الثلاثاء، 18 مايو 2010

قواعد ذهبية لكيفية التعامل مع الاطفال المصابين بداء الكذب

هل تعلم

ولد العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز فى دولة الكويت

*****************

بعد أن وضحنا الفرق بين الصدق والكذب ووضحنا أسباب الاهتمام بالمشكلة ووضحنا أنواع هذه الظاهرة، نجد أن النوع الواحد لا يظهر غالباً قائماً بذاته، فالخبر الكاذب قد يؤدي وظيفة وقائية عنادية في الوقت نفسه. نلاحظ كذلك أنه لا ترسل للعيادة في الغالب حالة تكون الشكوى فيها من الكذب وحده.


ان هناك بعض القواعد العامة في التعامل مع هؤلاء الفئة من الناس وخاصة الصغار منهم، لأنهم في الغالب هم الذين يكثرون من هذه العادة السيئة والمشكلة التي يجب حلها والقضاء عليها وهي في مهدها.

فالقاعدة الأولى للآباء والمربين هي :

أن يتبينوا إذا ما كذب الطفل بأن كان كذبه نادراً أم متكرراً وإن كان التكرار فما نوعه؟ وما الدافع إليه؟

وأن يحجموا عن علاج الكذب في ذاته بالضرب أو السخرية أو التشهير أو غير ذلك وإنما يعالجون الدوافع الأساسية التي دفعت إليه.

ويغلب أن يكون العامل المهم في تكوينها هو بيئة الطفل كالوالدين أو المدرسين أو أصحاب السلطة على وجه العموم. ويجب كذلك أن نتجنب الظروف التي تشجع على الكذب. فمثلاً إذا كان لدينا طالب نعهد فيه هذه الخصلة فلا نجعله المصدر الوحيد للشهادة في حادثة ما لأن هذا يعطيه فرصة الانطلاق في عادة الكذب وتثبيتها بالتكرار والتمرن، وزيادة على ذلك فلا يصح أن يعطى الكاذب فرصة الافلات بكذبة دون أن نكشفه، لأن النجاح في الافلات بالكذب له لذة خاصة تشجع على تثبيته واقترافه مرة أخرى بل تشجع أيضاً على الاسترسال في سلسلة من الأكاذيب المقصورة التي تصدر عن نفس هادئة مطمئنة.

وإن أردت ألا يفلت الكاذب بكذبه فسلح نفسك أولاً بالأدلة القاطعة ولا تلصق به التهمة وإن كنت تشك به لمجرد أنه تعثر في حديثه مثلاً، أو ظهرت عليه علامات أخرى كالاضطراب في أثناء مناقشته.

احذر من الظهور بمظهر الشك فى حديث من اعتدت كذبه

وعليك أن تأخذ أقواله بشيء من الثقة والتقدير وحاذر أن تظهر أمامه بمظهر الشك أو التردد سواء في حديثك أو حركاتك. يلاحظ كذلك أنه لا يجوز في الأحوال العادية إيقاع العقوبة على الطفل بعد اعترافه بذنبه، فالاعتراف له قدسيته واحترامه.

ومن شأن إيقاع العقاب على الطفل بعد أن نحمله على القول الصادق والاعتراف أن يقلل من قيمة الصدق ومكانته في نظر الطفل الذي يعترف بذنبه يمكن إصلاحه وأما مَن يصر على الانكار فلا يجوز أن نبدأ باستجوابه لأن هذا نتيجته الاسترسال في الكذب والتفنن فيه.

ضرورة أن يحل التفاهم مقام القانون

ومما يجب على الآباء والمربين تذكره باستمرار أن الطفل لا يسر بما عنده من أسرار إلا لأصدقائه. وأما الأب والمدرس فانه يخاطبهم عادة بشيء من الحرص والخوف. فالاعتراف والصدق والصراحة كلها امتيازات خاصة لا يحبوها ولا يقولها إلا لأصدقائه فيجب أن يحل التفاهم والأخذ والعطاء مقام القانون والعطف والمحبة محل السلطة والشدة، وأن نحجم عن العقوبات التي لا تتناسب مع الذنوب وألا توقع بعضها إلا إذا أدرك الطفل ادراكاً تاماً أنه أذنب، وإذا اقتنع بأنه يستحق العقاب فالعقوبات التي تجري على غير هذا المنوال تهد الأغراض التي ترمي إليها، فهي تفقد الطفل توازنه وشعوره بأمنه وسلامته في بيئته التي يعيش فيها وتدفعه إلى تغليف نفسه بغلفة الكذب والغش لوقاية نفسه ممن يعاقبوه.

