السبت، 11 يونيو 2011

قضية للمناقشة : تعليم الجنس لاطفالنا بين الإباحة والأباحة

هل تعلم

الصحابية الجليلة عاتكة بنت زيد تزوجت اربعة من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم والاربعة ماتوا شهداء

وقبل ان نبدأ فالأباحة فى اللهجة المصرية تعنى قلة الحياء او العيب ولذلك سنلتقى اليوم مع موضوع جديد وقضية جديدة نطرحها للمناقشة وسنناقش قضية يسكت عنها أغلب المسلمون فسنناقش هذا الاسبوع قضية الجنس وتعليم الجنس لأبنائنا وبناتنا فهل تعليمهم الجنس عيب ام أنه اصبح مطلوبا فى هذا العصر ففتيات اليوم هم سيدات الغد وأولاد اليوم هم أباء الغد فهيا بنا نوسع مساحة الحرية وونناقش فى

قضية للمناقشة

Case Of The Week

كيف تكون أسرتنا سعيدة ؟

كثيرات هن السيدات ممن يعانين من أزمة "العلاقة الخاصة" مع أزواجهن، حيث يكون لديهن رفض داخلي ونفسي لما تربين عليه بأنه العيب والحرام والذي لا يصح أبدا وهو "الجنس"، وفجأة يتحول كل هذا العيب والحرام إلى حلال ويجب ممارسته في علاقة شرعية.. فيقفن أمامه مصدومات أو ملأى بالحياء الذي يتسبب لهن في كثير من المشاكل في بداية حياتهن الزوجية.

بعضهن يأتين إلى أزواجهن كارهات وممتعضات، وأخريات يرفضن الزواج من الأصل كرها في تلك العلاقة التي يصفنها غالبا بالعلاقة القذرة المشينة، واصفين الرجل أيضا بأنه كائن حيواني شهواني.

صدمات ومشكلات

ولأن الأصل في كل ذلك يرجع إلى طريقة التربية وطبيعة المعلومات المتاحة أو المنتزعة أحيانا من الأهل أو المشاعة بين الأصدقاء، لذا فحدث ولا حرج عن أخطاء وعقد مستمرة.

تحكي إحدى الأمهات في استشارة بعنوان: "طفلتي تريد أن تعرف عن الجنس.. وأنا مصدومة" قائلة: "ابنتي لديها 8 سنوات، عرفت عن موضوع "الجنس" عن طريق صاحباتها من المدرسة، وحاولت أن تعرف المزيد من الإنترنت، صدمت جدا بابنتي، الطفلة البريئة الرقيقة.. ربما لأنني شخصيا حساسة في مثل هذه المواضيع بالذات، بصراحة أنا لم أعرف ماذا أقول ولا ماذا أفعل، أعرف أنني السبب في لجوئها إلى الإنترنت وعدم مصارحتي، أخاف مما سيئول عليه هذا الأمر خصوصا أنني لست متأكدة ماذا أخبروها صديقاتها وإلى أي درجة وصل الحديث بينهن؟".

قلة المعلومات والمعرفة قد تؤدي أحيانا بعد اكتشافها بالصدفة إلى صدمة لدى الفتيات، فتقول إحداهن في استشارة بعنوان "أكره الجنس الخشن والأطفال.. حكاية مضطربة": "إننى أكره فكرة الزواج.. أكره أن هناك شيء بين الزوجين مشترك وأنه حتى يتزوج الرجل يجب أن يلمس الفتاة أو يقترب منها.. إلخ من الأمور التى تحدث والتى لم أعرفها إلا بعد أن تخرجت وفهمتها لوحدى دون أن تخبرنى أو تلمح لى بها والدتى.. فهذه الأمور هى بنظرى أمور حقيرة وقذرة جدا.. وأرى أن الرجل مخلوق تافه واهتمامه لا يعدو نوازعه الشهوانية وهو بنظرى أسوأ من الحيوان..المهم لا أتخيل أننى ممكن أن أكون عروس أو أن ألبس فستان أبيض وأزف لشخص ما.."

الحالة الثالثة هي عن "زوجة" تقول: "عمري 24 سنة ومتزوجة من ثلاث سنوات، أحب زوجي جدا وهو يحبني الحمد لله، المشكلة عندي أنا في العلاقة الخاصة.. فكثرة حيائي تمنعني من مشاركة زوجي، الأمر الذي جعله يتهمني بالتقصير".

ضحايا التربية

"لازلنا ضحايا لطريقة تربيتنا وتعاملنا كآباء فى مساحة الجنس فى حياتنا".. هكذا بدأت أميرة بدران -الأخصائية النفسية- حديثها عن السبب وراء مثل هذه المشكلات: "فأغلبنا تربى على أن الجنس مساحة "عيب"، وأن المرأة لا يجوز أن تعبر عن رغبتها مع زوجها، وأنها مجرد رد فعل له، وأن الحياء أمر مطلق فى تلك المساحة، حتى أننا لا نميز أحيانا بين ما هو حق لنا وما هو غير ذلك".

والأمر لا يقتصر على تربية الفتيات: "كذلك تربى الرجال على مفاهيم خاطئة مثل أن الجنس مطلب أكبر عند الرجل من المرأة، وأنه يحتاج للتنفيس عنه كلما زاد ضغطه، دون أن يتعلم أنه "ترمومتر" حقيقى للعلاقة العامة بين الزوجين، وأنها علاقة مشاعر يتم التعبير عنها بالجسد، لذا فهو لا يشعر بوجود أزمة؛ لأنه يمارس ما يعرفه كما عرفه من أصدقاء أو كتب غير علمية تفتقر للاحترام، أو من اجتهاده الشخصى.

وتضيف بدران قائلة: الأمر يحتاج لجهد عام فى تناول الجنس فى حياتنا وتربية أولادنا بنضج وفهم ووعى وعلم واحترام، وأكبر مشكلة نقابلها تكون في تقبل واستيعاب الآباء لفكرة التربية الجنسية من الأساس، والحقيقة أننا من جعلناها مشكلة وعقدناها، مما ترك آثارا سلبية نبحث عن الخلاص منها الآن.

"فالدور الوالدي غاية في الأهمية لأنه يحدد دون مبالغة "المستقبل الجنسي" لدى الابن أو الابنة، ولو نظرنا داخل الكواليس سنجد أن كل المشكلات الخاصة بالانحرافات أو الأزمات في العلاقات الجنسية بين الزوجين تعود لمفاهيم خاطئة ترسخت في أذهان الأبناء إما بالمفاهيم المباشرة التي تمارسها الأسرة، أو بتجاهلها، أو بإهمالها، فعلى الآباء أن يتستوعبوا أن التربوية الجنسية ليست جزءا منفصلا ولا حساسا شائكا أو حرجا".

وتستكمل بدران موضحة أن الله - سبحانه وتعالى - لم يجعل الحديث في القرآن العظيم عن الجماع أو ضوابطه أو شروط الطهارة أو غيره في جزء منفصل وخاص، ولكن كانت تأتي الآيات كجزء طبيعي من السياق العام في الكلام عن العلاقات ووضع ضوابطها وشروطها وغيره وكان يسبقها آيات عن الإيمان والتقوى وغيره، وكان النبي الذي وصف بأنه مثل العذراء في خدرها يعلم جيدا أن التربية الجنسية جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن سياق حياتنا الطبيعية، وكان يتناول الحديث فيها ببساطة شديدة ووضوح مع أهله أو مع السائلات من النساء، والأدلة كثيرة جدا على ذلك.

ويبقى: أن يتعلم الآباء أن الحديث عن التربية الجنسية يتوقف على طبيعة العلاقة السلسة التي تنعم بالحب والصداقة مع أولادهم، ويتطلب أن تجمع بين المعلومة العلمية الصحيحة، وخلفية للمجتمع بما يقبله ويرفضه، وبعد ديني ليرتبط بالحكمة من التشريع وخلق الوازع، وأن يكون هذا السياق في قالب من الود والتلقائية.

وإلى اللقاء مع مقال جديد

وإلى أن نلتقى لكم منى أطيب تحية

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 11 يونيو 2011م

*******************
سرتنا زيارتكم

جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®

عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2011

مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون

Tarek_Gizawy@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...