الأربعاء، 31 مارس 2010

بعض الأساليب التربوية عن سيد البشرية

هل تعلم

لأوراق الطماطم خاصية عجيبة في طرد البعوض، إذ يكفي وضعها في غرفة ما ليهرب البعوض منها، وكذا بقية الحشرات، كما أن آلام لدغ الحشرات والتهاب المفاصل تزول بسهولة بإذن الله بدلك مكان اللدغ بأوراق الطماطم.

*********

بعد ان عرفنا الداء فى تربية الأبناء دعونا نتسائل عن الدواء والعلاج لمشاكل تربية الأبناء وليس هناك أفضل من سيدالبشر لنبحث عنده عن علاج لمشاكلنا اليومي فما هى الأساليب التربوية عند رسول البشرية؟


من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية مايلي:



1 -
التربية بالقصة
:


إن القصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى} وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: {واقصص القصص لعلهم يتفكرون} ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب.

شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه - يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: (لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله).. [رواه البخاري 3852]

وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذي قتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرها كثير.

2 - التربية بالموعظة:

للموعظة أثرها البالغ في النفوس، لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يغيب عنه هذا الأمر أو يهمله فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا) [رواه البخاري 68].

ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه- عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) [رواه الترمذي 2676، وابن ماجه 42] وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخولاً ، وألا تكون بصفة دائمة .

عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا [رواه البخاري 70، ومسلم 2821].

3 - الجمع بين الترغيب والترهيب:


النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة، ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات، ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.

عن أنس -رضي الله عنه

- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط: (قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين [رواه البخاري 4621، ومسلم].

ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به أبو ذر -رضي الله عنه- قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:(ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:(وإن زنى وإن سرق) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر) وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر [رواه البخاري (5827) ومسلم (94)].

وعن هريرة -رضي الله عنه- قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر

في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول- فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبو هريرة؟) فقلت: نعم يا رسول الله، قال: (ما شأنك؟) قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة) -وأعطاني نعليه- قال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)…الحديث. [رواه مسلم (31)].

والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه، وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه، لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيم الجنة وثوابها، وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله، وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس، وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك فقال تعالى:{ولو أن أهل القرى …} {ولو أنهم أقاموا التوراة …}.


4 - الإقناع العقلي


عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: (ادنه) فدنا منه قريباً قال: فجلس قال: (أتحبه لأمك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم) قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم) قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء [رواه أحمد ].

إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه، مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟

لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة: (فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء).

5 - استخدام الحوار والنقاش:

وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟)

كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال: (لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) [رواه البخاري (4330) ومسلم (1061)]

ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً: (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم…).


6 - الإغلاظ والعقوبة


وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه: فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ فقال: (أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة) [رواه البخاري (90) ومسلم (466)].

وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال: (اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه) قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمر وجهه- فقال: (وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها) قال: فضالة الغنم؟ قال: (لك أو لأخيك أو للذئب) [رواه البخاري (90) ومسلم (1722)].

وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين (باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره).

وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم (2090)]

عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه [رواه مسلم (2021)].

إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ، لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ، ومن الأدلة على ذلك:


7 - الهجر:


واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة، حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك، فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.

إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم… والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة، فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره.


8 - استخدام التوجيه غير المباشر:


ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:
أ - كونه صلى الله عليه وسلم يقول ما بال أقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه، ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن
عائشة -رضي الله عنها

- فقالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط [رواه البخاري (2735) ومسلم].

وحديث أنس -رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [رواه البخاري (1401)].

ب - وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة، ومن ذلك ما رواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل) قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً [رواه البخاري (3738-3739].

ج - وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل، عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه) [رواه أبو داود (4182)].

د - وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع، عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون [رواه البخاري (6115) ومسلم (2610)]


9 - استثمار المواقف والفرص:


عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم :(أترون هذه طارحة ولدها في النار) قالوا: لا، قال:(والله لا يلقي حبيبه في النار؟) [رواه البخاري (5999) ومسلم ( 2754 )].

فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة، مع عرضها في صورة مجردة جافة.

إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس، فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليم موقعه المناسب، ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة، تستعصي على النسيان.

والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ، كما في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.

عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا… ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته. [رواه ابو داوود (4753)]

ب ـ وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان، فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.

عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال فلما برأت خرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟) قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت، قال: (لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك) [رواه أحمد].

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنها وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء الرجل يعود مريضا قال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة) [رواه أحمد (6564)].

إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة، فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .

ج- وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة، لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذا المعنى عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [رواه البخاري (554) ومسلم].

د ـ وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما في حديث أنس السابق في قصة المرأة.

10 - التشجيع والثناء:


سأله أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يوماً :من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث) [رواه البخاري ( 99 )].

فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة، وهو يسمع هذا الثناء، وهذه الشهادة من أستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ صلى الله عليه وسلم. بحرصه على العلم، بل وتفوقه على الكثير من أقرانه. وتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعاً لمزيد من الحرص والاجتهاد والعناية.

وحين سأل أبيَ بن كعب

: (أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟) فقال أبي: آية الكرسي. قال له صلى الله عليه وسلم (ليهنك العلم أبا المنذر) [رواه مسلم (810) وأحمد (5/142)].

إن الأمر قد لا يعدو كلمة ثناء، أو عبارة تشجيع، تنقل الطالب مواقع ومراتب في سلم الحرص والاجتهاد. والنفس أياً كان شأنها تميل إلى الرغبة في الشعور بالإنجاز. ويدفعها ثناء الناس -المنضبط- خطوات أكثر.

والتشجيع والثناء حث للآخرين، ودعوة غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذي توجه الثناء له.

ونسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ماينفعنا

ولكم اطيب تحياتى

ونسأل الله الهداية لابناءنا

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الخميس 31 مارس 2010


السبت، 27 مارس 2010

قضية للمناقشة : تربية الابناء تلك المهمة العظيمة هل هى علم ام فن ؟

هل تعلم
الأم الأصغر سنا في التاريخ المسجل حتى الآن هي الطفلة البيروفية لينا ميدينا التي وضعت مولوداً عندما كان عمرها 5 سنوات و7 أشهر فقط وكان ذلك في الــعام 1939
*******
هذا الاسبوع نفتح ملفا هاما وهو ملف تربية الأبناء فهل هناك قواعد معينة لابد من اتباعها فى تربية الابناء أم ان الأمر ارتجالى تضعه كل أسرة حسب أهوائها ورغباتها فدعونا نناقش فى
قضية للمناقشة
Case Of Ths Week
هل تربية الأبناء علم أم فن ؟

ان الثقة ليس بالأمر اليسير الذي يأتي بين يوم وليلة, والشخص المهزوز يحتاج إلى جهد كبير لإرجاع الثقة إليه هذا ان أمكن, لذلك لابد ان يعمل الوالدان على زرع الثقة في نفوس أطفالهم منذ الصغر حتى تكون لهم شخصيتهم القوية والواثقة بنفسها.

فنظرا لما للتربية القويمة أهميتها القصوى في صلاح الجيل واستقامة سلوكه ، وإن أمر التربية خطير دقيق ، تقصر عنه عقول كثير من الآباء والأمهات ، فقد يعتبر كثير منهم أن التربية لا تبدأ إلا إذا بلغ الطفل سنّاً معينة هي سنّ التمييز أو ما بعدها ، وهذا خطأ فادح يقعون فيه ، فيقصرون في تربية أطفالهم في الصغر فينشأ الأطفال على عوج ، ثمّ يعجز الآباء والأمهات بعد ذلك عن تقويم العوج ، فينشأ الجيل ضعيف الإيمان ، هزيل الطاعة ، جريئا على المعصية والمخالفة ، سيء الأخلاق والطباع .

أقوال العلماء فى التربية

"إن الطفل أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة ، خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما ينقش فيه ، ومائل إلى كل ما يمال به إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه أبواه ، وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة مربيه ، والقيّم عليه .." .
من هنا لزم الاهتمام بغرس الآداب الإسلامية ، وتعويد الناشئ علـيها :

فلابدّ للإنسان من عادات ، يعتادها منذ صغره وينشأ عليها حتى تصبح جزءاً من شخصيته وحياته ، لا يجد جهداً في التزامها وفعلها فالخير عادة ، والشرّ عادة
والوالدان هما المسئولان المسئولية الكبرى عن غرس عادات الخير أو الشرّ ، فإن هما أهملا مسئوليتهما ، وفرّطا وضيّعا ، تولّت البيئة المحيطة بالناشئ تلك المسؤولية ، ووجهت الناشئ وجهة الخير أو الشرّ .
وإن خير ما يغرس في نفس الناشئ الآداب الإسلامية ، والسنن النبويّة ، لتتشكّل شخصيته منذ الصغر وفق هدي الإسلام ومبادئه وأحكامه .

وإن من أخطر أسباب اختلاف الأبوين في تربية الأولاد عدم وضوح المنهج التربوي لدى أحدهما ، فيختلف توجيهه عن الآخر ، أو لا يكترث بتوجيه الآخر ولا يكون له عوناً في تربيته وتقويمه .
فكان لابدّ من وضوح الآداب والعادات التي ينبغي على الوالدين غرسها في نفس الناشئ لتكون محل اتفاق بينهما ، ولا يكون عليها أي اختلاف أو نزاع .

من أهمّ الآداب والعادات والأخلاق الواجب تعليمها للأبناء

* أن يناول ما يعطاه باليد اليمنى ، من مأكل أو مشرب أو لعبة ، ليتعود الأخذ باليمنى ، والإعطاء باليمنى ، والأكل باليمنى من صغره .
* وأن نلبسه ما نلبسه من ثوب أو قميص أو معطف أو سروال أو جورب أو حذاء ، مبتدئين باليمين، وأن ننزعها عنه حين ننزعها مبتدئين باليسرى ليتعود ذلك حين يلبس لنفسه وينزع لنفسه .
* و أن ينهى عن النوم على بطنه ، وأن يحوّل عن القبلة عند قضاء الحاجة ، وليعلم الوالدان أن كل ما ينهى عنه المسلم في الكبر ، يجب على أبويه أن يجنباه إياه في الصغر * وأن يجنب لبس القصير من الثياب والسراويل ، لينشأ على ستر العورة والحياء من كشفها .
* وأن يخالف هواه أحياناً ، بمنعه ممّا يطلب من لعبة أو مأكل ، ويعود الجواب من أبويه بقولهما : " نعم " فيفعل ، أو قولهما : " لا " فيمتنع ، راضياً غير ساخط .
* وأن يمنع من مصّ أصابعه ، وعضّ أظافره أو قطعها بأسنانه .
* وأن يعوّد غسل اليدين قبل الطعام وبعده .
* وأن يلاحظ في الاعتدال بالمأكل والمشرب ، وتجنب الشره ، والشبع المفرط .
* وأن يعوّد أن يسمّي الله _تعالى_ ، عند البدء في الطعام والشراب ، وأن يحمد الله _تعالى_ عند الفراغ منهما .
* وأن يأكل ممّا يليه ، ولا يبادر إلى الطعام قبل غيره .
* وألا يحدّق النظر إلى الطعام ، ولا إلى من يأكل معه .
* وأن يجيد المضغ ، ولا يسرع في الأكل .
* وألا يوالي بين اللقم ، ولا يلطّخ يديه ولا ثوبه بما يأكل .
* وأن يعوّد الخبز القفار وحده بدون أدم معه أحياناً ، حتى لا يرى الأدم حتماً لازماً .
* وأن يأكل من الطعام ما وجد ، ولا يتشهّى ما لا يجد .
* وأن يعوّد القناعة بإعطائه المشتهيات واحدة واحدة ، وأن لا يمكن من ملء يديه منها .
* وأن يخرج النوى بيده اليسرى ، ولا يجمع بينه وبين الثمر في إناء واحد .
* وأن يعوّد نظافة فمه باستعمال السواك أو الفرجون المعروف ، بعد كل طعام ، قبل النوم وبعده ، وعند الصلاة .
* وأن يعود الامتخاط باليد اليسرى ، وكذلك حمل الحذاء ، والتقاط الأوساخ ، والاستنجاء .
* وأن ينهى عن العبث بأنفه .
* وأن يحبب إليه الإيثار بالطعام والشراب وغير ذلك من المحابّ ، ويعوّد إكرام إخوته وأقاربه الصغار ، وأولاد الجيران ، إذا رأوه يتمتع بشيء منها .
* وأن لا يعوّد الخروج مع أمّه أو أبيه أو أخيه دائماً ، كلما خرج أحدهم في حاجة ، بل يوافق تارة ، ويخالف أخرى .
* وأن يعوّد النطق بالشهادتين ، وتكرارها كل يوم مرات .
* وأن يعوّد حمد الله _تعالى_ بعد العطاس وتشميت العاطس إذا حمد الله _تعالى_ .
* وأن يعلّم كظم الفم عند التثاؤب .
* وأن يعوّد الشكر على المعروف ، مهما كان يسيراً .
* وأن لا ينادي أمّه وأباه باسمهما ، بل يناديهما بلفظ : " أبي ، وأمّي " .
* وأن لا يمشي أمام أبويه ، أو من هو أكبر منه في الطريق ، ولا يدخل قبلهم إلى مكان تكريماً لهم واحتراماً .
* وأن يعوّد السير على الطرف أو الرصيف الأيمن ، لا في وسط الطريق ، وينهى عن التلهي في الطريق ، وعن الركض فيه ، وعن التلفّت يميناً وشمالاً .
* وأن لا يرمي الأوساخ في الطريق ، بل يميط الأذى عنه ، من حجر أو شوك أو عظم أو قشرة بطيخ أو موز ونحو ذلك .
* وأن يبدأ من لقيه بالسلام بأدب واحترام ويردّ السلام كذلك .
* وأن يلقن الألفاظ الصحيحة ، ويعوّد النطق باللغة الفصحى بدون تكلف ما أمكن .
* وأن يعوّد الطاعة إذا أمره أحد أبويه بشيء ، أو من هو أكبر منه ، فعلاً وتركاً ؛ فإن في تربية الطفل على طاعة أبويه وذويه منذ الصغر مراناً له على طاعة الله تعالى وطاعة رسوله ، ومن تمرّد على أبويه وأقاربه ، وتعوّد المخالفة في الصغر ، استسهل مخالفة الله تعالى ، ومخالفة رسوله ، والتمرّد على أوامرهما في الكبر .
* وأن يعالج فيه العناد ، بردّه إلى الحق طوعاً إن أمكن ، وإلا فالإكراه على الحق خير من بقاء العناد والمكابرة .
* وأن يشكره أبواه على امتثال الأمر واجتناب النهي ، وأن يكافئاه أحياناً على ذلك ، بما يحبّ من مأكل أو مشرب أو لعبة مباحة .
* وأن يحبّب إليه اللعب المباح ، ويكرّه إليه اللعب المحرّم أو المكروه .
* وأن يعوّد احترام ملكية غيره ، فلا يمدّ يده إلى مال أحد أو حقه ، ولو كانت لعبة أخته أو كرة أخيه .
* وأن يتجنّب الأبوان الاختلاف في أيّ شأن أمام الأولاد ، لأن ذلك يذهب هيبة الأبوين ويجرّىء الأولاد على المخالفة والتمرّد .
* * وممّا ينبغي تعهّد الولد به ، في سنّ التمييز من الآداب :
* أن يعلّم في سنّ التمييز التوقّي من النجاسات ، ويعلّم كيفيّة الاستبراء والاستنجاء .
* وأن يعلّم الوضوء بصورة عمليّة ، مع ملاحظة ما يكثر وقوع الأخطاء فيه .
* وأن يؤمر بالصلاة ، ويعلّم كيفيّتها بصورة عمليّة ، وتلاحظ صلاته بين الحين والآخر وتقدّم له الملاحظات والتوجيهات .
* وأن يصحبه أبوه معه إلى المسجد لصلاة الجماعة ، ويعرّفه حرمة المسجد وآدابه ، وأن يدخل المسجد باليمنى ، ويخرج منــه باليسرى .
* وأن يعوّد إجابة المؤذن ، والصلاة على النبيّ _صلّى الله عليه وسلّم_ بعد الآذان ، ودعاء الوسيلة ويذكّر بذلك دائماً ليعتاده .
* وأن يعلّم التسبيحات الواردة بعد كل صلاة مفروضة ، ويتابع في المحافظة عليها .
* وأن يؤمر بالصوم إذا قدر عليه ، ولو في بعض أيام رمضان ، ويشجّع على ذلك ويكرّم ببعض الهدايا والمشتهيات .
* وأن تذكر له الجنة ، وأنها دار المؤمنين الطائعين في الآخرة ، ويذكر له ما فيها من أنواع النعيم ،والأعمال والصفات التي يستحقّ بها المؤمنون دخولها بفضل الله ورحمته .
* وأن تذكر له النار وأنها دار الكافرين والعصاة في الآخرة ، ويذكر له ما فيها من أنواع العذاب ، والأعمال والصفات التي يستحقّ بها الكافرون والعصاة عذاب الله وعقوبته .
