الخميس، 9 ديسمبر 2021

حمار بوريدان والشلل التحليلى

 العلاقة بين حمار بوريدان والشلل التحليلى



هل سبق لك ان قابلت حمار بوريدان ؟
من هو بوريدان وما علاقته بالحمير ؟
اولا حمار بوريدان أو مفارقة الحمار (بالإنجليزية: Buridan's ass)‏ وتعرف أيضاً بالمقولة " تفلسف الحمار فمات جوعاً "، هى مثال على مفارقة فلسفية في مفهوم حرية الإرادة. و"بوريدان" فَيلسوف عَاش فِي القَرن الرَّابِع عَشر. تشير المفارقة إلى موقف افتراضي حيث يتم وضع حمار جائع وعطش في منتصف الطريق بالضبط بين كومة من القش وسطل من الماء.
بما أن المفارقة تفترض بأن جوعه مساوٍ لعطشه يبقي الحمار مترددًا بين الأكل والشرب لا يستطيع اختيار أي منهما وتفضيله على حساب الآخر. والنتيجة أن حمار بوريدان سوف يموت لأنه لا يستطيع اتخاذ أي قرار عقلاني بين القش والماء. تلك التجربة افترضت أن الحمار لأنه بلا عقل فهو بلا إرادة، وبالتالي إذا استوت دوافعه، وأصبحت كل الاختيارات أمامه متشابهة، فلن يستطيع أن يفضل أي اختيار على الآخر، والنتيجة أنه لن يختار شيئًا وسيموت.
ولكن هل ينطبق هذا المثال على بنى آدم ؟ وبنى ادم هنا هو كل انسان وليس انسانا معينا
وللاجابة على هذا السؤال نذهب لكتاب يتكلم عن نفس الفكرة “معضلة الإختيار” للعالم Barry schwartz يقول أن هناك اعتقاد سائد في المجتمعات الصناعية وهو يصاغ بهذه الطريقة:
في حال رغبتنا بأن نحسن حال مواطينينا فإن الطريق لذلك هو زيادة الحرية الشخصية, و أحد أبواب الحرية توسيع الخيارات المتاحة أمامهم و كل ما كانت الخيارات متعددة ومتنوعة كانت حريتهم أكبر و تحسن حال رفاهيتهم و يرى الكاتب أن هذه الفكرة متأصلة في عقول الناس بعمق وكذلك في حياتهم.
ولكن هل هذه الحقيقة تعتبر مسلمة فكرية ؟
ولاثبات او نفى هذه الحقيقة اجرت شينا لينقر من جامعة كلومبيا دراسة موسعة لبحث تعدد الخيارات في حياتنا وتأثير قرارات الشراء لدينا بناءا على ذلك ولاحظت مايلى
1-عندما يكون هناك 6 أنواع من المربى على الرف فإن 30% من الذين مروا بجانب الرف يقفون يرون الخيارات المتاحه و 30% منهم يقومون بشراء المنتج
2- ولو تم زيادة عدد الأنواع إلى 24 نوع مربى فإن 60% سيقفون لمشاهدة الانواع “لكن!” 3% فقط منهم الذي قام بالشراء.
من خلال هذه التجربة يتضح لنا أن كل ما كانت الخيارات أكثر و أوسع تجذب انتباه عدد أكبر من الأشخاص ليروا الخيارات المطروحة, لكن يولد لديهم حيرة في الأختيار لذلك يقررون عدم الشراء. و نرى ذلك ايضا في العديد من المطاعم التي تقدم قوائم طعام تحتوي على العديد من الخيارات و الاصناف المختلفة لإرضاء أكبر قدر ممكن من الأذواق و لكي يخففوا أيضا من حيرة الأختيار من هذه القوائم المليئة بالأصناف نجد أنهم يضعون قائمة طعام إضافية خارجية تحتوي على “طبق اليوم” او “الأطباق الجديدة” و تحتوي هذه القائمة على عدد محدود من الأصناف يصل الى 3 او 4 أصناف فقط, وذلك ليسهل على العملاء الذين تصيبهم معضلة الإختيار بحسم اختيارهم.
أينما نظرنا حولنا في الأمور الكبيرة أو الصغيرة نجد أن الحياة عبارة عن مسألة إختيار
و هناك أشخاص لا تصيبهم فقط معضلة الإختيار من الممكن أيضا تصيبهم حالة تسمى “analysis paralysis” وتعرف بـ “الشلل التحليلي” أي أنه بسبب التحليل الزائد و تفكير الشخص في موضوع معين تصبح عملية القرار مشلولة, يعني من الآخر ما تأخذ أي قرار وتخلي الموضوع معلق بسبب خوفك أن يكون قرارك خطأ أو يوصلك لمشاكل أنت في غنى عنها.
و من الممكن أيضا أن تصيبهم الحالة العكسية للحالة السابقة و التي تعرف بـ “Extinct by Instinct” و هي تعني انك تأخذ قرارات متسرعة جدا يعني بالعامية“خلاص هات أي شيء بدون ما تفكر”. في هذه الحاله يرى الشخص أنه حسم قرار الشراء وانتهى ولكنه لم يفكر في شيء من الممكن أن يصب عليه بمنفعة أكبر فمثلا لو قرر شراء شيء ما بمبلغ معين فهو يرى انه صرف فقط هذا المبلغ و لكن من الممكن أن تكون خسارته تقدر 120% من المبلغ المنفق لأنه لو وضع هذا المبلغ في استثمارات وعاد له بعد فترة من الزمن مع عائد على الإستثمار بنسبة 20%. وهي ما يعرف بـ “تكلفة الفرصة البديلة”.
صحيح أن هذه الأمثلة تعتبر سهلة وسريعة في حياتنا اليومية ولكن هي لتبسط و لتتأمل كيف يمكن أن تكون الخيارات الأكثر تعقيدا بنظرة أبسط مما نراها الآن. لذلك نحتاج أن نسأل…
كيف يمكن أن نتخذ القرارات؟
بداية يجب أن نعرف أنه لا يوجد في الحياة قرار صائب تمام أو خاطئ بالكلية فنحن نختلف عن بعضنا في التفضيلات والآراء وحتى القناعات لذلك أعتمد دائما على ما تراه مناسب لك ولحياتك.
وهنا سأكتب بعض الخطوات التي تساعدك في الوصول إلى قرار وهى :
  • توكل على الله و تفائل دائما.
  • حدد أهدافك التي تطمح الوصول إليها فسيساعدك ذلك على تقليل الخيارات المطروحة.
  • فكر وتأمل لترى حياتك بعد اتخاذ القرار.
  • ابحث في الموضوع لجمع معلومات أكثر و حدد إيجابيات وسلبيات خياراتك المتاحة.
  • استفد من خبراتك السابقة.
  • شاور من حولك “ما خاب من إستشار” واستخير ففى الاستخارة استعانة بالله
  • لا تخف من الخطأ فالوقوع في الأخطاء فرصة لاكتساب خبرات جديدة.
  • كن أنت صاحب القرار النهائي وتحمل مسؤوليته.
وأيا كان قرارك أو كانت النتيجة لابد من تقبلها بصدر رحب، ولا تهدر وقتك في الحزن أو الندم عندما تجد أهدافك لا تتحقق فربما تكون أهدافك في الطريق للوصول إليك, ولكن لابد من الفشل حتى تفكر جيداً في الطريق إلى النجاح"فالقرار الصائب يعتبر نجاحا والقرار الخاطىء يعتبر درسا .

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...