الأحد، 3 أكتوبر 2010

سلسلة من القصص القرآنى الرائع : قصة آل فرعون مع بنى إسرائيل

هل تعلم

عظام جميع الطيور مجوفة مما يساعدها على الطيران بخفة

*****************

نلتقى اليوم مع قصة جديدة قصص القرآن الكريم الرائعة ولقاء اليوم مع

قصة آل فرعون ويهود بنى اسرائيل

فما هي قصة هذا الفرعون المستبد ؟

وما اسباب تجبره على المصريين وبنى اسرائيل ؟

وما المغزى من سرد القصة فى القرآن الكريم وذكرها فى سورة غافر على هذا النحو ؟

فعن موقع القصة في القرآن الكريم: فقد ورد ذكر القصة فى سورة ابراهيم فى الآية 38-46 من سورة غافر

{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿38﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴿39﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿40﴾۞ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿41﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿42﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿43﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿44﴾ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:38-46]

وإذا جئنا إلى موضوع اليوم عن فرعون الحاكم المستبد حيث نجد أنه النموذج المثالى له يتمثل فى قصة فرعون التى وردت فى الكتب السماوية ووردت بقوة فى القرآن الكريم وتكررت 74 مرة فى 28 سورة من سور القرآن.

وهذا الحضور القوى المتكرر لقصة فرعون يشير إلى أن ما تمثله هذه القصة من استبداد يعتبر مرضاً عضالاً تحتاج البشرية لمواجهته, وهذا ما أيده التاريخ فى كل مراحله فلم يحدث أن عانى البشر من شئ مثل معاناتهم من الاستبداد بصوره ومستوياته المختلفة.

وفرعون أصبح علماً على الاستبداد وقائداً معلماً لكل المستبدين من بعده فقد {علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم. إنه كان من المفسدين} [القصص:4], فالمستبد مستعلٍ متكبر طاغٍ يستضعف من يشاء يذبح الذكور ويستحى النساء ويفسد فى الأرض.

وربما كان فى ذبحه للذكور دلالة نفسية خاصة فالمستبد يخشى الرجال (الذكور) ويتوجس منهم خيفة لذلك يحيط نفسه بمن يقبلون التخلى عن رجولتهم, فهو يقوم بخصاء أو قتل الذكور حتى لا ينافسه أحد منهم ولا يرفع رأسه أحد.

وإذا غاب الرجال المنافسون أصحاب الكرامة والشرف والعزة قام بعد ذلك باستباحة النساء والإفساد فى الأرض كما يحلو له. واستباحة النساء هنا تجمع فى طياتها كل انواع الملذات التي يحرص عليها المستبد, والإفساد من قتل ونهب وسرقة وتشريد وكذب… إلخ

وعلى الرغم من حذر المستبد(فرعون, أي فرعون) ويقظته وحرصه على التخلص من كل الرجال المنافسين أو المهددين لملكه إلا أن هذا الحذر لا يمنع نفاذ مشيئة الله فى انهيار ملكه وتمكين أولئك الذين استضعفهم وأذلهم:{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين, ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}[القصص:6,5] .

وفرعون وجنوده كأي مستبد يستخدم التعذيب ليرهب الناس {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب} [البقرة :49]، وفرعون يجلب على قومه الشح والفقر{ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات} [الأعراف: 130].

وفرعون يبنى مجداً زائفاً قضت مشيئة الله أن يدمر{ ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} [الأعراف:137].

وفرعون وحاشيته لا يؤمنون بآيات الله حتى وإن تظاهروا بالإيمان وتوشحوا بالدين {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله} [الأنفال: 52] ولسان حالهم يفضحهم فأفعالهم توحي بتكذيب آيات الله {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم} [الأنفال:54]. ومصير فرعون وأعوانه الهلاك {فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون}[الأنفال:54].

وفرعون لا يتورع عن استخدام كل الوسائل للدعاية لنفسه وتزيين صورته فلكل فرعون سحرة (إعلاميون) يمارسون تزييف وعى الناس وإبهارهم بالصورة أو بالكلمة أو بالفعل{وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم} [يونس:79].

وفرعون يحرص على تخويف الناس وفتنهم {على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم} [يونس:83]. وفرعون يستعلى دائما فى الأرض ويتسم بالإسراف والطغيان وتجاوز كل الحدود {وإن فرعون لعالٍ فى الأرض وإنه لمن المسرفين} (يونس:83).

وفرعون يحرص على التحلى بمظاهر الزينة والفخامة ليحيط نفسه بهالات الملك والعز ليبهر بها أعين الناس ويحرص على امتلاك المال ليضمن به النفوذ والقدرة ويستخدمه فى شراء الذمم {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً} [يونس:88].

وفرعون لا يهدأ ولا ينام بل يتتبع أعداءه أينما ذهبوا بعيونه وببطشه {وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده} [يونس:90]. وفرعون يفتقد للرأي الرشيد {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}(هود:97).

