هل تعلم
أن سرطان الرمل الأسترالي يتنفس من خلال أرجله عندما ينتقل على أرض جافة
فعلى خلفية ماحدث من فترة فى السودان من قبض وتشهير وجلد لبعض البنات والسيدات اثناء وجودهن فى مكان عام هناك وبغض النظر عن السبب الذى قبضوا عليه وحوكموا بسببه إلا أننى أرى ان هذا الامر اضر بالاسلام اكثر مما افاد فدعونا نستكمل قضية الاتيكيت والدبلوماسية فى الحضارة الاسلامية ونقدم حلقة هذه السلسلة وهى بعنوان
بروتوكول الملابس والزى فى العصر الاسلامى
مقارنة بالعصر الحديث
أولا بروتوكول الملابس فى الإسلام
يعكس اسلوب ارتداء الملابس ونوعها ليس فقط البيئة والمجتمع الذى ينتمى إليه الفرد ، بل وايضا الحضارة التى ينتمى إليها حيث يحرص البعض على الظهور بملابسه الوطنية فى المناسبات المختلفة ، خاصة إذا كان يعيش فى بيئة أجنبية ، كما يتأثر اختيار الملابس بالموضة وظروف العصر ومن هنا كانت الملابس من أكثر الجوانب جدلا وحساسية فى البروتوكول الإسلامى
فبالنسبة لملابس الرجال ليس ثمة فرق كبير واختلاف بين القواعد الإسلامية وما يجرى عليه العرف الحديث فالهدف ستر العورة أما نوعية الملابس وشكلها فيتخلف باختلاف المجتمعات أما بالنسبة لملابس السيدات فالفروق واضحة على نحو ماسيرد فيما بعد
ترك الاسلام لكل فرد ان يرتدى مايناسب بيئته وعادات مجتمعه وتقاليدها فملابس المسلم فى الاسكيمو تختلف عن ملابسه فى نيجيريا وتلك تختلف عن ملابس المسلم فى الخليج العربى وحدد الاسلام ووضع قواعد عامة وترك التفاصيل لظروف الزمان والمكان والمناسبة
قواعد عامة لبروتوكول الملابس فى الاسلام
القاعدة الأولى : سترالعورة وتختلف العورة : تختلف العورة الرجل عن عورة المرأة فعورة الرجل من السرة إلى الركبة اما عورة المرأة فكل جسدها عدا قدميها وكفيها ووجهها فيقول الله تعالى يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أنه يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما سورة الاحزاب الاية 59 ، ويقول جل شأنه وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها ، وليضربن بخمرهن |…… الاية 21 من سورة النور ويوضح الاسلام العورة الواجب سترها ويحدد نوع المسموح لهم برؤية زينة النساء وهم المحارم بوجه عام أو الذين ليس لهم إحساس جنسى وينهى كذلك المرأة عن التبرج
القاعد الثانية : إن الاسلام دعا للزينة لذا قال تعالى يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لايحب المسرفين ، قل من حرم زينة الله التى اخرج لعباده والطيبات من الرزق سورة الاعراف الاية 21 وفى هاتين الايتين يقرر الاسلام حق الانسان فى الاكل والشرب واللباس والزينة والطيبات من الرزق بحسب الناموس الذى يستقيم معه شأن كل فرد أو جماعة
القاعدة الثالثة : الحض الدائم على النظافة ، ولهذا السبب فرض الوضوء على المسلم فى الصلاة وفرض الغسل من الجنابة كما حض الاسلام على التطيب والاكتحال وارتداء الملابس الجميلة النظيفة مع مع الذهب والحرير على الرجال وترك ذلك للنساء تحقيقا للاناقة والجاذبية مع تقييد زينة النساء وقصرها على الزواج وليس عامة الناس منعا للفتنة المنهى عنها شرعا
والقواعد الثلاث السابقة كان الاسلام حريصا فيها على التوازن والاعتدال فى الامور كلها فالعورة مطلوب سترها دون زيادة او مبالغة ودون تفريط او تقصير وكذلك بالنسبة لزينة النساء
ولو نظرنا لما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم نجده كان يحتفظ بمرآة ومشط من العاج ومكحلة ومقراض وسواك ، وكان احب الملابس إليه القميص وخاصة عندما يكون داخل بيته بين أهله ويحب ارتداء الحبرة عندما يكون بين اصحابه وكلاهما كان يناسب جسده الشريف والحبرة رداء يصنع من القطن القطن مزين وقد احبها النبى صلى الله عليه وسلم للينها وانسجام صنعتها ، وكذلك الشأن بالنسبة للقميص واحبه النبى لانها كما أنها استر للبدن واخف عليه وهو من القطن او الكتان وليس من الصوف والملابس القطنية عادة لاتؤذى البدن ولاتعرقه وهو يحول دون ان يتأذى بريح عرقه المصاحب له كما احب النبى من الالوان الابيض وان كان مع هذا لبس الاخضر والمخطط باخضر وكذلك المخطط بأحمر مع حرصه صلى الله عليه وسلم على لبس الملابس اللينة الجميلة إلا أنه فى اغلب اوقاته كان يميل لارتداء الملابس الخشنة اظهارا للورع ومجاملة للفقراء الذين لايجدون الملابس الغالي .
