شرع الاسلام وسن سننا فى جميع مناحى الحياة ووضع قواعد لجميع التعاملات التى تتم بين البشر ومن بين أهم تلك القواعد التي وضعها الإسلام " آداب الاستئذان " فما على المربين إلا أن يتقيدوا بها ويُعلِّموها أولادهم إذا أرادوا لهم الخُلُق الفاضل والشخصية الإسلامية المُتميِّزة والسلوك الاجتماعي الخيِّر!!
فإنك إذا ما بحثت عن أدب رفيع، وخلق عظيم، ستجده وارداً في الدين الإسلامي الحنيف؛ لأن هذا الدين دين أخلاق وحسن معاملة؛ فالعلاقات بين الناس تضبطها الأخلاق الحميدة، والآداب القيمة، لذلك حث القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة على هذه الآداب ومنها: أدب الإستئذان الذي يعتبر أدباً إجتماعياً، وعرفاً قديماً تلتزم به المجتمعات المحافظة .
تعريف الاستئذان
الإستئذان هو طلب الإذن في الدخول لمحل لايملكه المستأذن . ويجب على المرء حين يدخل بيت غيره من الناس أن يستئذن؛ لقوله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ".
لماذا شرع الاسلام الاستئذان
إنما شرع الإستئذان من أجل حفظ حرمات البيوت، وصيانة أعراض الناس وممتلكاتهم .
آداب الاستئذان
إنّ للإستئذان آداباً شتى منها : الإستئذان ثلاث، وعدم النظر بداخل البيت، وعدم الوقوف أمام باب المنزل مباشرة، وعدم طرقه بقوة ، وإلقاء السلام على أهل البيت، وكذلك أن يخبر المستأذن عن اسمه؛ فعن جابر - رضي الله عنه - قال :" أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- في دَيْن كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا ؟ فقلت: أنا، فقال : أنا أنا كأنه كرهها " .
كما ورد عن أبي موسى الأشعريّ- رَضِيَ اللهُ عنه – قال : قال رسولُ الله صلىّ الله عليه وسلّم: " الإستئذان ثلاث، فإنْ أُذِنَ لك، وإلّا فارْجِعْ" .
وكذلك عن عبدالله بن بسر - رضي الله عنه- قال:" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : السلام عليكم".
رفع الحرج عن استقبال ضيوف
احيانا يكون اهل البيت غير مستعدين لاستقبال ضيوف لانشغالهم بأمور الحياة ، أو لظروف مرضية ، أو لغير ذلك من الاسباب ،أو حتى بلا سبب لذا نجد هذه الأحاديث وغيرها تحث المسلمين على الالتزام بأدب االإستئذان فلأهمية هذا الموضوع، وأثره على الأفراد أشارت الآيات الكريمة لبعض آدابه؛ قال تعالى: " فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ".
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- :" أفشوا السلام بينكم ". يجب على أهل البيت أن يردوا التحية بمثلها أو بأحسن منها؛ لقوله تعالى : " وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" .
ومما سبق يتضح لنا جواز عدم استقبال احد استدلالا بحديثأبي موسى الأشعريّ- رَضِيَ اللهُ عنه – قال : قال رسولُ الله صلىّ الله عليه وسلّم: " الإستئذان ثلاث، فإنْ أُذِنَ لك، وإلّا فارْجِعْ" ، فعلى المستئذن ان يطرق الباب ثلاثا او يضغط الجرس ثلاثا واذا لم يجد استجابة من اهل البيت حتى مع علمه بوجودهم ، هنا يأمرك الاسلام أن ترجع وتعود فى وقت أخر وهذا من خلق الاسلام .
الاستئذان عند الذهاب او الخروج
فحتى الإستئذان عند الذهاب فهو من إحدى الآداب؛ فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- رضي الله عنه -:" إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه". إن الإستئذان وجب- أيضاً- بين أفراد البيت الواحد لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : "عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم". إنّ فوائد الإستئذان لا تعد ولا تحصى فمن تربى عليه نال حظاً وافراً من الأدب والرقي، ولذلك يجدر بنا تعليم الأطفال هذه الآداب وغرسها بهم ؛قال تعالى :" وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق