الأحد، 29 نوفمبر 2009

هل تحب أن تمتلك قارورة الحلول ؟

قصة رائعة بها من الحكم والعبر مايلزم الكثير والكثير من شباب الازواج فى عصرنا هذا حيث يحكى هذا الشاب حديث الزواج قصته فيقول :


رفعتُ يدي وصوتي بالسلام، وأنا أتجه إلى ذلك الرجل الوقور، شيخ قريتنا، والذي ألقى ظهره على سور جدار بيته مُفترشًا بساطًا صغيرًا قُبيل صلاة العصر، وقد وضع بجواره أباريق الشاي ودلال القهوة العربية مُستقبلاً ضيوفه من عامةِ الناس، كعادته كل يوم .. 

فلما جلستُ بين يديه، قلتُ له بعد التحية :


ــ جئتكُ يا شيخنا طالبًا منك المشورة، فوالله إني في حالٍ سيءٍ منذ أن تزوجتُ في العام الماضي .

تطلع الشيخُ إليَّ باسمًا، ثم قال :

ــ ولمَ يا بني ؟ أراكَ بحمدِ الله في أحسنِ حال !

قلتُ وأنا أهزُّ رأسي يمنةً ويسرة، خافضًا صوتي قدر المستطاع :


ــ زوجتي يا شيخ .. زوجتي .. مجنونة !

منذ أن أدخلُ بيتي في المساء، أطلبُ شيئًا من الراحة، حتى تنفجرَ في وجهي صارخةً :


لماذا تأخرت ؟

لماذا لم تحضر ما طلبته منك ؟

لماذا لم تُحسِن اختيار البضائع التي جلبتها معك ؟

ما الذي أتى بك باكرًا اليوم ؟ ألا يكفيني رؤيتك طوال المساء ؟؟

ثم تنطلقُ يا شيخ؛ فلا تُبقي في كلِ مرةٍ كلمةً شاردةً ولا واردةً في قاموسِ العذابِ، إلا وصبتها على رأسي !

وقد كنتُ أتجاوزُ عنها في البدء، غير أني لم أستطع مواصلة ذلك، فأصبحتُ كلما قالت زوجتي كلمةً، رددتُ عليها باثنتين ! فتمضي الدقائقُ والساعات في جدالٍ وخصامٍ .. فعراك ..


ثم بتنا نقضي كثيرًا من الليالي؛ أشدُ في شعرها، وتمزقُ بأظافرها وجهي !!

وقد مللَّتُ يا شيخ .. وكرهتُ هذا الحال .. وأريد أن أطلق هذه المجنونة .. قبل أن أقتلها !


هزَّ الشيخُ رأسه وقال :

ــ عرفتُ يا بني سبب مشكلتك ! وإني أعرفُ لك علاجًا سوف ينهي كل مآسيكَ مع زوجتك !

قلتُ للشيخِ وأنا أتعجبُ :


ــ يا شيخ .. أيُ علاجٍ ستمنحنيه، وهي من به الجنون !

أنا أرغب الآن بطلاقها .. فإن كان من علاجٍ، فهو لها يا شيخُ وليس لي !

وضع الشيخُ يدهُ على كتفي متبسمًا وقال :


ــ دعنا يا بني نمضي الآن لأداء صلاة العصر، وحينما نرجعُ سوف أخبركَ بما تفعله بإذن الله !!


====


أشار لي الشيخُ بالجلوس، فور دخولنا ( مجلسه ) بعد أدائنا صلاة العصر، ثم دخل إلى وسطِ بيته قبل أن يخرجَ حاملاً معه قارورةً صغيرةً محكمة الإغلاق .. ثم جلس إلى جواري وقال وهو يُشيرُ إليَّ بالاقتراب :

ــ تعال يا بني .. هذا هو العلاج الذي وعدتك به .. وأريدك في كل مرةٍ تصل فيها إلى باب بيتك، أن تقف قبل الدخول، ثم تُسمي بالله وتشرب مقدار ( غطاءٍ ) واحدٍ من هذه القارورة، ثم تبقيه في فمك لمدة نصف ساعة، دون أن تبلعه أو أن تمجه، إلا بعد مُضي هذا الوقت !

وأريدُ أن تواصل ذلك لمدة عشرةِ أيام .. ولن ترى بعدها زوجتك إلا كما تحبُ بإذن الله !


قلتُ وأنا أهزُّ رأسي عجبًا :

ــ حسنًا يا شيخ .. سأفعلُ ما أمرتني به .. وأسألُ اللهَ أن يجعل شفاء زوجتي من جنونها، على يد قطراتِ قارورتك التي سأشربها !!


====



وقفتُ أمام باب بيتي، قبل أن أُخرج تلك القارورة الصغيرة من جـيـبي لأسمي بالله مبتلعًا مقدار غطاءٍ من السائل الذي تحتويه، ولكم تعجبتُ حينما كان أقربُ ما يكون إلى الماء ، فقد كان دون طعمٍ ولا لونٍ .. ولا رائحة !


دخلتُ إلى البيت وكلي حرصٌ على تنفيذ ما وصاني به الشيخ .. وصلتُ إلى المطبخ، لتنظر إليَّ زوجتي نظرتها المعتادة كلما دخلت، رافعةً حاجبها الأيسر وخافضةً لحاجبها الأيمن .. قبل أن تنطلقَ قائلةً :


ــ أخيرًا وصلت ؟
هاه ؟ هل أحضرت ما طلبته منك ؟ أم أنني كالعادة أُتعب نفسي دون نتيجة ؟

هيا .. هات ما أحضرت .. دعني أرى .. 
ثم نظرت إلى عينيَّ مستغربةً من صمتي، قبل أن تهزَّ سبابتها أمام وجهها لتشير إلى فمها وهي تقول : 


ــ لماذا لا ترد ؟ تكلم ! هل ابتلعت لسانك ؟؟

ثم انطلقت في ( ضجيجها المعتاد ) دون توقف، لانسحبَ في صمتٍ إلى غرفةٍ صغيرةٍ مجاورة، وأنا أفكرُ في أن علاجَ الشيخِ لم يثمر شيئًا بعدُ .. في هذا اليوم !

 

==== 

 

ومن الغد، كررتُ نفس ما فعلتهُ بالأمس، فشربتُ من القارورة الصغيرة قبل دخولي البيت، لتأتي زوجتي لتصب على رأسي كلامها المعتاد ، وأنا مُطبقٌ شفتيَّ حرصًا على بقاء العلاج في فمي !! 


وزوجتي تُكثر من التوقف والتطلع إليَّ مستغربةً من حالي .. قبل أن تصمت لحظاتٍ لتقول لي :

ــ هل تريدُ أن أضع لك طعامًا ؟!


====

( وبعد خمسة أيام ) : 

سلمتُ على الشيخ قبل أن أجلس بجواره وأنا أسأله :

ــ يا شيخ .. ماذا حوَتِ القارورة التي أعطيتني ؟!

تبسم الشيخُ في وجهي وهو يقول :

ــ أخبرني أولاً يا بني ، هل نجح العلاج ؟! 

قلتُ وأنا أهزُّ رأسي للأسفل :

ــ هذا ما حدث بحمد الله .. لقد عادت زوجتي ــ منذ يومين ــ كما كانت ليلة العرس !!


أخبرني يا شيخ .. ماذا وضعت في القارورة ؟

 

لقد سميتها بـ( قارورة الحلول ) ! 

ضحك الشيخ ضحكةً قصيرة قبل أن يقول :


ــ يا بني .. لقد سكبتُ لك في تلك القارورة ماءً فقط .. ماءً من ( الكوز ) بداخل البيت !

قفز حاجباي إلى أعلى جبيني، وأنا أقول مُتعجبًا :


ــ ماء ؟ مجرد ماء ؟؟ ألم تضع في قارورتك علاجًا أو ..

ثم ازدردتُ لُعابي قبل أن أردف :


ــ ماء .. كيف شُفيت زوجتي إذن ؟!

تبسم الشيخ مجددًا وقال لي :

ــ يا بني .. إن مشكلتك كانت تتمثل في أمرين :

الأول : أنك كنتَ تصل إلى بيتك متعبًا بعد عملك طوال النهار .. تطلب الراحة

 والسكون، دون استعدادٍ لأي جهدٍ داخل المنزل .. 

والثاني : أن زوجتك كانت تعاني من الوحدةِ ، ومن الصمت والمللِّ طوال النهار وحدها ..

وكانت تحاولُ أن تتحدث معك كلما وصلتَ إلى البيت، غير أنها في الغالب لا تجد موضوعًا لتبدأ به الحديث، سوى اللوم على أي أمر، وكان السيئ في الأمر أنك لا تتحملُ تساؤلها ولومها ورغبتها في الحديث، فكنتَ حينما ترد عليها تقسو في الرد، ولا تتجاوز عن أي خطأ لها في مخاطبتك، بل ولعلك أحيانًا تتجاوز المقبول بما يُفضي إلى ما جعلك تفكرُ بطلاق زوجتك ..


وقد كان ينبغي عليك يا بني، أن تنصتَ لزوجتك، وأن تدع لها المجال لتقول لك ما يجيشُ بصدرها، وأن تصمتَ لتمنحها الفرصة لذلك ..


لذا كان العلاج الذي منحتك إياه في القارورة، مجرد ماءٍ من الكوز .. لكي تُغلق فمك فلا تردَ عليها وأنت متعبٌ منزعجٌ مُستاء .. فأنا لم أرغب إلا أن أجعلك تتعلم الصمت لتمنح زوجتك الفرصة لتحكي، فإن فعلتَ ذلك، فستكون قد منحتها الفرصة لأن تُـفرغ لك ما في قلبها، لتراك قد أسديتها معروفًا بالاستماع لها دون مقاطعة، وهو الأمرُ الذي لم تعهده النساءُ ممن تحادثهن عادةً، من مثيلاتهن النساء !


وحينها سوف يثبتُ في قلبها أنك ما فعلت ذلك إلا حبًا لها .. ولسوف تحرص على رد ذلك المعروف بأن تمتنع عن قولِ أي أمرٍ يسببُ إزعاجك وتضايقك .. وأن تمتنع عن أي فعلٍ يؤدي لذلك بالتالي !


لقد قلتُ لك يا بني .. أن علاج زوجتك ينبغي أن يكون منك أنت .. وأظن أنك الآن قد أيقنت بصحة كلامي !


إن علاج زوجتك يا بني .. هو في ( إكسير الزوجية ) .. الصمت !!

فياترى من منا يستطيع الصمت امام عنت الزوجات ؟

من منا معشر الرجال يستطيع ان يستخدم دواء الشيخ ؟

من من يستطيع ان يصبر بعد عمل يوم شاق على سماع شكاوى زوجته ؟

ارجو ان تكون واكون انا منهم

ولكم اطيب امنياتى

اخوكم طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاحد 29 نوفمبر 2009

 

 

الخميس، 26 نوفمبر 2009

هل حق يكره الجزائريون مصر والمصريين ؟

فى لقاء جديد مع خبر ورؤية نقدم اليوم الخميس موضوعا اجلت تقديمه اسبوعا كاملا فى انتظار نتيجة المباراة الفاصلة التى تحدد من يصعد لنهائيات كأس العالم القادمة بجنوب افريقيا 2010 ويطرح الخبر سؤالا هاما وهو

اضغط لزيارة المصدر الاساسى للخبر- موقع مصراوى

هل حقا يكره الجزائريون مصر والمصريين ؟


هل �قا يكره الجزائريون مصر والمصريين؟!!

كتب - أحمد الليثي - لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن مباراة مصر والجزائر بالقاهرة يوم 14 نوفمبر الحالي، والاعادة فى السودان الاربعاء 18 نوفمبر الجارى والتي تحظى بترقب الجميع في مصر وتسمع الكلام عنها في كل مكان نظرا لأهمية المباراة التي ستحدد الفريق الصاعد لنهائيات المونديال.

وقد صاحب الاهتمام الشديد بالمباراة حوارات تسمعها في أماكن كثيرة حول كره الجزائريين المتأصل والتاريخي لمصر والمصريين.

ولا تدخر الصحف والقنوات الفضائية المصرية جهداً في توضيح هذا الكره الجزائري المزعوم لكل ما هو مصري.

ونتابع باستمرار تصريحات وألفاظ من مشجعين عاديين ومن مذيعين وخبراء في برامج رياضية وغير رياضية يساهمون عن قصد وعن غير قصد في توجيه الرأي العام في مصر نحو هذا الادعاء.

ومن أمثلة ذلك عرض فيديوهات لمشجعين جزائرين يحرقون قميص منتخب مصر وصور مسيئة تم تركيبها لمدرب المنتخب ولاعبيه وغيرها من الأدلة التي تساق للبرهان على أن كره مصر والمصريين يملأ قلوب ونفوس جميع الجزائريين دون استثناء.

وسأسرد عليك بعض الحقائق التاريخية، أكرر حقائق تاريخية وليست وجهات نظر، حول حقيقة العلاقات بين مصر والجزائر.

- في عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا قبل حرب اكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

- شاركت جميع الدول العربية تقريبا في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.

- كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري.

- امدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7، (تصريحات للمستشار علي محمود محمد رئيس المكتب الاعلامي المصري بالجزائر في الاحتفال الذي أقيم في السفارة المصرية بالجزائر احتفالا بنصر اكتوبر).

- قال الرئيس الراحل أنور السادات إن جزء كبير من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر - بعد الله عز وجل - يعود لرجلين اثنين هما الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائري هواري بومدين، (تصريحات للسيدة كاميليا ابنة الرئيس السادات، في قناة الحياة الفضائية المصرية بمناسبة ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973).

- اتصل الرئيس بومدين بالسادات مع بداية حرب اكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها، وهو ما جعل بومدين، يطير إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، وهدد بومدين القيادة السوفييتية قائلا "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الامبريالية الأمريكية"، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر.

- كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيا وقد عاش بومدين –ومعه كل الشعب الجزائري- تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلا في الميدان إلى جانب الجندي المصري. (من كتاب "مذكرات حرب أكتوبر" للفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية).

- حظى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر - ولا يزال - بشعبية بارزة بين الجزائريين واستولى على قلوبهم وعقولهم وتكاد شخصيته تعامل بما يشبه القداسة في أوساط الشعب الجزائر حتى الان وشهدت فترة الخمسينيات والستينيات انتشار واسع لأسماء جمال و ناصر وعبد الناصر ويحمل عدد كبير من الجزائريين اليوم هذه الأسماء تقديرا لمكانته في أوساط الشعب الجزائري.

- بعد الاستقلال عام 1962 بفترة قصيرة ضاقت العاصمة الجزائر بمئات الآلاف جاؤوا من مختلف أرجاء البلاد لاستقبال جمال عبد الناصر حيث قوبل بأعظم استقبال شعبي ينظم على شرف رئيس دولة ولم يتكرر حتى اليوم.

- منذ وفاة جمال عبدالناصر وجنازته الأهم والأكبر والتي لم يشهد ولن يشهد لها التاريخ العربي مثيلا، حيث خرج الملايين في الجزائر تشييعا لزعيم ورئيس مصر رغم بعدهم عنه الاف الأميال.

(تجربة عملية: حاول ان تذهب للجزائر الان وتسب شخص جمال عبد الناصر وانتظر ماذا سيحدث لك ، فلن ترجع سالما إلى بلدك).

- استقبل الجزائريون الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - ووضعوه في قلوبهم وصار الشيخ الأكبر والأهم والمرجعية الدينية في الجزائر عام 1984 ولقي دعما من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها.

- كذلك تعامل الشعب الجزائري مع شخصية دينية مصرية عظيمة مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي يتمتع بأكبر مساحة جماهيرية من المحبة والتقدير وأوسع عدد من المريدين والتلامذة في الجزائر كما تزوج من سيدة جزائرية.

- يقدرالجزائريون الدعم المصري للثورة الجزائرية الذي كان حاسماً في نجاحها وهو ما جعل مصر تدفع ثمن هذا الموقف بالعدوان الثلاثي علي أراضيها عام 1956، (تصريحات للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في كلمة ألقاها نيابة عنه محمد شريف عباس وزير المجاهدين الجزائري في احتفال الجامعة العربية بمرور 50 سنة على الثورة).

- يحب الجزائرين الشيخ إمام عيسي والشاعر أحمد فؤاد نجم الذين عاشا في الجزائر عدة سنوات واحتفى بهم الشعب الجزائري وتزوج نجم من السيدة سونيا ميكيو، والتي كانت ممثلة المسرح الجزائري الأولى.

- يستقبل فناني ومثقفي مصر أحسن استقبال ولا يخطو ممثل أو مطرب او شاعر او كاتب مترا في الجزائر إلا وأحاطه الجمهور من كل جانب يغمروه بحب منقطع النظير وكيف تقام حفلات المطربين المصريين في ملاعب كرة القدم حتى يتمكن عشرات الألوف من الجماهير حضورها.(يمكن مراجعة تصريحات عشرات من الفنانين المصريين الذين زاروا الجزائر لعرض عمل فني أو في مهرجان عن جمهور الجزائر وعشقه للفن والفنانين المصريين).

- حظى نجم المنتخب المصري محمد أبو تريكة بحفاوة غير مسبوقة في الجزائر أثناء تكريمه من قبل جريدة الهداف الجزائرية كأحسن لاعب عربي وإفريقي غير محترف يوم 30 مارس الماضي.

- حاول أن تتحدث بالعامية المصرية في أي شارع أو متجر أو فندق جزائري لترى بنفسك الحب الصادق والكرم من جميع الجزائريين في المكان لمجرد أنك مصري (حكايات سمعتها بنفسي من عشرات المصريين الذين زاروا الجزائر).

- اخبرني صديق مصري عاد مؤخراً من الجزائر بعد ان قضى فيها سنة كاملة كيف يحب الجزائريين المصريين وكيف احتفلوا بفوز منتخبهم على المنتخب المصري في المباراة السابقة من التصفيات 3- 1 وان الاحتفالات لم تتعد الدوران بالسيارات حول العمارات التي يسكنها المصريون العاملون في إحدى الشركات المصرية بالجزائر وإطلاق الأبواق مع بعض الجمل المعتادة في هذه المناسبات لإغاظة المنافس مثل "قطعناكم، كنا احسن منكم، احنا اللي هانوصل المونديال" والتي نسمع أشد منها بمراحل بين مشجعي الأندية في البلد الواحد.

- اسأل اي مصري مغترب في اوروبا او في اي دولة عربية، او اي مصري سافر للحج او العمرة ، عن اكثر جالية تحب مصر والمصريين حبا حقيقيا، سيؤكد لك انهم اشقائنا الجزائريين.

ايه رأيك بقى؟ هل لسة مقنع ان الجزائريين بيكرهوا المصريين؟.

واليك أيضاً هذه الحقائق التاريخية، التي تؤكد ايضا حقيقة علاقتنا كمصريين بالجزائر والجزائريين.

- ساندت حكومة ثورة يوليو بقيادة عبد الناصر ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي.. وأعلنت الثورة الجزائرية من القاهرة عام 1954 وقدمت مصر دعماً كبيراً لها سياسيا واعلاميا وعسكريا.

- قامت مصر في فترة الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر في المؤتمرات الدولية والتأكيد على شرعية وعدالة المطالب الجزائرية.

- تعرضت مصر بسبب مواقفها المساندة للثورة الجزائرية لعدة أخطار اهمها العدوان الثلاثي عام 1956 الذي شاركت فيه فرنسا - بجانب بريطانيا واسرائيل - انتقاما من مصر لدعمها جبهة التحرير الوطني الجزائري، كما قامت فرنسا ببناء القوة الجوية لاسرائيل و تزويدها بالقدرات النووية انتقاما من مصر.

- توقع الجميع أن مصر بعد حرب 1956 سترفع يدها عن دعم الجزائر.. لكن مصر ظلت ماضية في دعمها لثورة الجزائر حتي تم إعلان استقلال الجزائر في أول يوليو 1962.

- نجحت مصر في استصدار قرار من الامم المتحدة عام 1960 يعترف بحق الجزائر في الاستقلال عن فرنسا.

- النشيد الوطني الجزائري - الذي سيعزف في استاد القاهرة يوم 14 نوفمبر - من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي.

- الاف المعلمين والخبراء المصريين ساهموا بعد الاستقلال في تعليم الجزائريين اللغة العربية وتعريب المناهج في مختلف مستويات التعليم.

- يكاد يكون اهم عمل فني مجد الثورة الجزائرية وبطولات المجاهدين هو الفيلم المصري "جميلة بو حريد" الذي اخرجه المصري يوسف شاهين وانتجته الفنانة المصرية ماجدة وصوره ومثله مصريون عام 1958.

- اسأل والدك او اخوك الكبير عن مدى تشجيعنا كمصريين لمنتخب الجزائر في كأس العالم عام 1982 وكأن مصر هي التي تلعب.

- تكاد تكون الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة - على حد علمي - التي لا يوجد بينها وبين مصر أي مشكلات عسكرية أو سياسية او اجتماعية عبر التاريخ بخلاف عدد كبير من الدول العربية التي وصلت الخلافات معها إلى حد المواجهة المسلحة.

طبعا هاتقول الكلاد ده كان زمان وهما الان اتغيروا.. اقولك عندك حق.

عندك حق تكذب كل اللي فات وتصدق كام صورة متركبة بالفوتو شوب ممكن عيل صغير يعملها في 10 دقايق.

عندك حق تكذب كل اللي فات وتصدق فيديو اتصور من عامين لعدد من المشجعين المتعصبين لا يزيد عددهم عن 20.

عندك حق تكذب كل اللي فات وتصدق صحف وقنوات فضائية تبحث عن الاثارة والتهييج لأسباب سأذكرها لك في وقت اخر.

عندك حق تكذب كل اللي فات وتصدق ان التوتر ليس موجودا ايضا بين جماهير الاهلي والزمالك والاهلي والاسماعيلي وغيرهم الكثير.

يا اعزائي، العلاقة بين مصر والجزائر اكبر من مباراة كرة قدم أو وصول فريق لكأس العالم وإخفاق آخر وهم يحبون أشقائهم المصريين حبا كبيرا والتاريخ فى الماضى والحاضر يشهد على ذلك.

ارجوكم حكموا عقولكم ولا تنساقوا وراء التعصب الاعمى فنحن بحاجة لما يجمعنا لا ما يزيد من فرقتنا وتشتتنا.

كل هذا لا يعني انني لا اتمنى فوز مصر وصعودها للمونديال، بل هذا ما احلم به وانتظره بفارغ الصبر، ولكني في الوقت نفسه لا أكره الجزائر شعبا ودولة.

ما أؤكد عليه هو ان يظل لقاء 14 نوفمبر في اطاره الحقيقي، مبارة في كرة القدم وليست حربا بين شعبين، فالرياضة تنافس شريف بين طرفين يمكن أن يكونوا أخين أو جارين، فلا تشعلوا نار الكراهية والبغضاء بين الشعبين المصرى والجزائرى، بتبادل عبارات مسيئة وسباب بسبب عدد قليل من المهاويس والمرضى والمتعصبين فى الجزائر وفى مصر او عدد من اصحاب المصالح من هذا الجو المشحون.

وحتى من يزعم حب المنتخب ورغبته في فوز مصر، فهذا الجو المتوتر ليس في صالح منتخبنا، حيث يمكن لأي عيل اهوج ان ينفعل بما يسمعه من حملات اثارة ويرتكب حماقة نندم عليها جميعا حين لا ينفع الندم.

رؤيتى للخبر

أخى المصرى .. أختى المصرية

أخى الجزائرى .. أختى الجزائرية

هل مازال لديكم شك فى أن مايجمع بين شعبينا


طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الخميس 26 نوفمبر 2009

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

ماهو حق العودة للاجئن الفلسطينيين ومصطلحات هامة فى القضية الفلسطينية

نقدم فى هذا المقال دليلا نقدم فيه معلومات في غاية الأهمية عن القضية الفلسطينة كى لاتضيع منا فى محاوراتنا الكثيرة و الطويلة مع اليهود وكى لاتضيع كما ضاع حق العودة وكل ذلك بطريقة حوارية سلسة جداً. نرجوا من زوارنا الكرام إرسال هذه الصفحة لكافة الأصدقاء والأقارب.

فان اليهود يستغلون جهلنا ويستخدمون المصطلحات لخدمة أغراض تاريخية أو جغرافية أو لطمس الحقائق أو التسيد وفي مجال القضية الفلسطينية فإن لعبة المصطلحات والعبارات أخطر ما فيها أنها تساهم في ترسيخ مفاهيم في اللاوعي الإنساني تصبح مع الوقت مسلمات تساهم في طمس معالم الحقيقة في ذهن صاحبها فيجد نفسه مع الوقت معترفا ومتنازل بدون أن يدري . ومما يؤسف له أن أغلب الصحف والإذاعات العربية تنقل المصطلحات كما ترد إليها . ودورنا نحن كحماة القضية وحاملين لواءها أن نصحح هذه المفاهيم والعبارات في حديثنا وخطابنا مع من حولنا .. مع أهلنا وأبنائنا وجيراننا ومجتمعنا حتى تكون الحقيقة واضحة غير مطموسة أو مشوهة أو مستبدلة بخدعة انسلت بيننا كما ينسل الماء بين الصخور

واليكم بعض المصطلحات التي يروجها الصهاينة والإعلام الغربي والإعلام العربي – سواء بقصد منه أو بدون قصد - وذلك على سبيل المثال


لا تقل دولة اسرئيل ----- قل الكيان الصهيوني أو الغاصب

لا تقل الإسرائيلي ..... قل الصهيوني

لا تقل وزير الدفاع .... قل وزير الحرب الصهيوني

لا تقل القدس الشرقية , القدس الغربية ....... قل القدس ( وحدة واحدة غير مقسمة )

لا تقل مستوطنات ----- قل مغتصبات

لا تقل مستوطنين ...... قل مغتصبين

لا تقل الجدار العازل ..... قل جدار الفصل العنصري

لا تقل هجرة فلسطينية ..... قل تهجير الفلسطينيين

لا تقل التطبيع ..... قل الاستسلام

لا تقل المطالب الفلسطينية..... قل الحقوق الفلسطينية

لا تقل حائط المبكى .... قل حائط البراق

لا تقل أرض الميعاد .... قل أرض فلسطين

لا تقل الإرهاب الفلسطيني .... قل المقاومة المشروعة

لا تقل العمليات الانتحارية ..... قل العمليات الفدائية والجهادية .

لا تقل قدس الأقداس .... قل صخرة مسجد قبة الصخرة

لاتقل حرب الأيام الستة ....... قل حرب عام 1967

لا تقل تل أبيب ..... قل تل الربيع


ونكمل ونقدم دليلا نعرض فيه معلومات في غاية الأهمية عن حق العودة بطريقة حوارية سلسة جداً. نرجوا من زوارنا الكرام إرسال هذه الصفحة لكافة الأصدقاء والأقارب.

فحق العودة الآن يتعرض لأشرس وأخطر الحملات لتصفيته منذ النكبة. فتوعية اللاجئين بحقوقهم الاساسية ستكون أفضل الطرق لحماية حقوقهم في العودة وتقرير المصير.



·هو حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك، في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل 1948، وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلاً أو امرأة، وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


·لماذا يعتبر الفلسطينيون حق العودة مقدساً؟


لأنه حق تاريخي ناتج عن وجودهم في فلسطين منذ الأزل وارتباطهم بالوطن، ولأنه حق شرعي لهم في أرض الرباط، ولأنه حق قانوني ثابت، وحق الفلسطينيين في وطنهم فلسطين ضارب في أعماق التاريخ، وجذوره أقدم من جذور البريطانيين في بريطانيا، وبالطبع أقدم من الأمريكان في أمريكا.


·



هل لهذا السبب تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة منذ نصف قرن وأكثر؟


نعم. رغم أكثر من نصف قرن من الحروب والغارات والاضطهاد والشتات والتجويع والحصار، تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى الوطن، لأن كيان الإنسان وهويته مرتبطان بوطنه، مسقط رأسه ومدفن أجداده ومستودع تاريخه ومصدر رزقه ومنبع كرامته، ولذلك فإن حق العودة مقدس لكل فلسطيني، حتى الطفل الذي ولد في المنفى يقول إن موطني بلدة كذا في فلسطين. من خلال موقعنا نلاحظ حتى الكثيرون من هؤلاء الاطفال يختارون لبريدهم الالكتروني اسماء من ضمنها اسماء قراهم اتي هجروا منها.


لماذا يعتبر حق العودة قانونياً؟


حق العودة حق غير قابل للتصرف، مستمد من القانون الدولي المعترف به عالمياً. فحق العودة مكفول بمواد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في 10 كانون أول/ديسمبر 1948، إذ تنص الفقرة الثانية من المادة 13 على الآتي: ؟لكل فرد حق مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده؟ وقد تكرر هذا في المواثيق الإقليمية لحقوق الإنسان مثل الأوروبية والأمريكية والإفريقية والعربية، وفي اليوم التالي لصدور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان أي في 11 كانون أول/ديسمبر 1948 صدر القرار الشهير رقم 194 من الجمعية العامة للامم المتحدة

وإلى اللقاء مع باقى الموضوع

واجابات باقى الاسئلة

ولكم اطيب تحية

طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاربعاء 25 نوفمبر 2009

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

القيمة الروحية والتاريخية للقدس

لمدينة القدس رمزية خاصة في النضال الفلسطيني التحرري، فهي اولى القبلتين وثاني المسجدين، ومنها عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ليلة الإسراء والمعراج، مما جعل منها علامة روحية كبرى للإنسانية عامة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وقد ظل الكفاح التحرري الفلسطيني والعربي، يستلهم هذه العلامة في مشروعه النظري والعملي.

وفي دراسة بعنوان ـ المدينة المسحورة ـ في تاريخ مدينة القدس خلال خمسة آلاف عام ، يكشف عن المحتوي الروحي والثقافي والتاريخي لهذه العلامة، من خلال خمسة فصول: الأول فلسطين تاريخ وحضارة، والثاني: القدس خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، والثالث: القدس خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، والرابع: القدس خلال الألفية الأولى للميلاد، والخامس: القدس خلال الألفية الثانية للميلاد.

مدينة عربية قديمة


في مقدمة الدراسة يقول الكاتب: مدينة القدس أو بيت المقدس، مدينة عربية قديمة، أسسها العرب الكنعانيون قبل حوالي خمسة آلاف سنة، ولمدينة القدس العديد من الأسماء التي عرفت بها، ويرجع بعضها إلى الأصول العربية للمدينة، ومن أشهرها اسم «اوروسالم» ويعني في اللغة الكنعانية القديمة «أسسها أو أنشأها سالم» وأيضا اسم «يبوس» نسبة إلى الزعيم العربي يبوس بن كنعان شيخ القبيلة اليبوسية، التي كانت أول من استوطن المكان الذي عرف، فيما بعد، باسم مدينة القدس،، إضافة إلى اسم «القدس» الذي عرفت به المدينة منذ فجر تاريخها، ويعني البركة والطهارة.
وللقدس أيضا أسماء أخرى تتعلق بالاحتلال الأجنبي، مثل اسم مدينة داؤود، واسم ايليا كابيتولونيا، الذي أطلقه عليها الإمبراطور ايليوس هاردبناوس بعد احتلاله للمدينة عام 135 لإخماد ثورة اليهودي «سيمون باركوخيا».