* وأن يحفّظ ما تيسّر من القرآن الكريم من قصار السور ومقاطع القرآن المناسبة .
* وأن يختار له من الأحاديث النبوية الشريفة ما يتناسب مع سنّه ومداركه ، يحفظه ويردده ويؤمر بإلقائه أمام ذويه وأقاربه أحياناً .
* وأن يقصّ عليه قصص الأنبياء ، بأسلوب مناسب لمداركه وسنّه ، ويحبّبه بحياتهم ، ويروي له من حكايات الصالحين الواقعيّة الهادفة ، ما يغرس في نفسه الفضائل ،ومُثُل الإسلام الرفيعة.
* وأن يؤكد عليه في أمر النظافة العامّة ولا يسامح بتسويد الجدران بقلمه .
* وأن يستر إذا وقع في مخالفة ، ولا يكاشف بها من أول مرة ، فإذا عاد إليها ثانية فينبغي أن يعاتب سرّاً ، ويحذّر من الإصرار عليها.
* وإذا تكرّر ذلك ، فلا بأس بعرك أذنه ، والتعبيس في وجهه ، وإظهار الانزعاج منه ، وأمره بالوقوف إلى الجدار دقائق عقوبة له .
* وأن يمتنع أبوه أو أمّه عن الكلام معه بعض الوقت ولا بأس أن يؤمر إخوته بذلك إذا دعت إليه المصلحة .
* ولا بأس بالضرب غير المبرّح ، إذا دعت إليه الحاجة أيضاً ، فهو بمنزلة الدواء المرّ ، الذي يجرّعه الطفل أحياناً للضرورة ، فتقويم العوج بأيّ وسيلة كانت خير من بقائه والاستمرار عليه .
* ولتحذر الأمّ من إعلان عجزها عن ولدها إذا عصاها ، فإن ذلك يغريه بالمخالفة ، ويشجّعه عليها .
* وإذا تخلّف الطفل عن الاستجابة للخير أحياناً ، فعلى مربّيه أن يستعمل معه أسلوب الترغيب والترهيب ، فيرغّبه في الفضيلة ، ويعده المكافأة عليها أحياناً ، وإذا تخلّف عنها ، خوّفه العقوبة ، فالإنسان مفطور على الرغبة والرهبة ، ولهذا ، أعدّ الله لعباده جنّة وناراً ، وقدّر ثواباً وعقاباً .
* وليحذر الوالدان من رشوة الطفل في شأن من الشؤون ، مثل أن يقال له : خذ هذه الحلوى وافعل كذا وكذا ، أو خذ هذه القطعة من النقود واكفف عن الضوضاء ؛ لأن الطفل إذا عرف أن هذه العروض تتبع مخالفته للأوامر ، كان من الطبيعيّ أن يعمل على الحصول عليها قبل تلبية كل أمر ، بل إنه إذا تشبّث بموقفه فقد يكون كسبه أكبر .
* وأن يعوّد الخشونة في المأكل والمشرب والمفرش ، ويعوّد المشي والحركة والرياضة ، حتى لا يغلب عليه الكسل .
* وأن يؤذن له بعد الانصراف من المدرسة أن يلعب لعباً هادفاً ، يروّح فيه عن نفسه من عناء الدرس ، لأن منع الصبيّ من اللعب يميت قلبه ، ويبطل ذكاءه وينغّص عليه العيش ، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه .
* وأن يراقب في لعبه ، ليرشد إلى الاتزان فيه والاعتدال .
* وأن يعوّد الاستقلال الذاتيّ ، والشعور بالمسئوليّة في ترتيب لعبه وكتبه ، وكل ما يتعلّق به ، وأن تعوّد الطفلة الاستقلال الذاتيّ ، والشعور بالمسئوليّة في ترتيب ما يتعلّق بها ، والقيام بأعمال البيت ، وترتيب أثاثه ، والمحافظة على نظافته .
* وأن لا يقارن بين طفل وآخر , فيمدح أحدهما ، ويذمّ الآخر ، على مسمع منهما ، ولا بين طفلة وأخرى ، فقد تكون الفوارق التكوينيّة بينهما مختلفة ، والمواهب متفاوتة ، فيؤثر ذلك في معنويّات الأطفال ، ويوهن شخصيّاتهم .
* وأن ينهى عن الافتخار على أقرانه بشيء من المطعم أو الملبس أو الأدوات ، بل يعوّد التواضع والإكرام لمن عاشره ، والتلطف معهم في الكلام .
* وأن يمنع من أخذ شيء من الصبيان ويعلّم أن الرفعة في الإعطاء لا في الأخذ .
* وأن لا يخرج بالفاكهة ونحوها حيث يراه الأطفال من أقارب أو أولاد الجيران ، إلا أن يعطيهم منها لأن رؤيتها تحرّك فيهم الرغبة إليها ، وقد لا يجدون والحرمان يؤذيهم .
* وألا يسمح له بالخروج إلى الشارع ، ولا بالوقوف على باب الدار ، لأن ذلك يعرّضه للضياع من جهة ، ولسماع ألفاظ السوء والبذاء من أبناء الشارع .
* وأن يحثّ على الإنفاق ممّا معه ، وألا يتعلّق قلبه بالمال منذ الصغر ، ويقوّى ذلك في نفسه كلما شبّ وترعرع .
وإن ما اعتاده بعض الأطفال من اقتناء حصّالة للنقود حسن من جهة ، ليتعوّد حفظ المال فلا يضيّع كل ما يصل إليه منه في شراء اللعب والمشتهيات ، وخطير من جهة أخرى ، إذ يحبّب إليه المال ، ويعوّده الشحّ به .
فإن كان ولابد ، فليعوّد الإنفاق منه أحياناً في شتى وجوه البرّ .
* وأن لا يمكّن من فعل شيء خفية ، فإنه لا يخفيه إلا لاعتقاد السوء فيه ، فإذا فعل ذلك وغفل عنه وليّ أمره ، تعوّد السوء ، واحتال له ، وتمكّن في نفسه .
* وأن لا يسمح له باعتياد الحلف بالله تعالى ، صادقاً ولا كاذباً إلا عند الحاجة .
* وأن يجتنب الفضول ، ولا يتدخّل فيما لا يعنيه ، من قول أو فعل .
* وأن يجتنب لغو الكلام وفحشه ، واللعن والسبّ ، ومخالطة من يجري على لسانه شيء من ذلك .
* وأن يعوّد قلّة الكلام ، ويحذّر من كثرته
* وأن يعوّد حسن الاستماع إذا تكلّم غيره ، ولا يقطع عليه الحديث، ولا يتشاغل عنــه .
* وأن يقدّم من هو أولى منه بالكلام ، وبخاصّة إذا كان أحد والديه أومن هو أكبر منه .
* وأن يعوّد السكون عند حضور ضيف وعند إقامة الصلاة ، وينهى عن المرور بين أيدي المصلّين .
* وأن يكرم القادم إليه ، وبخاصّة إذا كان أكبر منه سنّاً ، أو أرفع قدراً ، فيؤثره في المكان أو يوسّع له فيه ، ويتأدّب في مجلسه .
* وينبغي تحذير الطفل من معلّمي السوء في المدارس ، وسؤاله عمّا يلقى إليه فيها ، لتثبيت الصواب ونفي الخطأ .
* وأن يمنع الطفل المميّز من الدخول على النساء الأجنبيات ، ومن مصافحتهنّ ، كبنت العمّ وبنت العمّة ، وبنت الخال وبنت الخالة، وزوجة الأخ .
* وأن تعوّد البنت الحجاب منذ سنّ التمييز ، فلا يؤذن لها بالدخول على الرجال الأجانب ولو كانوا من أقاربها ، لتتعوّد الحجاب منذ الصغر ، وليغرس في نفسها أن الحجاب من شأن المرأة ، وأن تمنع من مصافحة الأجانب ، أو الخلوة بهم .
* وأن ينفّر الطفل من لبس الذهب أو الحرير الأصليّ ، وما يختصّ بالمرأة من زينة أولباس ويعرّف أن ذلك حرام على الرجال .
* وأن يعوّد الصدق ومجانبة الكذب ، في الجدّ والهزل ، وفي جميع الأحوال ، لأن الصدق من أمّهات الفضائل ، كما أن الكذب من أمّهات الرذائل ، وأسوأ ما يعتاده الإنسان الكذب ، لأنه يرى من هو أكبر منه يكذب ، فيهون عليه ذلك .
وكثيراً ما يشكّ الأب في صدق الأمّ أو الأمّ في صدق الأب ، في أمر من الأمور ، على مسمع من الطفل ، فيتصوّر وقوع الكذب من أمّه أو أبيه .
وقد يشرك الأب ولده في مخادعة أمّه ، وتشرك الأمّ ولدها في مخادعة أبيه ، فيطلب أحدهما من ابنه أن لا يخبر الطرف الآخر بكذا وكذا ، وإذا سأله عنه أن ينكر ، وهذا من أسوأ ما يفسد تربية الناشئ ، ويفكّك روابط الأسرة .
* وينبغي أن لا يكلّف الطفل مالا يطيق جسماً ، كتكليفه أن يحمل حملاً ثقيلاً ، ولا ما لا يطيقه عقلاً ، كتحفيظه من العلوم مالا يدركه ولا يفهمه .
* وأن يربّى على التوكّل على الله وحده والاعتماد عليه سبحانه في كل شأن ، وسؤاله ودعائه فيقال له : إن الله تعالى هو الذي يرزقنا ، وهو الذي يعافينا ، وييسّر أمورنا ، ويوفّقنا لما يحبّ ، وهو الذي بيده الخير كله ، فينبغي أن نلجأ إليه ، ونتوكّل عليه ، ونأخذ بالأسباب المشروعة ؛ فنسعى في طلب الرزق ونستعمل الدواء عند المرض ، ونجاهد أنفسنا على تقوى الله ، والعمل بما يرضيه .
* وينبغي أن يعوّد الطفل النظام والانتظام في جميع شئونه ، وينهى عن الفوضى والإهمال والتسيّب ، ومزاحمة الناس وتجاوز حقّهم .
* وأن يربّى على الجرأة والشجاعة ، والثقة بالنفس والإقدام ، ولا يسمح لأحد بتخويفه بالأكاذيب والأوهام ، ويعوّد على الخروج ليلاً وحده لقضاء حاجته ، وعلى النوم وحده ، والبقاء أحياناً وحده
* وأن ينزع من نفسه الخوف من الحشرات الضارة ، ويشجّع على قتلها مرة بعد مرة .
* وأن يعوّد على حلّ مشكلاته بنفسه وألا يلجأ إلى من هو أكبر منه إلا عند الضرورة .
* وأن يحفظ سمعه من حكايات الفحش والإجرام ، والتعدّي والأذى ، لئلا يتجرّأ على مثل ذلك .
* وأن يجنّب اللعب بالميسر ، وتبيّن له أضراره ومفاسده ، وقد كثرت أنواعه اليوم ، ومنها أوراق اليانصيب ، ولو كان بدعوى أنه خيريّ ، فهو من الميسر المحرّم .
* ويجنّب الطفل دور السينما محافظة على دينه وأخلاقه ، فإن أكثر ما يعرض في هذه الدور الوضيعة أفلام اللصوصيّة والجريمة ، والخلاعة والمجون ممّا يثير الغرائز الجنسيّة ، ويفسد الأخلاق ، ويقتل الرجولة .
وحسبك دليلاً على ما نقول ، هذه اللافتات التي تعلّق على أبوابها ، وفي الشوارع العامّة ، تعلن عن أفلامها الساقطة ، بصور عارية وأوضاع خبيثة مخزية يندى لها جبين الفضيلة والشرف .
* ويجنّب كذلك مشاهدة أفلام الفيديو التي لا تقلّ فحشاً وفساداً عن أفلام السينما .
* وليحذر الوالدان والمربّون ، من التناقض في تربية الطفل ، يأمرونه بالصدق مثلاً ويكذبون ، وينهونه عن التدخين ، ويدخّنون ، ويأمرونه بالشيء مرة ، وبضدّه مرة أخرى ، فيتبلبل في معرفة حسن ما أمر به ، أو قبحه ، وخيره أو شرّه .
* ولا ينبغي للوالدين والمربّين أن يعاملوا الطفل والناشئ معاملة واحدة على اختلاف مراحل نموّه ، وما يمرّ به من تقلّبات نفسيّة وجسميّة وعقليّة .
فمعاملة الطفل في سنوات عمره الأولى ، تختلف عن معاملة الطفل المقارب للتمييز وما بعده ، والناشئ المراهق للبلوغ ، تختلف معاملته عن البالغ الراشد .
* وينبغي للأب أن يخصّص وقتاً يجلس فيه إلى زوجته وأولاده ، يؤنسهم ويسلّيهم ويعلّمهم ويربّيهم ، ويقصّ عليهم حكايات توجيهيّة مسلّية .
** وعندما يكون الطفل في سن المراهقة :
* ينبغي أن يملأ فراغه بما يعود عليه نفعه من المطالعة والدرس ، أو العمل اليدوي الذي يوجّهه إلى إتقان صناعة من الصناعات ، فملء الفراغ شاغل عن خواطر السوء ، أو صرف الوقت فيما لا يجدي .
* وأن تقوّى رغبته في تلاوة القرآن الكريم ، والأحاديث النبويّة الشريفة ، والسيرة العطرة وحياة الصحابة ، والسلف الصالح .
فكثيراً ما يدفع الناس إلى العمل الجليل حكاية يسمعونها عن رجل عظيم ، أو حادثة يسمعونها عنه .
* وأن لا يسمح له بقراءة كل قصّة ، ولا مطالعة كل كتاب ، بل تختار له الكتب العلميّة الصحيحة والقصص الأخلاقيّة الصالحة .
* وأن يحذّر من الاغترار بعقله وفهمه فيحرم الانتفاع بعقول الناس وأفهامهم ، ويقع في الاستبداد برأيه ، ويكثر خطؤه ، ويقلّ صوابه .
* وأن يحبّب إليه اتّباع السنّة النبويّة ، والآداب الإسلاميّة ، وينفّر من الابتداع في الدين وتقليد الأجانب ، لينشأ على حبّ السنّة ، وكراهة البدعة ، ومخالفة غير المسلمين في أزيائهم ومظاهرهم .
* وأن يذمّ عنده المخنّثين من الرجال ويبيّن له أن من التخنّث حلق الرجال لحاهم ، ويرغّب في إطلاق لحيته متى ظهر شعر وجهه .
* وأن يذمّ عند البنت النساء المترجّلات اللاتي يلبسن لبسة الرجال ، ويظهرن مظهر الرجال ، ويقلّدنهم .
* وأن يختار الوالد لولده رفاقاً صالحين مهذّبين ، ويحذر عليه ، ويحذّره من صحبة رفاق السوء فعدوى الأخلاق أشدّ فتكاً من عدوى الأمراض .
وصحبة الأخيار تربّي الخير في نفوس من يصاحبهم ، لأن الإنسان مولع بالتقليد ، فكما يقلّد من حوله في أزيائهم ، يقلّدهم في أعمالهم ، ويتخلّق بأخلاقهم .
* وينبغي أن يوجّه الشابّ لتكوين مثل أعلى ، يسعى لتحقيقه ، ويوجّه أعماله للوصول إليه ، وذلك لأن الإنسان في هذه الحياة كقائد السفينة ، في البحر المتلاطم الأمواج ، لا يمكن أن يصل إلى المرفأ حتى يعرف أين المرفأ ، ويرسم الخطّة للوصول إليه ، وإلا تنكب الطريق السويّ الموصل إليه ، وكانت سفينته عرضة للارتطام ، أو الضياع والهلاك .
وكذلك الإنسان في هذه الحياة ، تحيط به قوى مختلفة ؛ شهوات تتجاذبه ، وصعوبات تعترضه ومؤثّرات متباينة ، فإن لم يحدّد غرضه ، ويعيّن مثله الأعلى ، تقسّمته هذه القوى ، واضطربت مسالكه وضاعت حياته سدى .
* ومن أهمّ ما ينبغي أن يراعى في أمر التربية ، أن يكون الأبوان قدوة صالحة لأولادهم ، وأسوة حسنة لهم ، في الأقوال والأفعال والأخلاق لأن كل ما يقال أو يفعل أمام الطفل ، إنما هو من تربيته . هذا ، والله تعالى أعلم ، وصلّى الله على محمّد ، وعلى آله وصحبه وسلّم .


وإلى اللقاء يوم الاثنين مع مقال جديد و

أراء فى تربية الأبناء

وإلى أن نلتقى لكم اطيب تحياتى

محاسب/طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 27 مارس 2010

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...