ومايهمنا ابرازه لموقف الاسلام من اللباس انه يحض على الملابس الجميلة والنظيفة فجمال الهيئة محمود اذا كان القصد منه الاستعانة على طاعة الله والتحدث بنعمه سبحانه ويكون مذموما اذا كان القصد منه الاستعلاء والخيلاء اما بالنسبة للحذاء فيدعو الاسلام للبدء باليمين عند اللبس واليسار عند الخلع
وباختصار يمكن الاشارة الى عدة حقائق ضرورية فى هذا الزمان
الحقيقة الاولى : اللباس او الزى ظاهرة حضارية اى ترتبط بحضارة كل مجتمع وظروفه فضلا عن طبيعة الوقت والمناخ والظروف الاجتماعية ، وعليه فلا يوجد لباس موحد للمسلمين سواءا رجالا او نساءا لان ذلك يعارض طبيع المرونة والعالمية والواقعية التى جاء بها الاسلام واستندت اليها مبادئه الاساسية وهى اقرارها الى العوب المفتوحة على ماهم عليه من عادات وتقاليد مالم تخلف عن جوهر الاسلام ومبدأ التوحيد بالله عز وجل
الحقيقة الثانية : إن أى زى مقبول فى الاسلام طالما يراعى قواعده الاصلية فى ستر العورة دون مبالغ تؤدى الى اظهر المسلم كشخص شاذ اجتماعيا فى سلوكه ومظهره
الحقيقة الثالثة : ان مانتشر فى هذه الايام من انه زى اسلامى ليس صحيحا لانه لايوجد فى الاسلام زى موحد محدد حيث ان هذا الزى لم يظهر الى فى السنوات الاخيرة فلبسا العرب فى صدر الاسلام يختلف عن لباسهم فى عصور الفتوحات الاسلامية فاى هذه الازياء يمكن ان نطلق عليه الزى الاسلامى وما موقف الشعوب والاجيال التى ترتدى الزى المناسب لها فى العصور الماضية فالزى المدعو بالاسلامى حاليا اقرب مايكون للزى الفرعونى المصرى القديم ويمكن مشاهد ذلك فى الصور المنتشرة للفراعنة المصريين وهو ما يستغله مروجى هذه البدعة مستغلين الجانب الروحى النفسى لدى المسلم وجه عقيدته ودينه
ثانيا بروتوكول الملابس فى العصر الحديث
من الضرورى ان يراعى المرء ارتداء الزى المناسب للموقف او الحفل الذى يدعى إليه لان عدم ارتدائه ذلك يجعله فى موقف محرج وشاذ الى حد كبير ، ومع ان السيدات يقفن على تطورات الموضة لكن هذا لايقلل من أهمية ايضاح الخطوط الاساسية المشتركة لما تجرى عليه التقاليد الدبلوماسية فى العصر الحديث ولكن ينبغى ان نذكر انه من المهم ليس متابعة اخر خطوط الموضة ولكن الموائمة بين الشخص مايرتدى وفقا لمقاييس الجسم ولون البشرة والقوام وغير ذلك من المحددات
اهم تقاليد ارتداء الزى فى الحفلات
اولا فى المقابلات الصباحية ومآدب الغداء من المستحسن للنساء لبس التايير او الفساتين ذات الالوان الهادئة مع البالطو شتاءا وبدونه صيفا اما فى حفلات الشاى او الكوكتيل تلبس النساء فساتين التواليت او الفساتين القصيرة مع الحلى البسيطة
ثانيا فى حفلات العشاء الرسمية يرتدى الرجال بدلة السموكينج والنساء فساتين السهرة القصيرة مع فراء او بالطو ويمكن التحلى بالمجوهرات ، وفى حالة ارتداء الرجال بدلة الفراك يستحسن ارتداء السيدات فساتين السهرة الطويلة
ثالثا فى حفلات المآدب الكبرى والسهرات المتأخرة ترتدى السيدات فساتين السهرة الطويلة مع ارتداء الفراء مع ملاحظة انه لايجوز لهن ان يجلس الى المائدة بفراء او بالطو
رابعا الاكسسوار : يستحسن ان تحتار السيدة عددا محدودا من الالوان تتناسب مع اكثر من فستان وتميزها بالبساطة قدر الامكان
خامسا بالنسبة للمجوهرات فالاساس حسن اختيار المجوهرات وليس كثرتها مما يدل على ضعف الذوق او التباهى الزائد عن حد المعقول
سادسا القفازات ترتدى السيدات القفاز فى الشارع او المطعم او الحفلات مع مراعاة خلعه عند الاستقبال او فى الحفل ويجب خلعه عند تناول الطعام
سابعا ارتداء القبعات اذا كانت تناسب السيدة حيث انها تزيدها اناقة وجاذبية ويجب ارتداء القبة عند دخول الكنائس وهى مطلوبة فى حفلات الاستقبال الرسمية وكذ حفلات الغذاء ولاينبغى ارتدائها مع ملابس السهرة
ثامنا الفراء ليس ضروريا فى حفلات النهار ويمكن ارتدائها فى الحفلات الرسمية سواء غذاء او زفاف ويلائم الفراء عامة النساء فى حفلا ت بعد الخامسة مساءا
تاسعا الحذاء اهم شيىء فيه هو ملائمه من حيث اللون والشكل لحالة الجو وطبيعة الحفل فاللون الاحمر مناسب لفصل الربيع والصيف بالنسبة للكعب فهو غير الزامى ان يكون عاليا ويراعى ان اللون الاسود مناسب لفصل الشتاء
تعقيب على الموضوع
يتضح لنا ان ملابس الحفلات فى العصر الحديث بالنسبة للرجال لاغبار عليها اما بالنسبة للنساء ففيها مؤاخذة اذا كان من شأنها كشف اجزاء من جسم المر|أة وهو منهى عنه شرعا وهى مأمورة بتغطيته ومن ثم فاذا كانت المرأة تشارك الرجل فى بعض انشطته الحياتية فى العصر الحديث فمن باب اولى ان تلتزم بتغطية جسمها بلا مبالغة او تطرف فيمكن للمرأة العاملة ان ترتدى مايحلو لها عند خروجها للعمل او حضورها فى الحفلات والمناسبات العامة طالما غطت ماهى مأمورة به وماليس من شأنه جذب الانتباه واثارة الشهوات والغرائز ولاينم عن التزمت الذى يناقض روح العصر ويضر الاسلام اكثر مايفيده
والخلاصة ان ملابس الانسان تعكس بلا شك مظهره وذوقه ومستواه الاجتماعى لذا اهتم المتخصصون فى البروتوكول بهذا الموضوع واهتموا واوضحوا ان ابرز سمات الملابس الانيقة مايلى
1 -ان تناسب جسم الانسان وعمره وجو الحفل والمكان الذى يرتاده
2- ان تراعى الموضة بلا مبالغه او تطرف اى تتسم بالاعتدال
3- ان تتجنب الالوان الصارخة التى تنم عن عدم وانعدام الذوق الرفيع
قواعد الاسلام الذهبية فى الزى والملابس
ولو نظرنا للاسلام نجده عبر عن موقف مشابه منذ مئات السنين قبل ان تظهر قواعد الملابس فى المجتمع الحديث فمن اهم قواعد الاسلام الذهبية فى الزى والملابس هى
اولا ان تستهدف ستر العورة المتعارف عليها بلا سعى لاظهار مفاتن المرأة او اظهار التعالى والغرور من قبل المسلم او المسلمة على الاخرين فالانسان مهما علا قدره وزادت قوته لن يخرق الارض ولن يبلغ الجبال طولا
ثانيا الا تستهدف التباهى الزائد عن الحد وايضا الا تكون بائسة مما يعكس الفقر والتقشف المزرى الذى لايتلائم مع مثل هذا الموقف لان فلسفة الاسلام الاصيلة متضمة فى قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث
ارجو ان اكون قد قدمت لحضراتكم كافة جوانب موضوع الزى فى الاسلام والعصر الحديث وفى انتظار تعليقاتكم حول الموضوع
وتقبلوا تحياتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق