الخميس، 20 مايو 2010

خبر ورؤية : دور الاكاذيب والشائعات فى افساد العلاقة بين الدول

هل تعلم

اكسوم والمغرب الاوسط اسمان اطلقا على الجزائر قديما

**********

استمرار لقضية هذا الاسبوع المطروحة للمناقشة وفى زاوية " خبر ورؤية " استوقفنى هذا الخبر عن العلاقة بين مصر والجزائر حيث ادعت صحيفة محلية فى الاخيرة ان احد المسئولين المصريين تجسس لصالح امريكا على منشأت حيوية جزائرية وجاء الخبر التالى فى موقع محيط

الأخضر الإبراهيمى يبريء مصر ويفضح صحيفة جزائرية

محيط - جهان مصطفى

الأخضر الإبراهيمي وعمرو موسى

في تأكيد جديد على أن هناك من يتلاعب بعلاقات مصر والجزائر ، خرج المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الجزائرى الأسبق الأخضر الإبراهيمى يوم السبت الموافق 8 مايو / أيار بتصريحات جريئة انتقد خلالها بشدة ما نشرته صحيفة "النهار الجديد " الجزائرية مؤخرا حول قيام مصر عام 1991 بالتعاون مع الأمريكيين بالتجسس على البرنامج النووي الجزائري .

وفى تصريح للصحفيين عقب اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مقر الجامعة بالقاهرة ، أضاف الإبراهيمى قائلا :" لا أعتقد أن ماقالته صحيفة جزائرية واحدة يمثل رأى المواطن الجزائرى" ، واصفا المزاعم السابقة بأنها "تجن" ضد مصر وموسى .

وأكد أن علاقة موسى بالجزائر على أفضل حال , قائلا : "نحن نعرف عمرو موسى منذ أن كان وزيرا لخارجية مصر وأمينا للجامعة العربية والعلاقة الشخصية لموسى مع الجزائر كانت هايلة ولاتزال".

وردا على سؤال حول رؤيته لما يقال بشأن وجود دوائر تريد الوقيعة بين مصر والجزائر , قال الإبراهيمى :" لا أريد التعليق على هذا الموضوع فأنا بعيد عنه , لكن من المؤسف جدا أن التاريخ الطويل بين مصر والجزائر يتعرض للتلاعب من قبل أية جهة" .

التصريحات السابقة تحمل دلالات بالغة فهي لم تؤكد فقط براءة مصر وموسى من اتهامات التجسس على البرنامج النووي الجزائري وإنما لفتت الانتباه للحقيقة التي تجاهلها البعض إبان احتدام الأزمة الكروية بين مصر والجزائر وهي أنه هناك من يتلاعب بعلاقات البلدين وأن بعض وسائل الإعلام غير المسئولة فيهما تشارك بتلك المؤامرة سواء عن قصد أو غير قصد .

ويبدو أن تأكيد الإبراهيمي أن ماقالته الصحيفة الجزائرية لا يمثل رأى المواطن الجزائرى يجدد التساؤلات التي تنتظر إجابة من صحيفة "النهار الجديد" وهي : لماذا انفردت بنشر الوثيقة الأمريكية التي تزعم تجسس مصر على الجزائر ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد ؟ ".

مزاعم التجسس

الوثيقة المزعومة

وكانت صحيفة "النهار الجديد" الجزائرية ادعت في تقرير نشرته في 3 مايو / أيار على النسخة الإنجليزية لموقعها الإلكتروني حصولها على وثيقة استخباراتية أمريكية سرية تكشف تورط القاهرة في التجسس على مفاعل "عين وسارة" في جنوب الجزائر لصالح الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن الوثيقة تشير إلى أن الحكومة المصرية تواطأت مع الولايات المتحدة في بداية التسعينات للتجسس على المفاعل النووي الجزائري في منطقة عين وسارة .

وتابعت أن وزير خارجية مصر في هذا الوقت الذي لم تحدد اسمه كان التقى المسئول الأمريكي ريتشارد آلن كلارك خلال زيارته للقاهرة في شهر أيار/ مايو 1991 ، حيث تطرقت المحادثات إلى قضية المفاعل النووي الجزائري في عين وسارة بولاية الجلفة ، مشيرة إلى أن كلارك الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بالشئون السياسية والعسكرية طلب من الوزير المصري تزويد بلاده بمعلومات حول المفاعل الجزائري قيد الإنشاء وما أشارت إليه في ذلك الحين تقارير صحفية حول بناء المفاعل النووي الجزائري بمساعدة من الصين.

وأشارت إلى أن هذا الطلب جاء في وثيقة حملت توقيع ”سري جدا” وأرسلتها السفارة الأمريكية بالقاهرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية بشأن مضمون زيارة الوفد الأمريكي للقاهرة ، قائلة :" المفاجأة في الوثيقة أن الوزير المصري عبر عن تفهمه للقلق الأمريكي قبل أن يقدم وعدا للمسئول الأمريكي بدراسة الطلب ".

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن الصحيفة نشرت أيضا صورة للوثيقة المزعومة وعلقت عليها بالقول : " تكشف طريقة التعاطي المصرية مع الطلب الأمريكي بتزويد واشنطن بمعلومات حول البرنامج النووي الجزائري ومفاعل عين وسارة من خلال تقديم الوعود بدراسة الطلب بل إن مجرد قبول مناقشة الأمر يعد رغبة وقبول من جانب سلطات مصر للتعامل الاستخباراتي مع واشنطن على حساب الجزائر، حيث أن الأعراف الدبلوماسية المعمول بها في هذا الجانب خصوصا مع الدول الشقيقة تقتضي بعدم التدخل في أي شأن داخلي لدولة شقيقة خاصة إن كان الأمر يتعلق بشأن سيادي مثل شئون الدفاع".

تصريحات موسى

ورغم أن الصحيفة لم تذكر اسم وزير الخارجية المصري الذي تضمنته الوثيقة المزعومة ، إلا أن هناك من رجح احتمال أن يكون الدكتور عصمت عبد المجيد أو عمرو موسى ، وسرعان ما تأكد أن المقصود هو الأخير حيث خرج على وسائل الإعلام ليفضح المزاعم السابقة .

ففي 5 مايو / أيار ، نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى صحة ما نشرته جريدة جزائرية حول تسريبه معلومات عن المفاعل النووي الجزائري بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ، قائلا :" إن ما ادعته الجريدة آراء مسمومة".

وخلال مؤتمر صحفي عقده بالجامعة العربية ، أضاف موسى قائلا :" إن هناك التباسا حول هذا الموضوع " ، لافتا إلى أن هناك نوايا متوجهة إلى إيقاظ الوقيعة بين مصر والجزائر كلما هدأت.

وطالب موسى بقطع يد كل من يحاول من أي جهة الوقيعة مرة أخرى بين البلدين ، قائلا :" لا يمكن أن يكون هناك وزيرا مصريا أثناء رئاسة وزارة الخارجية المصرية سواء كنت أنا أو من جاء قبلي أو بعدى يمكن أن يكون ضالعا في أي ضرر يمس بأي دولة عربية" .

وأضاف أن التاريخ الذي يدعون فيه بتسريب المعلومات كان اليوم الثاني لتوليه مهام وزارة الخارجية المصرية وليس من المعقول أن يناقش ملفا بهذه الخطورة كما أنه ظل أسبوعين مشغولا بمهام مراسمية تتعلق بتولي المنصب.

ويبدو أن تصريحات موسى لم تكن تنبع من فراغ فهو لم يكن يحظى بأي قبول من جانب إسرائيل وأمريكا حينما كان وزير خارجية مصر بسبب هجومه المتواصل ضد سياسات تل أبيب ، هذا بالإضافة إلى أن الجزائر ما كانت لتلتزم الصمت تجاه اختيار موسى فيما بعد أمينا عاما للجامعة العربية في حال ساورتها أية شكوك تجاهه .

وهناك أمر آخر هام وهو أن الوثيقة المزعومة السابقة لم يتحدث عنها أي مسئول جزائري إبان الاقتراح الذي قدمته الجزائر للقمم العربية الأخيرة حول تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية .

تاريخ نضالي

الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر

وتبقى حقيقة لا يستطيع أحد أن يتجاهلها وهي أنه لا يمكن أن يقع أي مسئول مصري في ارتكاب مثل هذا الأمر في ضوء التاريخ النضالي الذي يربط علاقات البلدين والذي سيظل دوما فخرا للعرب جميعا .

فمعروف للقاصي والداني دور الشعب المصري في ثورة نوفمبر المظفرة في الجزائر ودور الشعب الجزائري في حرب أكتوبر المجيدة والقواسم المشتركة بين البلدين والتي تشكل مناعة كبيرة أمام محاولات إحداث الوقيعة بينهما .

وكانت مصر قامت في الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر في المؤتمرات الدولية ، حيث أعلن عن بدء الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي من القاهرة عام 1954 وقدمت حكومة ثورة يوليو بقيادة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر دعماً كبيراً لها سياسيا وإعلاميا وعسكريا ، بل وتعرضت مصر بسبب مواقفها المساندة للثورة الجزائرية لعدة أخطار كان من أبرزها العدوان الثلاثي عام 1956 الذي شاركت فيه فرنسا بجانب بريطانيا وإسرائيل انتقاما من مصر لدعمها جبهة التحرير الوطني الجزائري ، كما قامت فرنسا ببناء القوة الجوية لإسرائيل و تزويدها بالقدرات النووية انتقاما من مصر .

وتؤكد الوثائق التاريخية أنه عندما تولت مصر مهمة دعم الثورة الجزائرية وهى مهمة بدأت تقريبا فور انطلاق ثورة الجزائر في مطلع نوفمبر / تشرين الثاني 1954 وكان عمر الثورة المصرية حينها 27 شهرا كان أحد أهم أشكال هذا الدعم مد الثوار الجزائريين بالسلاح .

وبالنظر إلى أن الجزائر كانت بعيدة جغرافيا عن حدود مصر ، فقررت مصر حينها تزويدها بالسلاح عبر تونس والمغرب ، حيث كانت الدولتان نالتا الاستقلال عن فرنسا .

وما يؤكد حجم التضحية التي قدمتها مصر في هذا الوقت هو ما كشفته وثائق العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والتي جاء فيها أن الدافع الفرنسي للمشاركة فيه كان بهدف القضاء على مصر الثورة لوقف أهم مصدر لتسليح الثورة الجزائرية أكثر من الانتقام لقيام مصر بتأميم قناة السويس بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر .

ووفقا لتلك الوثائق ، فإن هدف فرنسا وقتها كان إطاحة عبد الناصر للتخلص كليا من مصر الثورة ومن دورها في دعم الثورة الجزائرية ليس فقط بالسلاح بل بأوسع حرب إعلامية عرفها العرب في هذا الوقت ضد الاستعمار الفرنسي .

ويجب الإشارة هنا إلى أن العدوان الثلاثي لم يؤثر على موقف مصر ، واستمرت في تزويد الثورة الجزائرية بالسلاح لسنوات بعد ذلك حتى نالت الجزائر استقلالها في أول يوليو 1962 ، وقبلها نجحت مصر في استصدار قرار من الأمم المتحدة عام 1960 يعترف بحق الجزائر في الاستقلال عن فرنسا .

وبجانب الدعم العسكري والسياسي ، فإن الدعم الإعلامي والثقافي والفني لم يقل أهمية ، فالنشيد الوطني الجزائري كان من تلحين الموسيقار المصري الراحل محمد فوزي ، كما تغنى بانتصار الثورة الجزائرية ومجدها شعراء مصر وفنانيها وهناك أغنية مشهورة للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ في هذا الصدد بعنوان "الجزائر" .

الجزائر لم تنس تلك المواقف ، حيث أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكثر من مرة أن موقف مصر الداعم للثورة الجزائرية التي انطلقت في 1 نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي ودامت 8 سنوات و استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري كان حاسماً في نجاحها وهو ما جعل مصر تدفع ثمن هذا الموقف بالعدوان الثلاثي علي أراضيها .

مواقف بومدين

وفي حرب أكتوبر ، ظهر جليا تقدير الجزائر لدعم مصر لثورتها وحرب تحريرها من 1954 إلى 1962 ، وكانت الجزائر من أوائل الدول العربية التى ساعدت مصر فى تلك الحرب وشاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية والذي ضم أكثر من 3 آلاف جندى وضابط وعشرات الدبابات والمدافع وأسراب الطائرات ، بل وذهب الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين إلى الاتحاد السوفيتى السابق لشراء طائرات وأسلحة لمصر وعندما طلب السوفييت مبالغ ضخمة أعطاهم بومدين شيكا فارغا وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه .

وفي مذكراته عن حرب أكتوبر، كشف الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في تلك الفترة أن دور الجزائر في حرب أكتوبر كان أساسيا وقد عاش بومدين ومعه كل الشعب الجزائري تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلا في الميدان إلى جانب الجندي المصري . - شاركت جميع الدول العربية تقريبا في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال .

وأضاف الشاذلي " اتصل بومدين بالسادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها وهو ما جعل بومدين يطير إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري ".

ووفقا للشاذلي ، فإن بومدين هدد حينها القيادة السوفيتية قائلا : "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه إن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وإنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم من طرف الإمبريالية الأمريكية، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر" .

وأكد الشاذلي أن الجزائر تعتبر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 وكانت إسهاماتها كالتالى : 96 دبابة ، 32 آلية مجنزرة ، 12 مدفع ميدان ، 16 مدفع مضاد للطيران الجوي ، سرب من طائرات ميج 21 سربان من طائرات ميج 17 ، سرب من طائرات سوخوي وبلغ مجموع الطائرات حوالي 50 طائرة ، أما التعداد البشري فقد بلغ 2115 جنديا و812 ضابط صف و192 ضابط العتاد.

أيضا فإنه نقل عن الرئيس المصري الراحل أنور السادات القول حينئذ إن العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس الجزائري هواري بومدين كان لهما دورا كبيرا في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر.

والخلاصة أن علاقات مصر والجزائر أكبر من مباراة كرة قدم ولن تستطيع إسرائيل أو بعض وسائل الإعلام غير المسئولة تعكيرها أو النيل منها .

رؤيتى للخبر

لم يذكر الخبر بالمرة من هى الجهات التى تحاول وتصر على افساد العلاقة بين مصر والجزائر ؟

ياترى حد يقدر يدلنا عليه

ودمتم جميعا بخير

محاسب/طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الخميس 20 مايو 2010

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...