القيمة الروحية


وحول القيمة الروحية للمدينة يقول الكاتب: مدينة القدس، مدينة مقدسة منذ أقدم عصورها، فقد أقام سكانها العديد من أماكن الصلاة والعبادة بها، وكان سكان مدينة القدس، بقيادة الملك العربي الكنعاني «ملكي صادق» يؤمنون بعقيدة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، التي جاء بها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.

والقدس هي المدينة الوحيد في العالم التي تحظى بالقداسة لدى جميع الديانات السماوية الثلاث، فاليهود يقدسونها لأنها حسب زعمهم، مقر إقامة ربهم الخاص «يهوه» ومنها يبعث مسيحهم الذي طال انتظاره، ويزعمون أيضا أن سليمان عليه السلام أقام هيكله المزعوم فيها، والمسيحيون أيضا يقدسون مدينة القدس لأنها هي مهد رسالة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وفيها تآمر اليهود مع السلطات الرومانية ضده، وجرت الأحداث المأساوية التي انتهت بالقبض على السيد المسيح عليه السلام والزج به في السجن ثم محاكمة صورته.

ويرى الكاتب أن المكانة الدينية للقدس، ووقوعها في قلب العالم تقريبا، عند مداخل قارات العالم القديم الثلاث، بالإضافة إلى إشرافها على الطرق التجارية والعسكرية الرئيسية التي تربط بلاد الشام ووادي الرافدين بالأراضي المصرية، جعلها عرضة للاحتلال من قبل الهكسوس والفراعنة والحوريين واليهود، ثم احتلها الفراعنة مرة أخرى والآراميون والآشوريون والبابليون ثم الفرس واليونانيون والرومان، وفي القرن الميلادي السابع، استطاع الفاتحون العرب المسلمون تحرير القدس وفلسطين بأسرها.

ويمضي الكاتب في رصده لتواريخ الاحتلال والتحرر حتى الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، على خلفية وعد بلفور، وتحت مظلة الاحتلال البريطاني لفلسطين.
ويستند الكاتب في الفصل الأول على الأحافير الآثارية ليؤرخ للفلسطينيين الأوائل في العصور القديمة، وللكنعانيين العرب الذين هم أول سكان عرفهم التاريخ المكتوب لفلسطين ولغاتهم وآثارهم الاجتماعية ولغتهم، ويفند المزاعم التي تنسب الفلسطينيين إلى أوروبا، ويعرض بالشرح والتحليل أسماء مدينة القدس.

ثم يستعرض الكاتب حالة القدس تحت حكم الهكسوس الذين وصف استعمارهم لها بأنه كان من النوع الاستيطاني الإحلالي، وتحت حكم الفراعنة الذي امتد لحوالي اربعة قرون، وتحت حكم الحوريين الذين يصفهم بأنهم شعب مجهول الأصل، يعتقد أنهم من الجنس الآري «الهندو ـ أوروبي» حتى تمكن الحثيون من القضاء على مملكة ميتاني الحرية، واحتلال بلاد الشام، وصولا إلى الحكم اليهودي للقدس.

اليهود والحق المزعوم


وفي ختام الكتاب يدرس الكاتب ما أسماه بالاعتبارات القومية حول الحق في فلسطين، التي أجملها في أن اليهود لا يملكون أي أسانيد تاريخية أو دينية، تخولهم امتلاك فلسطين ومدينة القدس سواء في الزمن الغابر أو في التاريخ الحديث، وأن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وأخرى يهودية الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 سبتمبر 1947، يعتبر من الناحية القانونية مجرد توصية، وليس ملزما لجميع الأطراف، ليخلص إلى أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري عنصري، تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية هدفه مسح الهوية التاريخية والثقافية والحضارية للعرب، وأن مشروع الشرق أوسطية يريد أن يلغي عشرة آلاف سنة من التاريخ هي عمر التاريخ العربي الفلسطيني، ويفرض على العالم كله تاريخا مزورا يظهر فيه الصهاينة المغتصبون وكأنهم الأصل في فلسطين، ويظهر العرب أصحاب التاريخ والحضارة الرائدة، وكأنهم الغرباء العابرون في هذا التاريخ.

ويخلص الكاتب الى ان الغالبية العظمى من الشعب العربي، ليست على استعداد لتقبل مشروع الشرق أوسطية، خاصة بعد انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الثانية في سبتمبر عام 2000، بسبب انتهاك الإرهابي الصهيوني آرييل شارون وجنوده لحرمة المسجد الأقصى المبارك بالقدس، وما تبعها من عمليات إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لنهر الأردن، من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المسـتوطنين اليهود.

ولكم اطيب تحياتى

اخوكم طارق الجيزاوى

الاسكندية فى الثلاثاء 24 نوفمبر 2009

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

تاريخ القدس فى العصر الوسيط

نكمل موضوع هذا الاسبوع حول تاريخ مدينة القدس واستقراء حق اليهود فى القدس ونكمل تاريخ مدينة القدس حيث نستعرض

القدس فى العصر الهلنستي


دخلت القدس تلقائياً ضمن الإمبراطورية المقدونية وانتهت من الهيمنة الفارسية، ولا توجد معلومات أكيدة عن تغير وضعها الإداري والسياسي، ولكن الرواية اليهودية تقول إن الإسكندر زار الهيكل وسمح للمجتمع اليهودي بأن يُحكم بمقتضى قوانينه الخاصة.

وانقسمت الإمبراطورية المقدونية بعد وفاة الإسكندر، وصارت القدس جزءاً من أصقاع بلاد الشام، وكان بطليموس الأول والياً على مصر ثم غزا فلسطين والقدس وسبى اليهود، وقد أتاح لليهود نقل ديانتهم إلى مصر وشمال أفريقيا، في أول انتشار لليهود خارج يهوذا. وبقيت القدس وفلسطين تحت حكم بطليموس نحو 36 عاما كانت صعبة مثقلة بالضرائب. وفي هذه الفترة واصل كهنة اليهود استكمال كتابة أسفارهم الباقية مثل سفر زكريا وسفر أرميا وسفر يونان (يونس).

وقرر حلفاء بطليموس إعطاء جوف سوريا إلى سلوقس، وأسست الدولة السلوقية لنفسها كياناً يمتد من الهند إلى سوريا الشمالية، أما سوريا الجنوبية ومنها فلسطين فظلت معلقة بين السلوقية والبطلمية وبدأ الصراع بينهما، فكانت الحرب السورية الأولى عام 276ق.م والحرب الثانية 262ق.م وانتهت الحرب بصفقة زواج سياسي بين ابنة بطليموس الثاني إلى أنطيوخس مقابل أن يتنازل السلوقيون عن المطالبة بجوف سوريا ودفع مبلغ كبير من المال.

ويبدو أن بطليموس الثاني كان متسامحاً مع اليهود، ورفع الحظر عن اليهود الأسرى في مصر وسمح لهم بالعودة إلى يهوذا، وفي عهده حدثت الترجمة "السبعونية" لبعض أسفار التوراة إلى اللغة اليونانية.

وفي عهد بطليموس الثالث حدثت الحرب السورية الثالثة عام 246ق.م، واستطاع اليهود الحصول على إعفاء من دفع الجزية. وكانت القدس بعيدة عن الثقافة الهيلينية، وكانت واقعة تحت تأثير عائلتين متصارعتين، أولهما عائلة أونياس التي كانت بيدها وظيفة رئيس الكهنة، وعائلة طوبيا التي كان معقلها قرب حشبون في عمّون.

وفي عهد بطليموس الرابع حدثت الحرب السورية الرابعة، وحاول بطليموس الرابع "هلينة" القدس والدين اليهودي، لكنه فشل بسبب نزعة اليهود التوحيدية. وفي الحرب السورية الخامسة انتهى حكم البطالمة في القدس وفلسطين، وأصبحت كل بلاد الشام تحت الحكم السلوقي، وفي تلك الفترة انجذب اليهود في مصر إلى الهلينية الإغريقية، وكان سفر الجامعة الذي وضع نحو 200ق.م يحمل أثراً هيليناً، وكذلك سفر الأمثال الذي كان بمثابة نتاج تفاعل بين اليهودية والهيلينية.

السلوقيون (200-63 ق.م)


عامل أنطيوخس الثالث اليهود بتسامح، وأطلق لهم حرية معتقدهم وأكمل الإصلاحات التي بقيت في الهيكل وأعفى اليهود من الضرائب لفترة من الزمن.

وفي عهد الملك السلوقي الرابع (187-175) بدأت نزاعات اليهود الداخلية، وترك هذا الحادث شرخاً في المؤسسة الدينية اليهودية، واستطاع السلوقيون أن ينفذوا منه لهلينة اليهود.

وبسبب الاضطرابات في القدس بعد الحرب السورية السادسة لاحتلال مصر انقض الملك السلوقي أنطيوخس الرابع على مدينة القدس وأحرقها وأسر من فيها. وفي هذه المرحلة بدأت الهلينة المنظمة لليهود لطبع القدس بالطابع اليوناني، وقامت باستبدال الإله "يهوا" بالإله زيوس أولمبوس، وغيرت الأحكام اليهودية، وجرى تفتيش عن نسخ سفر لشريعة) وأعدم من يحتفظ بها. وبدأ الصراع بين السلوقيين وبين المتمسكين بدينهم، وكان من أهم نتائجه هرب بعض اليهود إلى مناطق خارج القدس وخارج يهوذا.

وكان من الذين هربوا "متتيا" وكان له خمسة أولاد (يوحنا، سمعان، يهوذا، العازر، يوناثان). وكان يهوذا يلقب باسم مكابيوس أو المكابي ومعناه المطرقة، وهو أكثرهم همة وقوة. وبعد وفاة متتيا عام 166ق.م أسس ابنه يهوذا الدولة اليهودية التي قدر لها البقاء تحت ظل الانقسامات بين السلوقية والبطلمية والرومانية مدة تقترب من قرنين ونصف (164ق.م–70م)، وهذه الدولة لا تطابق خارطتها خارطة دولة يهوذا وكانت عاصمتها القدس لفترات معينة فقط، ثم تعاقب إخوة يهوذا في حكم الدولة.

ثم جاءت الأسرة الحاشمونية، وأول حكامها أرسطو بولس الأول، وهو ابن يوحنا الذي حمل اسماً إغريقيا، ولم يدم عهده طويلاً، فقد بدأ عهده باغتيال أمه وإخوته.

وكانت يهوذا تحتوي على عدة مدن وقصبات كان يشكل أغلبها العرب والكنعانيون الذين لم يكونوا يعتنقون الديانة اليهودية، ثم جاء يانايوس إسكندر، ثم إسكندره، ثم ابنها أرسطو بولس الثاني الذي تنازع مع أخيه هيركانوس الثاني الذي استنجد بملك دولة الأنباط الحارث، وكانت الدولة السلوقية على حافة الانهيار لتحل مكانها الدولة الرومانية.

وإلى اللقاء غدا مع القدس فى العصر الحديث

طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاثنين 23 نوفمبر 2009

الأحد، 22 نوفمبر 2009

سلسلة علامات الساعة الصغرى : العلامة الثامنة والاربعين - خروج القحطانى

فى لقاء جديد و علامة جديدة من علامات الساعة ولقاء اليوم مع العلامة الثامنة و الأربعين من علامات الساعة الصغرى التى أخبرنا عنها الرسول الكريم نلتقى مع علامة اليوم وهى

خروج القحطاني


فعن أبي هريـرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قـال: ( لا تقوم الساعـة حتى يخرج رجل من قحطـان يسوق الناس بعصاه )[1].

قال القرطبي رحمه الله: "قوله: ( يسوق الناس بعصاه ) كناية عن استقامة الناس وانعقادهم إليه، واتفاقهم عليه، ولم يُرد نفس العصا، وإنما ضرب بها مثلاً لطاعتهم له، واستيلائه عليهم، إلا أن في ذكرها دليلاً على خشونته عليهم وعنفه بهم"[2].

وهذا القحطاني ليس هو الجهجاه؛ فإن القحطاني من الأحرار؛ لأنه نسبه إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم إليه، وأما الجهجاه فهو من الموالي.

ويؤيد ذلك ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: جهجاه )[3].

وإلى اللقاء الأحد القادم مع علامة جديدة

والعلامة التاسعة والاربعين وهى

قتال اليهود ونطق الحجر والشجر

وإلى أن نلتقى لكم تحياتى

لكم أطيب تحياتى

اخوكم طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الأحد 22 نوفمبر 2009


[1] - أخرجه البخاري في المناقب، باب: ذكر قحطان (3517)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2910).

[2] - التذكرة (ص635).

[3] - أخرجه أحمد (2/329)، وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح"، وأصله في مسلم (2911) بدون لفظ: ((من الموالي)).

السبت، 21 نوفمبر 2009

قضية للمناقشة : حق اليهود التاريخى فى القدس الشريف

لم تحظ مدينة على مر التاريخ بمثل ماحظت به مدينة القدس لما لها من جلال وقدر عظيمين فى قلوب كافة أهل الاديان منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وسنحاول هذا الاسبوع ان نستعرض تاريخ مدينة القدس لبيان

هل هناك حق لليهود فى القدس ؟

فى قضية للمناقشة

Case Of The Week

وسنتسعرض تاريخ مدينة القدس القديم وسيرتها منذ عصور ما قبل التاريخ حتى الاحتلال الروماني، اعتمادا على علم الآثار وما جادت به أرض القدس من آثار منقولة وثابتة، وعلى استقراء هذه المصادر ومحاولة كشف ما تخفيه الآثار والأحداث التاريخية، متجنبا المؤثرات الدينية والتوراتية، وخاصة تلك التي لها علاقة بنشوء المدينة ونموها في العصرين البرونزي والحديدي، أي خلال نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، كل ذلك اعتمادا على مصادر مكتوبة ومنشورة عن المدينة المقدسة عبر كافة وسائل النشر بمختلف صورها

أولا القدس فى عصور ما قبل التاريخ


يقوم علم دراسة الإنسان القديم على الربط بين البقايا العضوية والثقافية للإنسان القديم، وهي العصور الحجرية التي اعتمد فيها الإنسان على الحجر باعتباره أداة للعمل والدفاع، ولا يوجد في فلسطين من الآثار التي تدل على فعل حضاري في هذه الفترة التي تعود إلى نحو مليون إلى نصف مليون سنة.

وفي مراحل لاحقة من العصر الحجري وجدت آثار للإنسان في الجليل، وتعود أول آثار معروفة للإنسان في القدس إلى ما قبل 40 ألف سنة، ولكن في العصور الحجرية المتوسطة التي تعود إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد فيوجد آثار في وادي النطوف شمال غربي القدس تدل على ثقافة متطورة نسبيا، مثل البيوت والأكواخ وتماثيل الحيوان والإنسان. وعرف عن القدس في العصر الحجري الحديث العمليات الزراعية المنظمة، مثل الفخار والطواحين، والمستوطنات الزراعية، ولكن هذه الآثار لا تدل على أن القدس كانت تتمتع بمكانة عظيمة في تلك العصور، فربما كانت أريحا القريبة منها أهم منها بكثير.

ثانيا القدس فى العصر البرونزى

يمتاز هذا العصر باستعمال البرونز (خليط من النحاس والقصدير)، وظهرت فيه الكتابة (3200 ق.م) التي تعتبر نقطة تحول ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية، وكانت أول وأقدم الهجرات السامية هي الآمورية إلى فلسطين خلال الألف الخامس قبل الميلاد، ثم الكنعانية.

تشير الحفريات إلى أن مدينة القدس بنيت مع بداية العصر البرونزي المبكر أي قبل مجيء الكنعانيين واليبوسيين كما هو شائع، وكانت ذات هوية آمورية، وكانت بلدة صغيرة على مرتفع قرب عين جيحون، وشهدت استيطاناً بشرياً ونشاطاً زراعياً واضحاً، وامتاز عمران المدينة بالتخطيط المعماري الدائري في شكل البيوت، وحفر الآبار فيها، والاعتماد على الأعمدة الكبيرة وسط البيوت، والشكل الدائري للأسوار. وفي نهاية العصر البرونزي المبكر شهدت جفافاً قاسياً، فازدادت عمليات الهجرة العشوائية إلى شرق الأردن وشمال الجزيرة العربية.

وبنيت مدينة القدس ثانية في العصر البرونزي الأوسط (القدس الكنعانية) أو (أورو سالم) أي مدينة الإله سالم، وكان من تقاليد الكنعانيين الدينية عبادة آلهة كبرى تشترك فيها جميع المدن الكنعانية، وكان لكل مدينة إله خاص بها والذي غالباً ما تشتق اسمها منه مثل (بيت شان) بيسان فهي مدينة الإله شان، وأريحا مدينة إله القمر يرح.

وتظهر الآثار في العصر البرونزي الأوسط أن القدس الكنعانية كانت محاطة بسور من الطين والحجر من جهاتها الأربع، وتربطها بعين جيحون قناة سرية تنتهي بخزان داخل السور، وعرفت كذلك الصخرة المقدسة لبيت المقدس التي كانت مقدسة عند الكنعانيين عامة واليبوسيين خاصة.

وشاعت تسمية القدس كما في الوثائق والأواني المصرية في ذلك الوقت باسم "أورشليم"، وكان اسمها قبل ذلك "منورتا" الذي يوحي بأصل آموري، ومعناه الشمعة أو الضوء، وهو المعنى نفسه لكلمة "شالم" أو "سالم" الكنعانية.

وتحولت القدس في العصور البرونزية المتأخرة إلى يبوسية، واليبوسيون هم أشراف وزعماء الكنعانيين في القدس، ثم وقعت تحت الاحتلال المصري، ثم استولى عليها الحيثيون عندما احتلوا بلاد الشام ودخلوا في حروب طويلة مع المصريين، ثم تحولت القدس إلى مركز للمجتعات الزراعية والرعوية التي تشكلت فيما بعد من الكنعانيين والحوريين والبدو "العابرين" من الصحاري والأراضي الزراعية الجافة.

وقد ظهر مصطلح كنعان عام 1280 ق.م، أي قبل ظهور التوراة بزمن طويل، وكان الكنعانيون قبل ذلك يسمون "شام".

وظهر اسم إسرائيل للمرة الأولى في لوح مرنبتاح في وصف مدينة كنعانية، ولم تذكر إسرائيل آثاريا في جميع منطقة الشرق الأدنى إلا عام 842 ق.م عندما حارب ميشع إسرائيل.

وقد عبد اليبوسيون الإله بعل وكان مقر عبادته جبل صهيون، وصهيون اسم كنعاني عرف قبل ظهور اليهود بألف سنة، ثم نسبه اليهود إلى أنفسهم كما نسبوا "سالم" إلى سليمان.

فهذا العصر ما زالت آثاره المعروفة موجودة في أفريقيا، ولكن من المؤكد أن الإنسان انتقل من أفريقيا إلى فلسطين وبخاصة على جانبي نهر الأردن، فثمة بعض المؤشرات على وجود آثار للإنسان جنوب بحيرة طبرية.

ثالثا القدس والعصر الحديدى

يعتبر العصر الحديدي أكثر العصور جدلاً وأكثرها عرضة للتلفيق والتزوير، وقد مرت فلسطين في هذا العصر بتحولات

اقتصادية واجتماعية جذرية كان من شأنها أن تعيد البنية الحضارية والسياسية، وتنهي المرحلة الأمورية والكنعانية.

فقد شهد غرب فلسطين الساحلي استيطان جماعات "الفستو" الإيجية التي اختلطت بالتراث الكنعاني وذابت فيه، والتي جاء منها اسم "فلسطين". وأما شمال فلسطين فقد شهد تدفقاً زراعياً كنعانياً، وحافظ على الهوية الكنعانية. وفي الوسط استقرت القبائل البدوية التي حاولت انتقاء ما يحلو لها من العقائد الكنعانية في سبيل تكوين هوية خاصة بها دون جدوى، فقد ظل التراث الكنعاني مهيمناً.

وتظهر الآثار في القرن العاشر والتاسع قبل الميلاد النشاطات الواسعة للبناء والعمران، وهو ما يشير إلى بقائها مدينة يبوسية كنعانية آثارياً، وعدم وجود ما يسمى "المملكة الموحدة" لإسرائيل ويهوذا، وعدم تميز القدس كمدينة خارجة عن السياق الكنعاني اليبوسي كأن تكون عبرية أو يهودية.

وكانت مدينة دولة إسرائيل كما تبدو في الآشوري العائد إلى عصر الملك شلمنصر الثالث (859-824)ق.م مدينة كنعانية، ولم تكن عبرية الهوية أو توراتية الدين.

وفي القرن السابع قبل الميلاد ظهر دين يهوذا الذي انفصل عن الديانة الكنعانية اليبوسية على يد الملك يوشيا الذي عثر على سفر الشريعة.

وتعرض أهل يهوذا وتحديداً أهل أورشليم للسبي البابلي الأول على يد نبوخذ نصر الثاني، وكانوا في أولى خطواتهم لتكوين دين خاص بهم وهو الدين اليهوذي وليس اليهودي، وأما الدين اليهودي فقد تكون في العصر الحديدي الثالث أثناء الهيمنة الفارسية على الشرق الأدنى القديم.

في عام 586 ق.م تعرضت القدس للتدمير وحدث السبي البابلي الثاني، وأغلب سكان القدس اقتلعوا من أرضهم وهجروا إلى أرض بابل، ولم يكن التدمير للقدس من قبل بابل متعلقاً بأية مسألة دينية.

وظهرت فكرة الشتات مع السبي البابلي وليس مع السبي الآشوري لأن السبي البابلي طال عاصمة يهوذا وأهلها الذين سيشكلون الدين اليهودي فيما بعد، والسبي الآشوري طال مدينة السامرة، وهذه الفترة كانت بداية تدوين التراث الديني (المرويات التوارتية) وظهور الأنبياء الذين بنوا الأسس الأولى للدين اليهودي، ثم تطورت كلمة الشتات وأصبحت تطلق على كل مجتمع يهودي خارج فلسطين.

ولم تعد القدس مدينة للمجتمع اليهودي إلا لفترات قليلة جدا بعد السبي الذي كان فيه مجتمع القدس, ولم تكن مدينة سياسية واجتماعية لليهود، وكانت هذه المدينة مثل باقي مدن فلسطين مكاناً لهجرة الناس ولقائهم من جميع أرجاء فلسطين وما حولها.

وسقطت بابل عام 539ق.م بيد كورش ملك الفرس، وأمر بإعادة أهل السبي إلى القدس ويهوذا، وكان أهل السبي خليطاً من الأقوام يعكس طبيعة سكان أهل القدس، وكان يقودهم زربابل وكانت أول أعمالهم بناء بيت الرب) أو الهيكل.

وظهر النبيان حجي وزكريا وبشرا بملوكية زربابل وبأنه المسيح المنتظر، وقد عاصر المؤرخ اليوناني هيرودوتس أحداث ما بعد السبي والعودة، ولم يذكر أي إشارة إلى اليهود وعودتهم وبناء الهيكل كما تقول المرويات التوراتية.

وخلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد وقبل ظهور الإسكندر المقدوني ثبت اليهود أركان ديانتهم وفصلوها عن الديانات المحيطة، وظهر كاهن اسمه "عزرا" وكان مطلعاً على سفر الشريعة الذي كتب في عهد يوشيا، وقد قام بالتدوين الثاني للمرويات التوارتية بشكل متسلسل بالتعاون مع فريق منتخب من الكهنة والكتبة. وشهدت الفترة اللاحقة لظهور عزرا ونحميا تزمتا شديداً في الدين اليهودي، وكان اليهود يرسخون التقاليد والشعائر الأصولية لشريعة عزرا.

ولم تعد القدس مدينة للمجتمع اليهودي إلا لفترات قليلة جدا بعد السبي الذي كان فيه مجتمع القدس, ولم تكن مدينة سياسية واجتماعية لليهود. وكانت هذه المدينة مثل باقي مدن فلسطين مكاناً لهجرة الناس ولقائهم من جميع أرجاء فلسطين وما حولها

وإلى اللقاء يوم الاثنين مع تكملة الموضوع

طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى السبت 21 نوفمبر2009

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

شخصيات لها تاريخ : مؤسس الصين الحديثة - الزعيم ماو تسى تونج

فى لقاء جديد مع شخصية جديدة نقدم اليوم شخصية هامة فى تاريخ الصين ذلك النمر الاسيوى الذى يصعد بسرعة الصاروخ فى كافة الاصعدة مع زعيم الصين العظيم

ماو تسى تونج

Mao Tse Tung

ماو تسي تونج Mao Tse Tung

مولده ونشأته

ولد ماو تسي تونج، في 20 ديسمبر 1893، لعائلة تعمل في الزراعة، في شاوشان، وهي قرية تقع في مقاطعة هونان. وعمل ماو في حقول الزراعة منذ صغره، واستطاع أن يوفق بين عمله ودراسته. وتمكن من اللغة الصينية، ودرس كونفوشيوس، وأعمال الكتاب الكلاسيكيين الصينيين، وكان يبدى اهتماماً كبيراً بدراسة تاريخ ثورات الفلاحين. وكان بطبيعته متمرداً ثائراً، ففي العاشرة من عمره هرب من بيت والديه، احتجاجاً على سوء معاملة أستاذه، وخوفاً من تأنيب والده. وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره، تزوج من فتاة تكبره بأربعة أعوام. وفي الثامنة عشرة، انتقل ماو تسي تونج إلى تشانج ـ شا، وتقدم إلى امتحان القبول بمعهد سيانج ـ هيانج الثانوي، ونجح في الامتحان.

*قاد ماو تسي تونغ الحزب الشيوعي الصيني إلى السلطة وأشرف لمدة 27 عاماً على عملية التحويل في تلك البلاد.
- ولد ماو تسي تونغ كما اسلفنا في عام 1893 في قرية شوهان في مقاطعة هاتان في الصين وكان والده فلاحاً متوسط الثراء وفي عام 1911 عندما كان ماو في الثامنة عشرة نشبت ثورة ضد العائلة المالكة المتداعية الأركان (عائلة شنج) التي كانت تحكم الصين منذ القرن السابع عشر.
- وفي بضعة أشهر أطيح بالحكومة الملكية وأعلنت الجمهورية ولسوء الحظ لم يستطع زعماء تلك الثورة أن يرسوا قواعد حكومة ثابتة موحدة في الصين وتبع الثورة فترة من عدم الاستقرار والحرب الأهلية دامت حتى عام 1949.
- وكشاب كان ماو يسارياً في أفكاره السياسية وفي عام 1921 كان واحداً من المؤسسين الرئيسيين للحزب الشيوعي الصيني ولكن صعوده لمركز قيادة الحزب كان بطيئاً ولم يحدث ذلك إلا في عام 1935.
- وفي أثناء ذلك كان الحزب الشيوعي الصيني مشغولاً في التدرج بخطوات وئيدة نحو تسلم السلطة وقد أصابت الحزب نكسات عديدة في عام 1927 وعام 1934 تغلب عليها الحزب. وابتداءً من 1935 وبزعامة ماو زادت قوة الحزب زيادة ملحوظة وفي عام 1947 كان الشيوعون على استعداد للحرب ضد الحكومة الوطنية التي يرأسها (شاي كاي شيك).
- وفي عام 1949 انتصرت جيوشهم وظفر الشيوعيون بالسيطرة الكاملة على البر الصيني.
- وكانت الصين عند استلام ماو للسلطة تمزقها الحرب الأهلية التي دامت ستة وثلاثين عاماً، أنتجت الفقر والتخلف، وكان معظم سكانها أميين. خشي ماو عند تسلمه السلطة وهو يناهز السادسة والخمسين أن يفشل في تذليل تلك الصعوبات الناتجة عن الحرب الأهلية ولكن بالصبر والحزم استطاع أن يتغلب عليها، فقد عمد إلى تصنيع البلاد والعناية البالغة الأهمية بالتعليم وتحسين الأحوال الصحية.
- وهذه التغيرات لم تكن كافية بالنسبة للصين المتخلفة، وكان الإنجاز الثاني الذي قامت به الحكومة الشيوعية، هو تحويل البلاد اقتصادياً من النظام الرأسمالي إلى النظام الاشتراكي ومن ناحية سياسية فقد اتبع نظاماً دكتاتورياً قاسياً.
- واستطاع ماو صنع ثورة اجتماعية، فقد حاول أن ينقل ولاء الفرد من عائلته إلى الدولة، وهذا الانتقال كان له أثره حيث أن الصينيين مشهورون بالولاء للعائلة وفوق ذلك فقد أثارت الدولة حملة دعائية ضخمة ضد تعاليم كونفوشيوس، وقد لاقت هذه الحملة نجاحاً لا بأس به.
- وكان ماو هو الرجل الأول في الصين من عام 1949 - 1976.
- وكانت إحدى مشاريعه (القفزة العظيمة إلى الأمام) في عام 1950 ويظن كثير من المراقبين أن ذلك المشروع الذي كان يشمل على التشديد على طرق الإنتاج الريفي، كان فاشلاً( وعلى كل حال فقد ألغي ذلك المشروع) وأما المشروع الثاني فهو (الثورة الثقافية) التي بدأها ماو في عام 1960، وكانت هذه حرباً أهلية ضد البيروقراطية الصينية في الحزب الشيوعي الصيني.
- ومن الممتع أن نقول أن ماو كان في منتصف الخمسينات عندما بدأت القفزة العظمى وكان قد تجاوز السبعين عندما بدأت الثورة الثقافية وكان قد بلغ الثمانين عندما بدأ التقارب بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
- وكان ماو يعتقد أن العمال الصناعيين في المدن ستؤلف القاعدة القوية لتأييد ودعم الحزب الشيوعي ولكنه غيّر رأيه واعتمد على قوة الفلاحين وزاد من عنايته بالتطور الزراعي والريفي.
- لقد تأثر ماو بلينين مؤسس الشيوعية في روسيا الذي مهد الطريق لإنشاء الشيوعية في الصين، والحقيقة أن تصنيف شخص معاصر مثل ماو صعب لأننا لا نعلم ما ستكون نتيجة تقدير الشعب الصيني له في المستقبل وعلى كل حال فيمكن مقارنته مع شي هوانج تي لأن كلاً منهما عمل على تخطيط سلسلة من التغيرات الثورية في الصين، وقد كان تصنيف شي في مرتبة أعلى من ماو وذلك لأن تأثير شي هوانج تي دام زهاء اثنين وعشرين قرناً في حين أننا لا نعلم ولا نتأكد إلى متى سيستمر تأثير ونفوذ ماو في الشعب الصيني.

وإلى اللقاء مع شخصية جديدة فى الجمعة القادمة

ولكم اطيب تحياتى

طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الجمعة 20 نوفمبر 2009

أفكار مفيدة لمشاريع جديدة بدون رأس مال - كانفا

  هي أداة تصميم رسومات للمحترفين والمبتدئين ، تحتوى على ما يزيد عن 100 مليون تصميم متاح بعدة لغات منها اللغة العربية ، وهي بالتأكيد المنصة ا...