وفرعون لا يتردد أن يلصق التهم بمعارضيه لينفر الناس منهم {فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً}(الاسراء: من الآية101). وفرعون طاغ ومتجبر ومتجاوز كل الحدود فى الظلم{ اذهب إلى فرعون إنه طغى}[طه:24]. وفرعون لا يكف عن المكر والتدبير وحشد كل إمكاناته للدفاع عن ملكه والاستعراض لقوته لإرهاب معارضيه {فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى}[طه:60].

وفرعون ينحرف بقومه عن الجادة ويضلهم عن سواء السبيل {وأضل فرعون قومه وما هدى}[طه:79]. وفرعون وأعوانه لا يكفون عن ظلم الناس لدرجة أن الظلم أصبح أحد صفاتهم المشهورة {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} (الشعراء:10و11). وفرعون يتنكر لوجود رب العالمين لأن طغيانه جعله يعتقد أنه أعلى قوة فى الأرض {قال فرعون وما رب العالمين} [الشعراء:23].

وفرعون يشترى كل شئ بالمال {فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجر إن كنا نحن الغالبين} [الشعراء41]. وفرعون يوهم أتباعه أن له أسرار ومعجزات وقدرات هائلة{فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} (الشعراء:44). وفرعون يتسم بالفسق والخروج عن طريق الحق {إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}(النمل: من الآية12).

إن فرعون وهامان وجنودهما {الطاغية المتكبر والسياسي الوصولي وقوتهما العسكرية الباطشة} يمثلون ثالوثاً شيطانياً {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}(القصص: من الآية8)
وفرعون لا يتورع عن إعلان ألوهيته بشكل مباشر أو غير مباشر {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (القصص:38).

ويتشكل ثالوث شيطاني آخر من فرعون (الطاغية المستبد) وهامان (السياسي الوصولي الداهية) وقارون (صاحب رأس المال الجشع) يقول تعالى:{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}(العنكبوت:39).

وفرعون لا يتورع عن قتل معارضيه (تصفيتهم جسدياً أو معنوياً) أو محاولة قتلهم ظناً منه أن ذلك سوف يحل المشكلة{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:26) وفرعون يحرص على حجب الرؤية والمعرفة والحقيقة عن شعبه حتى ينفرد وحده ببرمجة عقولهم وتزييف وعيهم {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر: من الآية29).

ويظن فرعون أنه قادر على كل شئ, ويخدعه وزيره هامان ويوحى له بأن كل شئ ممكن وأن كل شئ رهن إشارته {وقال فرعون يا هامان أبن لى صرحاً لعلى أبلغ الأسباب}[غافر: 36].
وفرعون من كثرة ما مارس الكذب والخداع يقع هو فى نفسه فى شرك ا لأوهام فيصدقها ويعانى هو نفسه من تزييف الوعي {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}(غافر: من الآية37).

وفرعون لا يصل إلى شئ فى النهاية, فقد انهار كل فرعون على مدى التاريخ وما كيد فرعون إلا فى تباب،{فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب} [غافر: 45].

وفرعون لا يلقى جزاءه فى الدنيا فقط بل ينتظره عذاب شديد فى الآخرة, ليس هو وحده بل كل من انتسب إليه أو عمل معه{ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} (غافر:46). ودخول فرعون وأعوانه أشد العذاب يدل على فداحة جريمة الاستبداد وما تفرع عنها من جرائم.

وفرعون مغتر بملكه ويظن أنه دائم وأنه يحميه {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51).
وفرعون وأعوانه في كل العصور لا يعتبرون بما يصلهم من رسائل إنذار فيتجاهلونها رسالة وراء أخرى حتى يلقون المصير المحتوم{ ولقد جاء آل فرعون النذر• كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} [القمر: 42.41].

قال الله تعالى : { أَدخِلوا ءال فرعون أشد العذاب } لأن ءال فرعون ظلموا بالكفر الذي كفروه يعبدون فرعون صدقوه في قوله { أنا ربكم الأعلى } ثم في ظلم العباد ظلموا بني إسرائيل الذين كانوا مسلمين قوم يوسف عليه السلام إخوة يوسف لما جاءوا إلى مصر سكنوا هناك لأن يوسف هو صار الملك ، صار رئيس البلاد ، حاكم البلاد ، سكنوا هناك وتوالدوا فكثر عددهم حتى جاء زمان فرعون ، هذا فرعون استَذَلَّهم إلى أن وصل إلى أنه كان إذا ولدت المرأة ذكرا يقتله وإن ولدت أنثى يقول هذه اتركوها للخدمة ، هؤلاء ءال فرعون الله تعالى قال عنهم : { أَدخلوا ءال فرعون أشد العذاب } يأمر ملائكة العذاب بأن يُدخلوا ءال فرعون ، أي أتباعه الذين كانوا على هذا الفساد ، معه أشد العذاب .

وإلى اللقاء يوم الاحد القادم مع حلقة جديدة

وإلى أن نلتقى لكم اطيب المنى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الأحد 03 اكتوبر 2010 ميلادية

*******************

سرتنا زيارتكم

مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون

Tarek_Gizawy@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...