذلك من الشرع قول الرسول صلى الله عليه وسلم تهادوا ، توادوا ، تحابوا ، لنعرف المقصد من وراء كل كلمة ففى الشريعة الحنيفة قواعد للاتيكيت وان لم تستخدم نفس التعبير الا انها استخدمت تعبيرات ومصطلحات

أمثلة توضيحية



فأنا اذا ارسلت باقة ورد لشخص فى عيد ميلاده فهذه مجاملة

، أما إذا سمحت لشخص اكبر منى او اعلى منى مكانة بدخول الباب قبلى فهذا بروتوكول

و اذا تكلمت بصور واضح وهادىء فهذا إتيكيت

وهذه القواعد يكتسبها الانسان من عمليات التنشئة الاجتماعية والتعليم النظامى والتعليم الذاتى ، وثالثهما الممارسة التى تساعد على تطبيق ماتعلمه المرء وتجعل حسه البروتوكولى ينمو ويصبح جزاء من عاداته وسلوكه

هل عرف المصريون القدماء الإتيكيت وآداب السلوك ؟

ومما يجدر بالذكر أن اقدم كتاب وضع فى آداب السلوك ظهر فى مصر القديمة عام 2560 ق م ألفه احدى الشخصيات فى عهد الفراعنة ليعلم ابنه قواعد التصرف السليم مع الاخرين ما عرفه الاكل بالشوكة والسكين والدليل على ذلك ماورد فى القرآن فى قصة سيدنا يوسف وحريم النبلاء ، وفى القرن السابع عشر الميلادى ظهرت الشوكة والسكين فى اوروبا مما أدى الى تطوير قواعد السلوك والمآدب بعد ذلك وهكذا يتضح ان مبادى المجاملة والاتيكيت هى من روح الشرائع السماوية التى لابد وان يحافظ عليها كل ذى عقل

وانتظروا المزيد حول الموضوع ... فى مقالات آخرى


ولكم خالص تحياتى

أخوكم طارق الجيزاوى

هل تعلم

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...