وإذا كان الأطفال يكذبون كما قلنا في أحيان كثيرة لتغطية نقص يشعرون به فعلينا أن نكثر لهم من الرحلات والهوايات فكل هذه تعطي الطفل نواحي حقيقية يظهر فيها ويتحدث عنها، وعدم الإكثار من مشاهدة الأشرطة الخيالية والخرافية وإنما الاستزادة من القصص المفيدة والواقعية يضاف إلى ذلك وجود انصاف الكبار المحيطين بالطفل بالصدق بأنواعه فلا غش ولا كذب ولا تجسس ولا اختلاق أعذار ولا تفادي للمواقف.

وكذلك يتحتم وجوب احترام الصادق وتقديره مع مراعاتنا للعوامل التي تشجع الطفل على الكذب ومحاولة تلاشيها وإبعادها وخاصة في المدرسة حين يجتمع مع رفاقه وأصدقائه، وكذلك غضب المدرس وصراخه بالطفل مما يدفع الطفل لتغطية خطئه بالكذب، وكذلك الواجبات المدرسية التي تعطي جزافاً للطفل، فكل مدرس يعطي في العادة التلميذ واجباً بصرف النظر عما أعطاه إياه المدرس الآخر فيذهب التلميذ إلى منزله بعد يوم مدرسي طويل بكمية من العمل لابد له من إنجازها في الجزء الصغير الباقي من النهار فيضطر التلميذ إلى طلب مساعدة شخص آخر ثم يقدم ما أنجز في اليوم التالي على أنه من عمله الخاص. وتبالغ بعض المدارس وحتى رياض الأطفال أحياناً في كمية ما يعطى للأطفال من واجبات. وعامل آخر هو عدم تناسب العمل الذي يكلف به الطفل مع مقدرته مما يضطره إلى استعمال حيل التخلص من الظهور بمظهر العجز وكذلك عدم تناسب البيئة مع مستوى الطفل كوجود طفل فقير في وسط غني، أو طفل غبي في وسط أذكياء ومن العوامل المهمة التي تدفع المدرسين لدفع التلاميذ لعمل ما لا يلائمهم من حيث الكم أو الكيف أو ضغط الامتحانات وما اكتسبه من قوة.

ومن أخطاء المدارس أحياناً عرض بعض الأعمال في المعارض على أنها من أعمال التلاميذ وتبرير ذلك، بأن جزءاً منها من أعمال التلاميذ. ويكون الواقع أن ما قام به التلاميذ من التفاهة بحيث لا يبرر عرضه على أنه من عملهم. والتلاميذ يشعرون عادة في قرارة أنفسهم بهذا ويتعودون الكذب والتساهل فيه في صميم نشاطهم المدرسي وذلك، عن طريق المثال والممارسة الذاتية.

خلاصة القول

ويخلص إلى القول أنه إذا نشأ الطفل في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان الأبوان والمدرسون لا يتجنبون بعض المواقف بأعذار واهية كعادة التغيب والمرض، وبعبارة أخرى إذا نشأ الطفل في بيئة شعارها الصدق قولاً وعملاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله. وهذا إذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح واسترشاد بتوجيه معقول. إذا توافر هذا كله فإن الطفل لا يلجأ إلى التعويض عن نقص أو الانتقام من ظلم أو غير ذلك من الاتجاهات التي تجد في أنواع الكذب صوراً مناسبة للتعبير عن نفسها.

وإلى اللقاء مع مقال جديد حول

" كيفية معالجة ظاهرة الكذب عند الاطفال "

ولكم أرق تحياتى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الثلاثاء 18 مايو 2010

ليست هناك تعليقات:

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...