الجمعة، 26 يونيو 2009

ثقافة الفوز والهزيمة عند العرب



ماذا تعنى ثقافة الفوز وثقافة الهزيمة؟

أصبح جليا لنا حقيقة تعامل المشجع المصري خاصة والعربى عامة مع الفوز والهزيمة حيث إن المشجع المصري عاطفي بطبعه شديد الانتماء للنادي (المنتخب) الذي يمثل حاليا الملاذ الأول والأخير من تبعات الحياة في مصر حيث إنا الوضع الاقتصادي السيئ قد فرض علينا الحزن من الحياة اليومية واتخذنا نحن كمشجعين للانديه المصرية النادي سبيل للفرحة غير المتوفرة في الحياة اليومية وأصبح الانتماء للنادي هو الملاذ لتطبيق معنى الانتماء بعد ما أصبح الانتماء للوطن مجرد كلمات تقال في حديث عادى للتفاخر فقط ولكن لابد لنا من التفريق بين هذه الأمور اليومية وبين مفهوم التشجيع وفهم ثقافة الفوز والهزيمة . جماهير كرة القدم هي القاعدة الأساسية؛ في الوقت نفسه هم القنبلة الموقوتة في حال الهزيمة.
الجماهير تمثل حجر الرحى في لعبة كرة القدم في التشجيع وبث روح الحماس في اللاعبين خلال المنافسات المحلية والقارية والعالمية.
وعن حالة الجماهير والإداريين واللاعبين عند الفوز أو الخسارة فحدث ولا حرج؛ عندما تكون المباراة دربي، أو كلاسيكيو، أو دورة تحمل طابع التنافس. فالكل يتحدث عن فريقه ووصف نجوم فريقه المدللين بعبارات وكأنهم محترفون في الدوري الأوروبي وإدارة الفريق النموذجية التي هيأت لهم الجو الملائم لإعداد الفريق والحوافز التي تنتظر اللاعبين بعد الفوز.
ولكن كل هذا الإطراء والمديح مربوط بلغة الفوز ولا شئ غير الفوز وعند الهزيمة يختلف الأمر وتبحث عن كبش الفداء دون معرفة أسباب السقوط وذلك لجهل بعض الإداريين بالظروف والمتغيرات التي أحاطت باللقاء وما صاحبها من المعطيات البدنية والأنماط التكتيكية التي أدت السلبية.
فاللاعبون يرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام المختلفة وإن تحدثوا فلن يقولوا جملة واحدة مفيدة، والإداريون لو تكلموا فكلامهم يتجاوز الخطوط الحمراء.
وشاهدنا الكثير من المباريات التي صاحبتها أحداث دامية من الجمهور واللاعبين والإداريين تجاه لاعبي وإداريي الفريق المنافس وجمهوره وكذلك حكم المباراة الذي لا يسلم من الركلات التي تطاله؛ قبل أن يصل إليه رجال الأمن لحمايته؛ وربما تمتد إلى مراسلي وسائل الإعلام المختلفة.
وبالأمس القريب شاهدنا في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في غانا كيف تعامل لاعبو فريق ساحل العاج في مباراتهم مع الفريق المصري في الدور قبل النهائي التي فاز فيها الفريق المصري بأربعة أهداف مقابل هدف ، حيث شاهدنا دروجبا وكيتا يهنئان عصام الحضري حارس منتخب مصر، وكذلك الحال بالنسبة للاعبي الكاميرون خاصة إيتو وهو يبكي حيث قاموا بعد المباراة النهائية التي خسروها أمام مصر بتهنئة لاعبي الفريق المصري وقد تعاملوا كلهم بثقافة اللاعب المحترف الذي يعرف لغة التعامل مع الفوز والهزيمة.
كما شاهدنا بعد نهاية مباراة مانشستر يونايتد وبرشلونة في الدور النهائي لكأس أبطال أوروبا- والتي علي أثرها غادر فريق مانشستر يونايتد البطولة- اللاعبين يتعانقون وجماهير الفريقين يرفعون القبعة ويحيون الفريقين الفائز والمهزوم ويقولون للفائز لقد أديتم مباراة ممتازة وللخاسر ليس يومكم وما قصرتوا لأنهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن فريقهم من خلال التصاقهم بناديهم ومساهمتهم المادية التي تكون مما تيسر.

وكأس القارات المقام حالياً في جنوب أفريقيا ليس ببعيد حيث رأينا المدير الفتى لمنتخب ايطاليا بطل العالم حتى الآن وهو يصافح المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة ويقدم له التهنئة على أداء المنتخب المصري هذه هي ثقافة الهزيمة .
بعض الجماهير عندنا ليس لديها الخلفية والدراية بخبايا كرة القدم وفنياتها حني تعرف لماذا خسر فريقها ولا عن الفريق الذي تشجعه ومساهمتها معدومة وربما لا تعرف شعاره إذا طرأ عليه أي تعديل، ولها مصالح من مجاهرتها بانتمائها إلي الفريق وبعض الجماهير تشجع الفريق عندما تحضر إلي المدرجات كأي عابر سبيل وتكون سمعت باسم الفريق فقط.
الجماهير النموذجية هي التي تشجع وتؤازر فريقها وتساهم في تسيير أموره بكل الوسائل وتناقش بموضوعية السلبيات والإيجابيات وتعرف كل ما يدور في أروقة النادي الذي تعشقه.
متى نشاهد ثقافة رياضية كروية في بلادنا تتعامل بكل اللغات الحضارية عند الفوز والهزيمة.

وأخيراً وليس أخراً ******

يبقى على الاعلام رسالة مهمة وهى توعية المشجع أو المجتمع على تقبل الهزيمة كما تقبل الفوز لان فى النهاية الرياضة فوز وهزيمة ................

ولكم منى أطيب تحية

اخوكم طارق الجيزاوى

الاسكندرية الجمعة 26 يونيو 2009

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...